أفادت مصادر أمنية عراقية في محافظة واسط جنوبي العراق، اليوم الاثنين، بمصرع وإصابة ما لا يقلّ عن 25 شخصاً، من بينهم سياح أجانب يحملون الجنسية الإيرانية، وذلك في حادثة تصادم مروّعة بين حافلتَين لنقل الركاب كانت إحداهما تسير مخالفة على الطريق المؤدّي إلى مدينة كربلاء الجنوبية.
وقد تزايدت حصيلة حوادث المرور بالعراق في العامَين الماضيَين، وصارت تلك الحوادث تمثّل واحداً من أبرز أسباب الوفيات في البلاد، متجاوزة بذلك الاعتداءات الإرهابية، بحسب بيانات وتقارير سابقة صادرة عن وزارة الداخلية في بغداد.
وقال مسؤول أمني عراقي في جهاز شرطة واسط إنّ "الحادث المروري وقع على طريق بلدة النعمانية الذي يؤدّي إلى محافظة كربلاء، والحصيلة ما زالت أولية وقد نُقل المصابون إلى المستشفى". وبيّن أنّ "عدد القتلى بلغ أربعة أشخاص حتى الآن، وثمّة عدد كبير من المصابين يتجاوز عددهم 23 شخصاً، بعض منهم في حالة غير مستقرة".
لكنّ وكالات أنباء محلية عراقية نقلت عن مصادر أمنية وصحية أنّ الحادث المروري أسفر عن مقتل وإصابة نحو 60 شخصاً، من بينهم سياح إيرانيون، كذلك نقلت مواقع إخبارية أخرى أنّ من بين الضحايا طفلا وثلاث نساء، في حين لم يصدر عن السلطات العراقية حتى كتابة هذا التقرير أيّ تعليق رسمي حول تلك الحصيلة.
كذلك تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة ولقطات من مكان الحادثة المرورية ومن أحد المستشفيات التي نُقل الضحايا إليها.
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس محافظة واسط السابق أحمد الساعدي لـ"العربي الجديد" إنّ "تكرار الحوادث على الطرقات الخارجية صار يمثّل نزيفاً مستمراً يستدعي استنفاراً حكومياً لإعادة النظر في (وضع) الطرقات وبشروط منح رخص القيادة". وأشار إلى أنّ "أكثر من 40 عاماً مضت على طرقات خارجية، من دون إنجاز أيّ أعمال إعادة تأهيل أو توسيع"، مضيفاً أنّها "تفتقر إلى إشارات سير تحذيرية وحواجز حماية، إلى جانب ضعف الرقابة على السائقين".
وفي منتصف إبريل/ نيسان الماضي، كشفت وزارة التخطيط العراقية عن تسجيل أكثر من 11 ألف حادث مروري بالبلاد في خلال عام 2022 الماضي، أودت بحياة 3021 شخصاً. من جهتها، أقرّت وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق بتفاقم مشكلة الحوادث المرورية المميتة والتي تسجّل شهرياً معدّلات قياسية.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا إنّه "صار محتّماً إعادة النظام إلى الشوارع بعد تزايد الاستخفاف بالقوانين والأنظمة، الأمر الذي انعكس في كثرة الحوادث المرورية وتزايد أرقام الضحايا بما فاق ضحايا الإرهاب"، لافتاً إلى أنّ "ترتيب العراق في حوادث المرور صار في مستويات غير مقبولة".
أضاف المحنا أنّ "تزايد عدد المركبات وبطء حركة السير مع الازدحامات الخانقة وعجز الطرقات عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المركبات وانحدار أخلاقية الالتزام بحقّ المرور للجميع، كلّ ذلك يستوجب وقفة جادة منّا جميعاً لاستعادة الصورة التي تليق بكرامة البلاد وصورتها الحضارية بين الأمم".
ودعا المحنا المواطنين إلى "إنجاح الحملة الوطنية لسلامة المرور حتى تتحقّق مصلحة المواطنين وسلامتهم ويكون القانون حاكماً على الجميع". يُذكر أنّه منذ عام 2003 الذي شهد غزو الولايات المتحدة الأميركية للعراق، لم تخضع شبكات الطرقات لأيّ عمليات تحديث أو صيانة حقيقية، الأمر الذي جعل عدداً كبيراً منها من دون اشتراطات سلامة.