معظم روّاد المقاهي الواقعة بين الجامعات في مدينة صيدا، وتحديداً خلال أيام الدراسة، هم الطلاب الذين يبحثون عن قضاء وقت لطيف بعيداً عن الدرس وساعات الشرح الطويلة، لكن أولئك الطلاب يغفلون شيئاً مهماً لدى ذهابهم إلى المقاهي، ألا وهو هدر الوقت خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون نسيان النرجيلة وهي العنصر الأهم في الجلسة. كذلك، هناك من يختار لعب الورق.
ذلك الوقت الذي يهدره الطلاب، وتحديداً في سنوات التعلّم، يعد مهماً في التحصيل العلمي، الذي يحتاج إلى القراءة وتطوير الذات. يقول أيمن زعطوط، الفلسطيني من بلدة طيرة حيفا في فلسطين، والمولود في مخيم عين الحلوة، وهو صاحب مقهى "سنترال بيرك" central perk قرب الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، إنه يعمل حالياً على افتتاح مكتبة في المقهى، تضمّ كتباً متنوعة منها السياسية والاجتماعية والثقافية. لكنّ الأهم بالنسبة إليه هو الكتب المتعلقة بالتراث الفلسطيني، وكتب التاريخ والجغرافيا التي تعرف القارئ على تاريخ وجغرافية فلسطين، كون غالبية الطلاب الذين يرتادون المقهى هم من الطلاب الفلسطينيين، إضافة إلى اللبنانيين، وبعض الطلاب السوريين.
في هذا السياق، يقول أيمن: "الفكرة حديثة، وما زلنا في طور العمل عليها والتحضير لها. ما زلنا نجول على المكتبات لشراء الكتب الأدبية والتاريخية وغيرها، كما أننا نجمع من قبل بعض الأشخاص الكتب التي صارت نادرة وغير موجودة في الأسواق، كتلك التي تتحدث عن تاريخ وجغرافيا فلسطين والتراث الفلسطيني تحديداً".
يتابع: "بعد انتهاء دراستي الثانوية في لبنان، توجهت إلى تركيا لدراسة الطب. بعدها، عدت إلى لبنان وعملت في المهنة مدة عشرين عاماً في المخيمات الفلسطينية. واليوم، لدي شركة تجهيزات طبية. لكن في المدة الأخيرة راودتني فكرة أن يكون لدي عمل آخر، ليس له علاقة بالمجال الطبي، وفكرت في أن أؤسس مطعماً ومقهى في آن واحد. لكنني أردت له صورة مختلفة عن المقاهي الأخرى، من خلال إدخال الثقافة إلى المقهى، وذلك لأن الناس في جميع أطيافهم ابتعدوا عن القراءة والمطالعة، وصاروا أكثر توجهاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي".
يضيف: "بعدما افتتحت المقهى منذ أكثر من ثلاث سنوات، ظلت فكرة الكتب راسخة في ذهني. لذلك فكرت بالخطوة الأولى، وهي البدء بوضع بعض الكتب. واخترت أن تكون المكتبة غير تقليدية، وكانت الفكرة أن تكون من الآلات الموسيقية علها تكون جاذبة، إضافة إلى الربط بين القراءة والموسيقى".
اقــرأ أيضاً
يقول: "سنفتتح مكتبتنا بعدد بسيط من الكتب، كما أننا سنكون أداة دعم لهذا الجيل في القراءة، ونعمل على تأمين الكتب التي يريدها، وإيصالها له أينما كان. كما أننا سنعمل على اقتراح كتاب للقراءة كل شهر يحمل عنواناً مختلفاً، وندعو إلى جلسة نقاشية مع من قرأوا الكتاب ومع كاتبه إن استطعنا التواصل معه".
يتابع أنّ الموقع الجغرافيّ للمقهى يساهم في استقطاب الناس، لوقوعه بين عدة جامعات. "أرغب في أن يكون بيتاً ثقافياً لكل طلاب الجامعات والمحيط في مدينة صيدا، ويشكل استراحة ثقافية للطلاب. فبدلاً من أن يمسك الطالب هاتفه النقال، يمسك كتاباً يستفيد منه. كما أفكر في تقديم استشارات علمية للطلاب، عن طريق أساتذة جامعيين متخصصين، وتأمين الدعم النفسي والمعنوي لهم".
يضيف: "على الرغم من أن الرهان على نجاح المشروع كبير، غير أننا طرحنا الأمر على بعض الطلاب الجامعيين، وقد لاقى ترحيباً كبيراً وشجعوا الفكرة. رهاننا في نجاح مشروعنا يعتمد على الأشخاص الذين سيقصدون المقهى للمطالعة والقراءة".
اقــرأ أيضاً
الفكرة التي يطرحها أيمن جديدة في مطعم ومقهى في مدينة صيدا، صحيح أن موضوع قراءة الكتب ومناقشتها ضمن أطر ثقافية أمر طبيعي، وموجود في النوادي الثقافية، لكن فكرة وجود الكتاب في مطعم هي الحديثة، إذ إنه مع كل وجبة طعام سيكون الكتاب مادة دسمة، فكما المعدة تحتاج إلى قدر من الطعام والشراب للبقاء على قيد الحياة، كذلك الدماغ يحتاج إلى المعرفة والثقافة.
