ولكن كيف يمكن أن يعمل الصابون على محاربة فيروس كورونا؟
يشير تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان "كيف يعمل الصابون؟" إلى أنه قادر على قتل الفيروس، ويصف الصابون بأنه "سيصبح في نهاية المطاف إحدى أكثر وسائل الدفاع الفعالة ضد مسببات الأمراض غير المرئية".
يعتقد الناس عادة أن الصابون لطيف مقارنة بمواد التطهير الأخرى مثل الكحول، لكنه غالباً ما يكون قاتلاً لغالبية الكائنات الحيّة الدقيقة، إذ تكفي قطرة من الصابون العادي المخفف في الماء لتدمير أنواع عديدة من البكتيريا والفيروسات، بما في ذلك كورونا، ويعود السر في ذلك إلى الهيكل المكون للصابون.
يتكون الصابون من جزيئات كيميائية تأخذ شكل الدبوس، لكل منها رأس مليء بالزيوت والدهون، وتعمل على تفتيت الأشياء. فعندما تعلق هذه الجزيئات في الماء، يطفو بعضها بجانب بعض على شكل مجموعات، وتتفاعل مع جزيئات أخرى، فتتجمع في فقاعات صغيرة تسمى المذيلات، تحارب البكتيريا والفيروسات.
تحتوي البكتيريا والفيروسات على أغشية دهنية غنية بالبروتينات، وهي التي تصيب الخلايا البشرية، وتبقى حيّة لفترة زمنية طويلة نسبياً. ففيروس كورونا، مثلاً، يمكن أن يعيش لعدة أيام، وعندما نغسل أيدينا بالصابون والماء، فإننا نحيط جلدنا بطبقة من الفقاعات الغنية بالزيوت والدهون، التي تدمر المغلفات الدهنية للميكروبات والفيروسات، وتفصل بعضها عن بعض، ثم تقضي عليها من خلال تدمير الروابط الكيميائية التي تسمح للبكتيريا والفيروسات والأوساخ بالالتصاق بالسطوح.
وقال رئيس قسم الكيمياء في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، بال ثوردارسون: "تتسرب البروتينات الأساسية من الأغشية الممزقة للصابون إلى المياه، وتهاجم بروتينيات الفيروسات، ما يجعلها عديمة الفائدة، ويقتلها في النهاية".
مطهرات اليدين ليست موثوقة كالصابون. إذ تعمل المطهرات التي تحتوي على ما لا يقل عن 60 في المائة من الإيثانول بشكل مشابه، فتهزم البكتيريا والفيروسات من خلال زعزعة استقرار الأغشية الدهنية، لكنها لا تستطيع بسهولة إزالة الفيروسات والبكتيريا الدقيقة الملتصقة بالجلد.
ولذا فإن الصابون يشكل جزءاً من شبكة أمان اجتماعية، قادرة على التخلص من فيروس كورونا قبل اختراقه جسد الإنسان.