أعلنت "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سورية، اليوم السبت، عن وفاة ثلاثة أشخاص جراء إصابتهم بالكوليرا، وسط تحذيرات من أن المرض يتفشى بكثرة في مناطق سيطرتها شمالي سورية وشرقيها.
وقالت هيئة الصحة التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، في بيان صدر عنها اليوم، إنها رصدت إصابات بالكوليرا في الرقة، شمالي سورية، والريف الغربي لدير الزور، شرقي البلاد، بكثرة، وأكدت أنها سجلت ثلاث وفيات. وناشدت المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، تقديم الدعم اللازم للحد من انتشار الكوليرا.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة. ولا تزال تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
من جهة ثانية، أفاد موقع محلي مختص بمتابعة أخبار المنطقة أن خمسة أطفال قضوا متأثرين بإصابتهم بمرض الكوليرا المنتشر في مناطق ريف دير الزور الغربي، موضحا أن الأطفال المتوفين هم من بلدة الصعوة بريف دير الزور الغربي، وجميهم لا تتجاوز أعمارهم خمسة أعوام.
وأشار إلى أنه سُجّلت أكثر من 120 إصابة في مناطق مختلفة من ريف دير الزور الغربي، وجميع المصابين يعانون من إسهال شديد.
وبحسب المصدر ذاته، فإن السبب الرئيسي لانتشار المرض في المنطقة هو تلوث المياه بمواد الصرف الصحي، وانخفاض منسوب نهر الفرات، بالإضافة إلى قلة المعقمات التي تضاف إلى المياه.
ويعد توفير المياه ومرافق الصرف الصحي المأمونة أمراً حاسماً للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه ومكافحتها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وسبق أن حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أزمة مياه حادة في شمال سورية، يواجهها ملايين الأشخاص. وأكدت أن انخفاض التمويل أثّر على استجابة الجهات الفاعلة، إذ تحاول المنظمات الإنسانية سد الثغرات والاستجابة للاحتياجات العديدة، إلا أن الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي لا يزال يمثل مشكلة.
وبحسب المنظمة، مثّلت عمليات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 4% فقط من ميزانية الاستجابة الإنسانية لسورية بأكملها، وهو أقل من ثلث ما تم إنفاقه العام 2020 على الأنشطة نفسها.