يشكو أهالي منطقة عفرين السورية من الأوضاع الأمنية السيئة، وذلك بعد مرور عام على بدء معركة "غصن الزيتون" التي قادتها تركيا بمشاركة الجيش السوري الحر في يناير/كانون الثاني 2018.
وقال إبراهيم (52 سنة) لـ"العربي الجديد": "حتى الآن لم يتحسن شيء رغم الوعود، نفتقد الأمان الحقيقي، والكثير من العوائل ما زال شملها مشتتا، ولم يعد جميع أهالي عفرين بعد عملية غصن الزيتون، وهناك عوائل لجأت إلى إقليم كردستان العراق، بينما البعض فضل البقاء في المخيمات بالقرب من مدينة حلب".
وأضاف "نطلب أن نكون أحرارا في التنقل بين المناطق، وأن يكون بمقدورنا الذهاب إلى أقاربنا في بلدات المنطقة، من دون أن تستوقفنا الحواجز التابعة للفصائل، أو تعتدي علينا، ونريد أن نجني محاصيلنا من دون تدخل من أحد، أو إتاوات تفرض علينا من هذا الفصيل أو ذاك".
وأكد المهجر من ريف حمص الشمالي، حسام أبو أكرم (43 سنة) لـ"العربي الجديد"، أنه "لم يتغير شيء منذ وصولي إلى منطقة عفرين عام 2018، والسرقات تحدث كثيرا في المنطقة، وخاصة سرقة السيارات والدراجات النارية، ويخشى الناس التصدي للصوص نظرا لانتشار السلاح".
وأضاف: "المنطقة بشكل عام تفتقر إلى الأمن والخدمات، وكثيرا ما يعتدي عناصر تابعين للفصائل المسلحة على ممتلكات الناس بحجة التعامل مع المليشيات الكردية، وهذا الأمر يتكرر، ولا يمكن لأحد الاعتراض عليه".
في المقابل، قال علي المحمد، من سكان بلدة ميدان إكبس شمال غربي عفرين، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمور ليست بهذا السوء، وهناك قضاء يلجأ إليه الأهالي حال تعرضهم إلى مضايقات من الفصائل، لكن الأمر المهم الذين يحتاجه الناس هو الاهتمام بالنواحي الخدمية، فالطرق سيئة، ولا توجد شبكات كهرباء، والمراكز الطبية قليلة، أما الوضع الأمني فيختلف من منطقة إلى أخرى، كون كل جزء من عفرين يخضع لسيطرة فصيل مسلح".
وأشار المرصد إلى أنه، في ناحية الشيخ، فرض مسلحون تابعون للواء السلطان سليمان شاه، والمعروف محليا بـ"العمشات"، على أهالي قرى جقلا الثلاث دفع مبالغ مالية شهرية لصالح أحد المتنفذين في الفصيل، والمبلغ المفروض هو 10 آلاف ليرة سورية (10 دولارات).
وأعلنت فصائل المعارضة السورية، في 18 مارس/آذار 2018، فرض سيطرتها الكاملة على منطقة عفرين شمالي محافظة حلب، بعد نحو ثلاثة أشهر من انطلاق معركة "غصن الزيتون" في المنطقة، التي تضم نواحي بلبل وراجو وشران ومعبطلي والشيخ حديد وجنديرس ومركزها مدينة عفرين التي تبعد عن مدينة حلب نحو 63 كيلومترا.