وافتتحت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الداخلية في غزة المزيد من مراكز الحجر لاستيعاب مئات العائدين إلى القطاع، إذ تمّ توزيعهم على مراكز الحجر الصحّي الإجباري، في الوقت الذي يقضي فيه آخرون حجراً صحياً منزلياً.
وكثّفت الجهات الحكومية، بالشراكة مع المؤسسات الدولية والشعبية، من أنشطتها في هذه المراكز، بعد الانتقادات التي طاولتها في الأيام السابقة، نتيجة إغلاق معبر رفح البري وتدفق العالقين في الجانب المصري وتوزيعهم على المدارس من دون أي تجهيز مسبق.
وشهدت الأيام القليلة الماضية الإعلان عن إنشاء 1000 وحدة حجر صحي في غزة، موزّعة على منطقتين، غربي مدينة رفح جنوبي القطاع وفي بيت حانون شمالي القطاع، بمشاركة من ركن الجبهة الداخلية في كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس وعدد من الجهات الحكومية.
ووفقاً لما هو معلن، فإن المدة الزمنية لإتمام هذا المشروع تتراوح ما بين أسبوع و10 أيام على الأكثر، حيث ستكون كل غرفة مخصصة لشخص واحد، على أن يتم تزويدها بكامل الاحتياجات الخاصة للحجر الصحي للعائدين.
في الوقت نفسه، تحوّلت بعض الفنادق المملوكة لشركات ورجال أعمال، في غزة، إلى مبانٍ للحجر الصحي، جرى تخصيصها للحالات الصحية التي تحتاج إلى رعاية طبية خاصة، حيث تشرف وزارة الصحة عليها.
في غضون ذلك، انتشرت الأجهزة الأمنية في حكومة غزة على حاجز بيت حانون/ إيرز، بالتنسيق مع العناصر التابعة للسلطة الفلسطينية، من أجل ترتيب عودة العائدين إلى القطاع وضمان نقلهم إلى مراكز الحجر الصحي الإلزامية، لقضاء فترة 14 يوماً للتأكد من سلامتهم.
وشهدت الأيام الأخيرة اتخاذ الجهات الحكومية المزيد من الإجراءات، أملاً في منع وصول فيروس كورونا إلى غزة، كان من أبرزها إغلاق المعابر بصورةٍ كاملة، وإلغاء الفعاليات الجماهيرية التي تزيد عن 100 شخص، إلى جانب تعقيم المؤسسات العامة.
وترجّح شخصيات حكومية في غزة تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن يتم البدء في تنفيذ قرار إغلاق صالات الأفراح والمقاهي والمنتزهات العامة، بصورةٍ كاملة وإجبارية، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتخشى الجهات الحكومية، كما الناس، من وصول الفيروس إلى غزة، في ظلّ هشاشة القطاع الصحّي فيها، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ عام 2006، وشحّ الإمكانات والمستلزمات الطبية. ويذكر أنّه لم يجر تسجيل حالات إصابات مؤكدة بكورونا، في القطاع، حتى الآن.
في هذه الأثناء، قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنّه تمّ افتتاح 19 مركزا صحيا في القطاع حالياً، وتمّ توزيع أكثر من 2000 شخص عائد للقطاع عبر معبري رفح وبيت حانون عليها، وهم تحت الإشراف الصحي.
وذكر القدرة، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه المراكز تعمل لتاريخ محدّد، إذ بعد انتهاء فترة الحجر المحددة بـ14 يوماً سيخرج جميع من فيها بشكلٍ موحّد، بعد التأكد من سلامتهم وعدم وجود أي من أعراض فيروس كورونا "كوفيد 19".
وافتتحت الجهات الصحية في غزة نقاطاً طبية في مختلف هذه المراكز، إلى جانب تحويل 280 عائداً للقطاع إلى المستشفيات والمراكز الصحية وفندقي "الكومودور" و"بلو بيتش" للحصول على رعاية صحية تخصصية بإشراف الطواقم الطبية، وفقاً للناطق باسم وزارة الصحة.
فيما يقضي 24 مريضاً عائداً للقطاع مؤخراً حجرهم الصحي في "مجمّع الشفاء الطبي" و"مستشفى الرنتيسي التخصصي"، كونهم من الحالات التي تحتاج إلى خدمات صحية تخصصية تحت إشراف أطباء.
وأجرى المختبر المركزي في غزة التابع لوزارة الصحة، 90 فحصاً مخبرياً لحالات ظهرت عليها عوارض مشابهة لفيروس كورونا، لكن نتائج الفحوصات أتت سلبية، حيث لم تسجل حتى اللحظة أية إصابة بالفيروس.
إلى ذلك، أعلن وكيل وزارة الداخلية في غزة التي تديرها (حركة حماس)، اللواء توفيق أبو نعيم، استنفار 20 ألف عنصر من عناصر الشرطة للعمل وفقاً لخطة الطوارئ، من أجل مواجهة فيروس كورونا والعمل على منع انتشاره في غزة.
ويتزامن هذا الإعلان، مع سلسلة إجراءات اتخذتها الشرطة والجهات الأمنية في القطاع، تمثّلت في إغلاق المعابر وتأمين المراكز الصحية لمنع الدخول والخروج، بالإضافة إلى ملاحقة وضبط الأشخاص الذين يعملون على ترويج الإشاعات ونشر المعلومات المغلوطة.