وتهدف اللجنة التي تضمّ مختلف فعاليات المجتمع المدني الجزائري، إلى "دعم ومرافقة المبادرات التي تقوم بها الدولة الجزائرية، للوقوف إلى جانب الأشقاء الليبيين في محنتهم، سواء على المستوى المعنوي أو المادي أو الاجتماعي".
وأكد البيان التأسيسي للجنة، أنها تأتي "لردّ الجميل للدعم المادي والسياسي واللوجستي الذي قدّمه الشعب والحكومة الليبيان للجزائر إبان الثورة التحريرية المجيدة، إذ شكلت ليبيا القاعدة الخلفية للثورة، من خلال احتضانها للمجلس الوطني للثورة، وبقيت الداعم والمساند شعبياً ورسمياً ودبلوماسياً لها إلى أن نالت الجزائر استقلالها".
وأضاف البيان أنه "لا يمكننا أن نرى ليبيا تعيش هذه الحالة من دون دعم جزائري، بما يساعد الإخوة في ليبيا على العمل على حل أزمتهم داخلياً، حفاظا على السيادة الوطنية الليبية"، مثمناً "الدور الذي تقوم به الجزائر رئيسا ودبلوماسية للسعي من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية"، ومناشداً "كل محبي السلام في العالم دعم هذا المسعى وإيجاد حل سلمي في ليبيا".
وتضم اللجنة، منظمة مشعل الشهيد التي تُعنى بالقضايا التاريخية والمغاربية، والكشافة الإسلامية الجزائرية، والهلال الأحمر الجزائري، وشبكة نساء الوسيطات من أجل السلم، ومظمات وهيئات مدنية أخرى، إضافة إلى شخصيات مستقلة، بينها أحد قادة ثورة التحرير الجزائرية والضابط السابق في الجيش، محمد الطاهر عبد السلام.
وقال رئيس منظمة مشعل الشهيد، محمد عباد، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن هذه الخطوة تعد جهداً جزائرياً من قبل قوى المجتمع المدني لمرافقة الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لأجل حل الأزمة في ليبيا، والحفاظ على وحدة هذا البلد الشقيق ورفض أي تدخل أجنبي في الأزمة الليبية.
وأضاف عباد أن لليبيين دورا تاريخيا في مساعدة ثورة الجزائر، ولذلك لم يكن ممكنا البقاء في موقف المتفرج على ما يحدث هناك، مشيراً إلى أن هناك في الأفق جملة من المبادرات الموجهة لصالح الشعب الليبي انطلاقا من الجزائر.
وكشفت عضوة شبكة نساء الوسيطات من أجل السلم في البحر المتوسط، سعيدة بوناب، النقاب عن مسعى لتشكيل وفد نسوي ليبي مؤهل يعتمد عليه مستقبلا للتفاوض مع الأطراف الليبية لإيجاد حل لأزمتهم الداخلية.
وفي سياق التضامن الجزائري مع ليبيا، كان الهلال الأحمر الجزائري قد وقّع، الإثنين الماضي، مع نظيره الليبي اتفاقية شراكة، تقضي بتفعيل آليات دعم وتطوير التعاون بين الهيئتين الإنسانيتين. ووقعت الاتفاقية رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، والأمين العام للهلال الأحمر الليبي، مرعي عبد الحميد الدرسي، يقوم بموجبها الهلال الأحمر الجزائري بتعزيز قدرات الهلال الأحمر الليبي وتبادل الخبرات والمعلومات في المجالات الإنسانية.
وتضمنت الاتفاقية تنسيق العمل للحدّ من ظاهرة الهجرة السرية والمساهمة في ترقية القانون الدولي الإنساني، والتنسيق بين الهيئتين لحل المشكلات الخاصة بمجال إعادة الروابط العائلية وتبادل الزيارات، وكذا تشجيع التوأمة بين فروع الهلال الأحمر الجزائري والهلال الأحمر الليبي على مستوى المناطق الحدودية، وذلك لدعم وتنمية هذه المناطق، والاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية بها، وتسيير قوافل طبية مشتركة بين الجمعيتين الإنسانيتين لتقديم مساعدات متبادلة على مستوى المناطق الحدودية، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، حيث كانت الجزائر قد أرسلت الأسبوع الماضي شحنتين من المساعدات التموينية والأدوية إلى ليبيا، الأولى تضمنت 100 طن والثانية 70 طنا نقلت عبر طائرات تابعة للجيش الجزائري.