قال محمد حلاج مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية"، إنّ 26 مخيماً للنازحين تعرضت للاستهداف من قبل قوات النظام وروسيا والمليشيات المساندة لها، في مناطق شمال غربي سورية، وذلك منذ توقيع وقف إطلاق النار في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) بين الجانبين الروسي والتركي في الخامس من مارس/ آذار العام الماضي، وحتى يوم أمس الأربعاء.
جاء ذلك عقب مقتل طفل وجرح أربعة أطفال آخرين وامرأة، أمس الأربعاء، إثر استهداف المليشيات المرتبطة بروسيا بقذائف "كراسنوبول" (الموجهة بالليزر) مخيم "شام الخير" (للأرامل) في محيط بلدة ترمانين شمال محافظة إدلب.
وأوضح حلاج لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأضرار التي لحقت المخيمات سواء القماشية والبلاستيكية، أو التي بالكتل الإسمنتية وغرف الطوب، متفاوتة"، مؤكداً أن "العديد من الضحايا سقطوا في المخيمات إحداها كانت قبل وقت إطلاق النار في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2019 ضمن تجمع مخيمات قاح شمال محافظة إدلب، والتي راح ضحيتها 15 مدنياً بينهم 9 أطفال، إثر استهدافها بصواريخ بالستية روسية، بالإضافة لضحايا ضمن المخيمات بعد توقيع وقف إطلاق النار.
وأشار مسؤول الفريق إلى أن "هذه الاستهدافات للمخيمات تكررت أكثر من مرة؛ ونلاحظ أن هناك توسعا بالقصف من قبل قوات النظام السوري وروسيا باتجاه المناطق ذات الكثافة السكانية وخاصة المخيمات، وقد تكون هناك أسباب سياسية بحتة وراء هذا القصف، كما نلاحظ أن هناك استهدافات بالآونة الأخيرة لمناطق مثل بلدة سرمدا ومدينة الدانا القريبتين من الحدود السورية التركية شمال محافظة إدلب، واللتين تضمان عددا كبيرا من النازحين والمخيمات، الأمر الذي يدعو إلى القلق في حال توسع هذا الاستهداف بشكل أكبر أو تكراره بشكل دوري أكثر من الوضع الحالي".
ولفت حلاج إلى أن "عدد النازحين قبل توقيع وقف إطلاق النار بلغ 141233 نسمة، عاد منهم نحو 48٪ إلى مناطق مدينة إدلب ومدينة أريحا غرب إدلب، ومنطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، بالإضافة لبعض القرى والبلدات بريف إدلب الغربي، وريف حلب الغربي". مؤكداً أنّ "موجة النزوح الثانية بدأت على مرحلتين؛ الأولى في يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز العام الماضي، والثانية في يونيو/ حزيران، وأغسطس/ آب العام الجاري، أدت إلى نزوح 18000 نسمة من مناطق مختلفة في منطقة خفض التصعيد إلى المناطق الحدودية والمناطق الآمنة نسبياً، بالإضافة لعشرات العوائل التي خرجت من مدينة أريحا وجبل الزاوية على مراحل متقطعة خلال فترة التصعيد الحالية المستمرة إلى مناطق الشمال".
ولفت حلاج إلى أن "أعداد المخيمات الكلية في كلٍ من مناطق (محافظة إدلب، ودرع الفرات، وغصن الزيتون) بلغت 1489 مخيماً، تحتوي على 1512764 فرداً، ومن بين تلك المخيمات 452 مخيماً عشوائياً تحتوي على 233671 نسمة"، مضيفاً أن التركيبة السكانية بين تلك المخيمات تتوزع على: 378191 أعداد الذكور، و453829 أعداد الإناث، و680744 أعداد الأطفال، كما تضم 23787 من ذوي الاحتياجات الخاصة، و13119 - نساء أرامل دون مُعيل".
وأوضح حلاج أن "التساقطات المطرية تسببت في هدم 3187 خيمة، وتضرر 5851 خيمة بشكل جزئي ضمن 537 مخيماً، تسببت بوفاة ثلاثة نازحين، وإصابة ثمانية آخرين، وتضرر 197636 فرداً، كما أن العواصف الهوائية هدمت 118 خيمة، وألحقت الضرر بـ302 خيمة ضمن 67 مخيماً، تسببت بضرر 45783 نسمة"، مضيفاً أن "حرائق شبت في 116 مخيما ألحقت الضرر بـ276 خيمة، وتسببت بوفاة ثمانية نازحين بينهم ستة أطفال وامرأتان، بالإضافة لإصابة 14 نازحاً بينهم خمسة أطفال وثلاث سيدات".
وشدد حلاج على أن أبرز احتياجات المخيمات هي: "تأمين بيئة آمنة صحية ضمن المخيمات المنتشرة في الشمال السوري، إذ تبلغ نسبة المخيمات غير المجهزة بخدمة الصرف الصحي 67٪ من إجمالي المخيمات، ونسبة المخيمات غير المزودة بمياه الشرب النظيفة أكثر من 45٪، وغير المجهزة بمعدات إطفاء الحرائق أكثر من 85٪، بالإضافة لتأمين البيئة الآمنة للأطفال من خلال زيادة التوسعة في أعداد المدارس ضمن المخيمات، حيث تبلغ نسبة المخيمات غير المجهزة بالمدارس أكثر من 80٪ من إجمالي المخيمات".