أصدر مكتب شؤون الجرحى والمفقودين الذي يعمل في مناطق شمال وشمال غرب سورية، إحصائيات عن عدد المفقودين خلال عام 2021. ويواصل المكتب عمله في البحث عن المفقودين وآليات إعادتهم إلى ذويهم.
وبلغ عدد المفقودين الكلي في مناطق إدلب وحلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة والجيش الوطني 731 شخصاً خلال عام 2021، عاد منهم 588 شخصاً.
ويقول المسؤول الإعلامي لمكتب شؤون الجرحى والمفقودين محمود الإبراهيم لـ "العربي الجديد"، إن نسب المفقودين كانت متقاربة خلال الأعوام الماضية. ويوضح أنّ المفقودين الذين لم يعثر عليهم بين عامي 2012 و2015 أضيفوا إلى مفقودي عام 2021، موضحاً أن هذه الحالات رفعت عدد المفقودين.
وعن آلية عمل المكتب، يقول الإبراهيم إنه قبل البدء بعملية البحث، يتم التأكد من أسماء وأعداد المفقودين، موضحاً أنه "عندما نتأكّد من أن الشخص مفقود بعد التواصل مع أهله، ننشر اسمه على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعدها يعمم الاسم على منظمات المجتمع المدني الموجودة والمخافر والمستشفيات ومراكز الدفاع المدني وغيرها. وفي حال العثور على الشخص المفقود لدى جهة معينة، أو هناك من يعرف عنه أي شيء، نتعاون معه ويتم الإبلاغ عن مكانه".
يتابع الإبراهيم: "فقد أطفال بعمر 14 عاماً منذ مدة لأيام، وعممت أسماؤهم من قبل المكتب من خلال التواصل مع الأهل. وكان هؤلاء الأطفال لدى أقربائهم في عفرين. وبعد نشر الصور وتعميم أسماء أقربائهم، أبلغوا ذويهم أنهم متواجدون لديهم".
ويلفت الإبراهيم إلى أن المكتب يساعد العديد من الناس في عملية البحث عن مفقوديهم، سواء أكانوا أشخاصاً كبارا في السن ضلوا طريق العودة، أو أطفال في المخيمات، موضحاً أن المنطقة الجغرافية ضيقة لكن عدد سكانها كبير. "في بعض الأحيان، لا يعرف الطفل طريق العودة إلى البيت أو الخيمة. وفي حال وجد شخص هذا الطفل الضائع يبلغنا بذلك". يضيف أن "90 في المائة من الحالات تعود، فيما يتم إيقاف البقية عند الحواجز في حال كانوا قد ارتكبوا جرماً جنائياً".
ومن المفقودين الذين أعلن عنهم المكتب يوم أمس الإثنين شهد خيرو جركس (17 عاماً)، والتي تتحدر من بلدة عاجل بريف حلب الغربي، وفقدت في بلدة جويق بريف عفرين أول من أمس الأحد بعد خروجها من المنزل ظهراً.
ويقول خضر الحلبي الذي يتحدر من ريف منطقة معرة النعمان جنوبي إدلب، ويقيم حالياً في مخيم للنازحين في منطقة مشهد روحين، لـ "العربي الجديد"، إن نجله ضاع في المنطقة منذ أشهر عدة، لافتاً إلى أنه كان يلعب بمحيط المخيم لكنه لم يعرف طريق العودة، وبقي لساعات ضائعاً. بحثت العائلة عنه وعثر عليه بعد نداء الجامع باسمه. ويوضح أن الأطفال غالباً ما يفقدون في المخيمات.