أعلن الناشط السياسي المصري علاء عبد الفتاح إنهاء إضرابه عن الطعام في سجن طرة، جنوبي العاصمة القاهرة، في 18 مايو/أيار الجاري، لكن عددا آخر من المعتقلين المصريين لا يزالون يخوضون معركة الأمعاء الخاوية بعيدًا عن الضجة الإعلامية التي حظي بها النشطاء البارزون.
كان إضراب علاء عبد الفتاح عن الطعام رمزا لمعركة الأمعاء الخاوية في السجون المصرية، وبدأه اعتراضًا على بطلان استمرار حبسه بعد مرور أكثر من 45 يوما منذ آخر جلسة تجديد حبس، من دون عرضه على غرفة مشورة الجنايات، لكنه أنهاه بعد 36 يومًا متواصلة.
يواصل المعتقل حامد صديق (60 سنة) إضرابه عن الطعام منذ 18 إبريل/نيسان الماضي، في سجن شديد الحراسة 2، اعتراضًا على منع الزيارات، وتأجيل جلسات نظر أمر الحبس الاحتياطي طيلة أسابيع بسبب إجراءات فيروس كورونا.
وصديق محبوس احتياطيًا منذ 29 سبتمبر/أيلول 2019، في نفس قضية علاء عبد الفتاح، وهما يواجهان اتهامات "نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، ومشاركة جماعة إرهابية والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
كما يواصل الطالب المصري الأميركي، محمد عماشة، إضرابه عن الطعام منذ شهر مارس/آذار الماضي، في سجن طرة، اعتراضاً على ظروف حبسه في ظل انتشار وباء كورونا، ومحاولة لفت النظر إلى قضيته، خاصة أنه يعاني من الربو وأحد أمراض المناعة.
وألقت قوات الأمن المصرية القبض على عماشة، الطالب بالجامعة الأميركية في القاهرة، في إبريل/نيسان 2019، عقب وقوفه في ميدان التحرير حاملا لافتة كتب عليها "الحرية للسجناء"، ووجهت له النيابة تهمة إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومساعدة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها.
وفي 10 إبريل/نيسان الماضي، أرسلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، يطالبونه فيها بالدعوة للإفراج عن السجناء الأميركيين حول العالم، وأشاروا إلى خطر الإصابة بفيروس كورونا، وذكرت الرسالة عماشة من بين 14 سجينًا، بينهم اثنان آخران في مصر، وآخرون في السعودية وإيران وسورية وغيرها.
وتتراوح أعداد المساجين والمعتقلين في مصر بين 110 آلاف و140 ألف سجين ومعتقل، بينهم 26 ألف محبوس احتياطيًا لم تصدر ضدهم أحكام قضائية، وتتراوح نسبة التكدس بين 160 في المائة داخل السجون، و300 في المائة داخل مقرات احتجاز مراكز الشرطة، حسب تقرير رسمي صادر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومي.