أعلنت جامعة بيرزيت في شمال محافظة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، عن استئناف الدوام في كلّ مرافقها، ابتداءً من بعد غد السبت، بعد توصّل وساطة وزارة التعليم العالي الفلسطينية إلى فتح الحوار بين مجلس الطلاب والحركة الطلابية في الجامعة من جهة وإدارة جامعة بيرزيت من جهة أخرى.
وكان الطلاب قد أقفلوا أبواب الجامعة وأعلنوا اعتصاماً داخل حرمها في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، رافعين تسعة مطالب، فيما تفاقمت الأزمة بعدما عمدت الإدارة إلى إخلاء الجامعة مرّتَين على خلفيّة ما سمّته "عسكرة النشاطات الجامعية".
وأكّدت الجامعة في بيان صحافي مقتضب، استئناف الدوام، السبت، "بناءً على بادرة حسن النية من قبل مجلس الطلبة والكتل الطلابية بفتح أبواب الجامعة"، فيما أعلنت الحكومة الفلسطينية عبر بيان صادر عنها، عن إنهاء أزمة الجامعة عقب حوار دعت إليه الحكومة وتوسطت فيه بين إدارة الجامعة ومجلس طلبتها.
في المقابل، قال عضو مجلس طلاب الجامعة عن حركة الشبيبة الطلابية عمر الرجوب لـ"العربي الجديد": "حتى اللحظة لا اتفاق رسمياً بحل القضية"، معلناً عن بدء الحوار، اليوم الخميس، بين الحركة الطلابية وإدارة الجامعة. أضاف الرجوب أنّ "ما حصل هو استجابة من قبل الحركة الطلابية لمبادرة وزارة التعليم العالي لفتح أبواب الجامعة، في مقابل التعهد بفتح حوار جدي يفضي إلى الاستجابة لمطالب الطلاب". وعند سؤاله عن استئناف الدوام السبت، أجاب الرجوب: "نرحّب بالعاملين والطلاب في الجامعة، والجامعة مفتوحة للجنة الحوار، لكنّ العودة إلى الدوام لن تتمّ قبل التوصّل إلى اتفاق حول مطالب الحركة الطلابية".
من جهته، أفاد المتحدث باسم جامعة بيرزيت غسان الخطيب "العربي الجديد"، بأنّ "التفاهم الحاصل يتعلق بموافقة الطلاب على إنهاء إغلاق الجامعة وفتح الحوار، لأنّ إغلاق الجامعة هو ما كان يعيق استئناف الحوار"، معلناً أنّ "إدارة الجامعة نظرت بشكل إيجابي إلى هذه الخطوة وقدّرتها وقرّرت الانخراط في حوار سريع وفعال".
وأكّد الخطيب أنّ "الحوار سوف يكون مكثفاً وسوف تُبحث في خلاله كلّ القضايا العالقة، بما فيها مطالب الحركة الطلابية التي أعلنتها حين قررت الاعتصام. كذلك سوف تطرح الجامعة موضوع إغلاق الجامعة، إذ تأمل الإدارة بالتوصّل إلى اتفاق على أنّ إغلاق الجامعة القسري أمر لا يجب تكراره".
والبحث سوف يشمل أيضاً الأزمة، أي الخلاف بين الإدارة والطلاب حول طريقة الاحتفال بمناسبات ذكرى تأسيس الأحزاب"، في إشارة إلى منع "عكسرة النشاطات الجامعية" التي أدّت الشهر الماضي إلى تفجر الأزمة. وعبّر الخطيب عن أمله باستئناف العملية التدريسية، السبت المقبل، مستدركاً أنّ "الأمر يتوقّف على نتائج الحوار. لأنّه في حال التوصل إلى اتفاق، فإنّ الطلاب سوف ينهون اعتصامهم وإضرابهم، لكنّهم ربّما يستمرون في الاعتصام أو الإضراب أو الامتناع عن الدوام إذا تأخّر الاتفاق".
وكانت الحركة الطلابية وكذلك مجلس الطلاب قد أعلنا في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في مؤتمر صحافي، البدء باعتصام في داخل الجامعة وإغلاق أبوابها، مطالبين بتعهّدٍ بعدم رفع الأقساط الجامعية ومطالب أخرى متعلقة بشروط حصول الطلاب على لائحة الشرف وبالشعب الدراسية وبأمور مالية. وقد تفجّرت الأزمة بسبب منع الجامعة نشاطات رأت فيها "عكسرة"، في ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد أكّدت الجامعة أنّها "ممنوعة وفق قوانينها".
تجدر الإشارة إلى أنّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، كان قد حرّض على جامعة بيرزيت في بيان أصدره في الرابع من الشهر الماضي. وجاء في البيان التحريضي أنّ "إدارة جامعة بيرزيت تمكّن الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية لحركة حماس، من العمل بحرية داخلها، والقيام بالتحريض على الإرهاب".