ذلك الوقت الذي يهدره الطلاب، وتحديداً في سنوات التعلّم، يعد مهماً في التحصيل العلمي، الذي يحتاج إلى القراءة وتطوير الذات. يقول أيمن زعطوط، الفلسطيني من بلدة طيرة حيفا في فلسطين، والمولود في مخيم عين الحلوة، وهو صاحب مقهى "سنترال بيرك" central perk قرب الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، إنه يعمل حالياً على افتتاح مكتبة في المقهى، تضمّ كتباً متنوعة منها السياسية والاجتماعية والثقافية. لكنّ الأهم بالنسبة إليه هو الكتب المتعلقة بالتراث الفلسطيني، وكتب التاريخ والجغرافيا التي تعرف القارئ على تاريخ وجغرافية فلسطين، كون غالبية الطلاب الذين يرتادون المقهى هم من الطلاب الفلسطينيين، إضافة إلى اللبنانيين، وبعض الطلاب السوريين.
في هذا السياق، يقول أيمن: "الفكرة حديثة، وما زلنا في طور العمل عليها والتحضير لها. ما زلنا نجول على المكتبات لشراء الكتب الأدبية والتاريخية وغيرها، كما أننا نجمع من قبل بعض الأشخاص الكتب التي صارت نادرة وغير موجودة في الأسواق، كتلك التي تتحدث عن تاريخ وجغرافيا فلسطين والتراث الفلسطيني تحديداً".
يتابع: "بعد انتهاء دراستي الثانوية في لبنان، توجهت إلى تركيا لدراسة الطب. بعدها، عدت إلى لبنان وعملت في المهنة مدة عشرين عاماً في المخيمات الفلسطينية. واليوم، لدي شركة تجهيزات طبية. لكن في المدة الأخيرة راودتني فكرة أن يكون لدي عمل آخر، ليس له علاقة بالمجال الطبي، وفكرت في أن أؤسس مطعماً ومقهى في آن واحد. لكنني أردت له صورة مختلفة عن المقاهي الأخرى، من خلال إدخال الثقافة إلى المقهى، وذلك لأن الناس في جميع أطيافهم ابتعدوا عن القراءة والمطالعة، وصاروا أكثر توجهاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي".
يضيف: "بعدما افتتحت المقهى منذ أكثر من ثلاث سنوات، ظلت فكرة الكتب راسخة في ذهني. لذلك فكرت بالخطوة الأولى، وهي البدء بوضع بعض الكتب. واخترت أن تكون المكتبة غير تقليدية، وكانت الفكرة أن تكون من الآلات الموسيقية علها تكون جاذبة، إضافة إلى الربط بين القراءة والموسيقى".
يقول: "سنفتتح مكتبتنا بعدد بسيط من الكتب، كما أننا سنكون أداة دعم لهذا الجيل في القراءة، ونعمل على تأمين الكتب التي يريدها، وإيصالها له أينما كان. كما أننا سنعمل على اقتراح كتاب للقراءة كل شهر يحمل عنواناً مختلفاً، وندعو إلى جلسة نقاشية مع من قرأوا الكتاب ومع كاتبه إن استطعنا التواصل معه".
يتابع أنّ الموقع الجغرافيّ للمقهى يساهم في استقطاب الناس، لوقوعه بين عدة جامعات. "أرغب في أن يكون بيتاً ثقافياً لكل طلاب الجامعات والمحيط في مدينة صيدا، ويشكل استراحة ثقافية للطلاب. فبدلاً من أن يمسك الطالب هاتفه النقال، يمسك كتاباً يستفيد منه. كما أفكر في تقديم استشارات علمية للطلاب، عن طريق أساتذة جامعيين متخصصين، وتأمين الدعم النفسي والمعنوي لهم".
يضيف: "على الرغم من أن الرهان على نجاح المشروع كبير، غير أننا طرحنا الأمر على بعض الطلاب الجامعيين، وقد لاقى ترحيباً كبيراً وشجعوا الفكرة. رهاننا في نجاح مشروعنا يعتمد على الأشخاص الذين سيقصدون المقهى للمطالعة والقراءة".
الفكرة التي يطرحها أيمن جديدة في مطعم ومقهى في مدينة صيدا، صحيح أن موضوع قراءة الكتب ومناقشتها ضمن أطر ثقافية أمر طبيعي، وموجود في النوادي الثقافية، لكن فكرة وجود الكتاب في مطعم هي الحديثة، إذ إنه مع كل وجبة طعام سيكون الكتاب مادة دسمة، فكما المعدة تحتاج إلى قدر من الطعام والشراب للبقاء على قيد الحياة، كذلك الدماغ يحتاج إلى المعرفة والثقافة.