ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في فلسطين... وتمديد إغلاق الأقصى خلال رمضان
محمود السعدي
ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد في فلسطين إلى 376 مصاباً، مساء الخميس، بعد تسجيل إصابة جديدة في بلدة بني نعيم، بمحافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، في حين أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، عن تمديد قراره بتعليق حضور المصلين للصلوات من جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، وسط الحذر من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار وباء كورونا.
وأعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، خلال الإيجاز الصحافي الحكومي المسائي المتعلق بآخر تطورات كورونا في فلسطين، عن تسجيل إصابة واحدة في بلدة بني نعيم في الخليل لعامل يبلغ من العمر 37 عاماً، يعمل بالورش الإسرائيلية، وهو مصاب منذ 14 يوماً، مشيراً إلى أنه جرى أخذ عينات من 110 أشخاص في بيت لحم، وجميعها كانت غير مصابة.
وأشار ملحم إلى أن مجموع الإصابات بكورونا بلغت 295 إصابة، إضافة إلى 81 إصابة في مدينة القدس المحتلة، حيث تم الحصول على أعداد المصابين من المجتمع المحلي، والأرقام الحقيقية لم يتم الحصول عليها لعدم تمكن الحكومة بسبب تضييق الاحتلال، فيما أشار كذلك إلى أن الإصابات الـ81 في القدس بينها 10 إصابات في منطقة كفر عقب، الواقعة خارج جدار الفصل العنصري.
من جانب آخر، حمل ملحم سلطات الاحتلال، تزامناً مع ذكرى يوم الأسير التي توافق غداً، الجمعة، المسؤولية الكاملة عن الأسرى في حال حدوث أي إصابة في صفوفهم.
على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إصابة 803 فلسطينيين، ووفاة 39 فلسطينياً آخرين، وتعافي 141 آخرين في صفوف الجاليات الفلسطينية في العالم.
في سياق آخر، أكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، وانطلاقاً من حرصه على سلامة النفس البشرية والإنسان في ظل الظروف الحالية، واستمرار تفشي فيروس كورونا حول العالم، وهو تعتصره الحرقة والألم، "تمديد قراره بتعليق حضور المصلين للصلوات من جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، وذلك تماشياً مع الفتاوى الشرعية والنصائح الطبية التي تحذر من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار الوباء".
وطمأن مجلس الأوقاف جميع المسلمين بأن الأذان والصلاة لن ينقطعا في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، من قبل أئمة المسجد وموظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى الذين سيبقون معمرين للمسجد وموجودين على رأس عملهم.
وأهاب مجلس الأوقاف بالمواطنين تفهم الدواعي الشرعية والصحية للاستمرار في تنفيذ هذا القرار، والالتزام بأداء الصلوات في منازلهم خلال شهر رمضان حفاظاً على سلامتهم وسلامة المجتمع عامةً.
بدوره، قال وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية فادي الهدمي، خلال الإيجاز الصحافي الحكومي: "في الوقت الذي يواجه فيه العالم فيروس كورونا، فإن قنابل الغاز ما زالت تتساقط على العيسوية وسلوان وقلنديا في القدس، وتستمر الاعتقالات التي طاولتني ومحافظ القدس بتهمة مساعدة سكان المدينة على مواجهة الفيروس، واقتحم المقر الطبي الفلسطيني في سلوان بحجة مخالفته للقانون"، فيما أكد على تحمل إسرائيل مسؤولياتها بحجب المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا، وهو عمل غير أخلاقي وغير قانوني ويعطل الجهود لمحاربة الفيروس.
من جهة أخرى، قال الهدمي "بالرغم من التضييقات والاعتقالات، التي لم تتوقف للحظة واحدة، فإن الحكومة الفلسطينية مستمرة بتنفيذ برنامج الطوارئ الذي وضعته، وتقديم العون لأبناء محافظة القدس".
وأشار الهدمي إلى اجتماع عقد مع قناصل الاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى، وتم التطرق إلى الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي في القدس، وأنه تم تقديم 9 ملايين ونصف المليون يورو من الاتحاد الأوروبي لمستشفيات القدس، فيما أكد الهدمي على مواصلة محاربة الفيروس حتى ولو استمرت إسرائيل في إخفاء المعلومات، مضيفاً "لقد فقدت القدس بهجتها في عيد الفصح، ويبدو أن ذلك سيحصل في شهر رمضان، ونحن متأكدون أننا سننتصر على الوباء، وأن الاحتلال زائل لا محالة".
في شأن آخر، قال الهدمي "إننا لا نغفل عما يقوم به الاحتلال على الأرض، في إطار تنفيذ صفقة القرن، ونثيره على الدوام مع الأطراف الدولية والعربية والإسلامية ذات العلاقة، ورصدنا خلال الشهرين الماضيين مخططات لبناء 17700 وحدة استيطانية، وعدة مخططات استيطانية كبرى في أراضي القدس الشرقية، بينها مخطط e1، ما يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم كورونا كغطاء للاستيطان".
في هذه الأثناء، قال وزير الحكم المحلي الفلسطيني مجدي الصالح، في كلمته خلال الإيجاز الحكومي: "تم تأمين 58 مليون شيقل (عملة إسرائيلية) من موازنة الوزارة لتأهيل بعض أماكن الحجر الصحي، كما تم وضع تصور لما بعد كورونا لتطوير إنعاش الهيئات المحلية، وتم تأمين 54 مليون شيقل من البنك الدولي بهذا الخصوص".
إلى ذلك، أكد الصالح في إجابة عن أسئلة الصحافيين، أن النفايات الطبية المتعلقة بكورونا تدفن ويتم التخلص منها وفق بروتوكولات خاصة.
على صعيد منفصل، أعادت إدارة سجون الاحتلال تسعة أسرى إلى سجن "عوفر" بعدما كانت قد وضعتهم في العزل، ونقلتهم إلى عدة سجون، من بينهم أحد الأسرى الأطفال (الأشبال)، وهم ممن خالطوا الأسير المحرر المُصاب بفيروس كورونا نور الدين صرصور، قبل نحو أسبوعين، وفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني، الذي أشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال لم تأخذ منهم عينات، وأن الوضع الصحي الظاهري للأسرى التسعة جيد.