وكانت اللجنة، قد قررت رفع الحظر، الذي فرض منذ الـ17 من مارس/ آذار الماضي، اعتبارا من اليوم الثلاثاء، من الساعة السادسة صباح حتى السابعة مساء، ولمدة شهر كامل.
ومنذ ليل أمس وحتى صباح اليوم، عملت مديريات المرور العامة على رفع الحواجز الإسمنتية من الشوارع، والتي اقتضت أوامر فرض الحظر بغلقها لمنع التنقل. وبدت الحركة في الساعات الأولى من صباح اليوم ضعيفة في الشوارع قياساً بالأيام العادية، وذلك بسبب تعطّل الدوام في الدوائر الحكومية والمؤسسات الأخرى. إلا أنها تصاعدت بشكل تدريجي خاصة مع خروج العمال لممارسة أعمالهم التي توقفت لأكثر من شهر كامل.
وقال عضو خلية الأزمة الحكومية الفرعية في بغداد الدكتور سنان العبادي لـ"العربي الجديد"، إن الإجراءات الفردية للمواطنين بدت جيدة، من حيث الخروج بالقفازات والكمامات وتجنب التجمع في مكان واحد وهناك تباعد مناسب. لكن يجب اعتبار أن الغرض من رفع الحظر مساعدة الناس للخروج من أجل إنجاز مهام ضرورية والعودة إلى منازلهم"، معتبرا أن الموضوع يتعلق بحياتهم وحياة أسرهم وهذا ما نحاول إيصاله لهم"، كاشفا عن تكثيف البرامج التوعوية والاتفاق مع وسائل إعلام بخصوص ذلك.
ووفقا للنقيب في مديرية المرور العامة، بلال الشمري، فإن "الشوارع هادئة نوعاً ما ولا يوجد زخم مروري فيها"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنّ "مفارز المرور المنتشرة في عموم مناطق العاصمة، تؤكد أن الحركة أوسع من أيام الحظر، وأن الكثير من المواطنين خرجوا لإنجاز أعمالهم". وأضاف أن "مفارز المرور بالتعاون من قيادة عمليات بغداد، تعمل على تنظيم حركة السير، والالتزام بإجراءات السلامة من خلال مراقبة أعداد الراكبين في سيارات الأجرة، والتي حددتها لجنة السلامة الوطنية بأن لا تزيد عن ثلاثة، والالتزام بالتعليمات، ومحاسبة المخالفين"، مشيرا إلى وجود التزام واضح لدى الأهالي بتلك التعليمات".
قيادة عمليات بغداد (المسؤولة عن أمن العاصمة) والتي نشرت أعدادا كبيرة من عناصرها في التقاطعات والشوارع، دعت المواطنين إلى "الالتزام بتوصيات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، وبأوقات الحظر"، وحذرت في بيان لها، المواطنين من "المخالفة، ما يضعهم تحت طائلة القانون".
وعلى الرغم من رفع حظر التجول، إلا أن الدوائر الحكومية لم تعد إلى الدوام الرسمي فيها، التزاما بالتعليمات الصحية. وعبّر عاملون بالأجور اليومية، عن تفاؤلهم بقرار رفع الحظر، مؤكدين أنهم خرجوا اليوم إلى العمل من جديد. وقال أبو أحمد، وهو أحد أهالي بغداد، ويعمل سائق سيارة أجرة، إن "رفع الحظر الجزئي بداية تبشر بخير. لقد قطعت أرزاقنا لمدة شهر كامل، وتعطل عملنا بسبب حظر التجول"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "رفع الحظر هو عودة الحياة إلينا من جديد، على الرغم من أن العمل لا يزال شبه مشلول والحركة ضعيفة نوعا ما، إلا أن خروجنا للعمل هو بادرة خير وتفاؤل".
ويؤكد أطباء مختصون ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، على الرغم من الرفع الجزئي للحظر، محذرين من عودة الفيروس في حال لم يلتزم المواطنون.
وقال عضو نقابة الأطباء، الدكتور رعد البياتي، لـ"العربي الجديد"، إنه "يجب على الجميع الالتزام بالتوجيهات الصحية، من خلال عدم الوجود المكثّف في المحال التجارية، والسيارات والأماكن غير المفتوحة"، مؤكدا أن "التخلص من الفيروس ورفع الحظر كليا يعتمدان على مدى الالتزام بالتعليمات الكاملة". وشدد على "ضرورة أن تقوم الأجهزة الأمنية بمحاسبة المخالفين بشدة". وسجل العراق خلال الأيام الأخيرة انخفاضا ملحوظا بنسب الإصابات بالفيروس، مع ارتفاع عدد المتعافين إلى 1009، إذ بلغ المجموع الكلي للإصابات بعموم البلاد 1539، فيما بلغت الوفيات 82 حالة.
