سلّمت "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات" نازحين في إدلب 200 وحدة سكنية، من ضمن مشروعها لبناء منازل مؤقّتة للنازحين في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، بديلا عن الخيم البلاستيكية، وسعياً منها إلى توفير ما يناسب النازحين في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، في إطار حملة "كن سقفاً للمضطهدين".
وفي بيان أصدرته الهيئة التركية قبل أيام، أوضحت أنّ الهدف من المشروع هو بناء 10 آلاف وحدة سكنية في خلال المرحلة الأولى للمشروع، وقد عملت على تأسيس صندوق مساعدات يتيح إمكانية بناء أكثر من أربعة آلاف وحدة سكنية من الطوب، تبلغ مساحة الواحدة منها 24 متراً مربعاً. وبناء هذه الوحدات يتمّ في قرية البردقلي التابعة لمنطقة كفرلوسين عند الحدود السورية التركية، شمالي إدلب، علماً أنّ تلك الوحدات تُسقف بغطاء عازل.
يقول مدير المشروعات في فريق ملهم التطوعي، حسام طحّان، لـ"العربي الجديد" إنّ "بيوت الطوب التي يتمّ بناؤها في الوقت الحالي هي الحلّ الأمثل في الفترة الحالية، لأنّ الخيمة تُعَدّ حلاً مؤقتاً وتحتمل شهراً أو شهرَين"، مضيفاً أنّ "ثمّة أطفالاً ولدوا للأسف في الخيم، وقد تجاوزت أعمارهم أربعة أعوام أو خمسة، ولا يمكن رصد ما يحدث في الخيم وسط البرد والعواصف في الوقت الحالي". ويتابع طحان أنّ "ثمّة جهات عدّة تعمل على مشاريع مماثلة في الوقت الحالي، منها فريق ملهم التطوّعي ومنظمة سورية أخرى. والعمل على الفكرة يتمّ في مناطق عدّة من ريف إدلب بالتنسيق مع هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية".
وكانت الأعوام الماضية قد أنهكت النازحين المقيمين في الخيم، فهؤلاء لم يسلموا من لهيب الصيف ولا من برد الشتاء، وكثر منهم عجزوا عن استبدال الخيمة بمسكن من الطوب أو الانتقال إلى منزل. وتقارن النازحة من ريف حمص الشمالي، خديجة الإبراهيم، ما بين الأشهر التي عاشتها في خيمة بمنطقة كفردريان في إدلب، وبين حالها في مسكن من الطوب بعد نحو عام، معبّرة عن رضاها. وتقول لـ"العربي الجديد": "أشعر بأنّني في نعمة، أنا وأولادي الأربعة وزوجي، كلّما سندت ظهري إلى جدار ورأيت سقفاً يقيني المطر. فنحن ذقنا الويلات في الخيمة التي عشنا فيها بعد تهجيرنا من ريف حمص الشمالي". لكنّ خديجة لا تخفي من جهة أخرى حزنها إزاء ما تشهده اليوم، "النازحون الجدد هنا حالهم بالويل، ليتنا نستطيع تقديم شيء لهم، كل رجائي في الوقت الحالي أن يحصلوا على مسكن ولا يذوقوا العذاب الذي مررنا به".