حُرم نحو 300 طفل سوري يقيمون في مخيم "صابرون" في ريف حلب الغربي، للعام الخامس على التوالي، حقهم في التعليم، في ظل غياب المنظمات، وضعف إمكانات القطاع التعليمي. فقد مضى نحو عشرة أيام على افتتاح المدارس في شمال غرب سورية، وأحمد الحلبي ابن الأحد عشر عاماً، المقيم مع عائلته في مخيم "صابرون" يسأل تارة والده وطوراً والدته: "متى ستنشأ مدرسة في المخيم كي أذهب إليها؟". سؤال لا جواب عليه لديهما أو لدى أكثر من 400 عائلة مقيمة في المخيم، بحسب أبو أحمد. يقول الوالد لـ"العربي الجديد": "حاولت أنا وأم أحمد أن نعلمه مبادئ القراءة والحساب، وسرعان ما تعلمها، لكنّنا لا نستطيع أن نعلمه ما يمكن أن يتعلمه في المدرسة، ولا أن يواصل تعليمه، كما كنت أحلم مع والدته عندما ولد، علّه يصبح طبيباً أو مهندساً يساعدنا في التخلص من الفقر".
كذلك، تأمل أم عبد الله الحاج، النازحة المقيمة مع أولادها الأربعة، أن يكون هناك مدرسة في المخيم يقصدها أبناؤها. تقول لـ"العربي الجديد": "من يكره العلم؟ لكن للأسف، ليست هناك مدارس أو معلمون، وقد مرّت على الأطفال سنوات من دون مدرسةظ أو تدريب على مهنة تعينهم في تأمين مصدر رزقهم عندما يكبرون". تعبّر عن مخاوفها من أن يضيع مستقبل أولادها، وأن يمضوا حياتهم فقراء في المخيمات. تضيف: "طالبنا المنظمات التي جاءت بافتتاح مدرسة للأطفال أو على الأقل توفير معلم لهم، فالمدارس في المنطقة بعيدة، لكن لا جواب بعد، وحتى المساعدات الغذائية لم تعد تصلنا منذ أشهر، فأصبح همنا أن نجد ما يملأ معدة الأطفال".
من جانبه، يقول مدير مخيم "صابرون" أبو شهاب لـ"العربي الجديد": "ليس لدينا في المخيم مدارس أو معلمون، منذ تأسس قبل خمس سنوات. نسبة الأمية مرتفعة جداً بين الأطفال في المخيم، وقد طالبنا كثيراً بافتتاح مدرسة أو إرسال معلمين، لكن من دون جدوى. تتعدد الذرائع، لكنّها تتركز على غياب الدعم". يضيف: "في إحدى المرات، أرسل لنا باص فيه معلمون، فاستبشرنا خيراً حينها، لكن لم يمضِ شهران حتى ذهبوا من دون عودة". ويوجه مدير المخيم نداءً إلى المنظمات الدولية، ولا سيما المهتمة بحقوق الأطفال والتعليم، لفتح مدرسة في مخيم "صابرون" والعمل على استدراك السنوات التي ضاعت من حياة الأطفال من دون دراسة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد أشارت في تقريرها لعام 2019 إلى أنّ نصف الأطفال السوريين بين سنّ الخامسة والسابعة عشرة، بلا تعليم، أي أنّ هناك نحو 2.1 مليون طفل في الداخل و700 ألف طفل لاجئ في دول الجوار محرومين التعليم، فيما 1.3 مليون آخرين عرضة للتسرب من المدارس.