ويتواصل قطع الرواتب عن مدرسي بلدة الشحيل التابعة لناحية البصيرة منذ خمسة أشهر، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 14 ألف نسمة، وأكدت مصادر محلية أن "العملية التعليمية في عدد كبير من القرى والبلدات التي تسيطر عليها (قسد) تشوبها المحسوبيات، والفساد الإداري والمالي متغلغل، وصولا إلى مرحلة تأخير رواتب المدرسين الذي انعكس سلبا على العملية التعليمية برمتها".
وأوضح المدرس محمد عبد الله، من الشحيل، لـ"العربي الجديد"، أن عملية تأهيل بعض المدارس بدأت بجهود فردية بعد خروج تنظيم "داعش" وعودة الأهالي، مضيفا: "لم تكن هناك مبادرة من أي جهة لإعادة تأهيل المدارس، فقام الأهالي بترميم خمسة مدارس وعاد الطلاب إليها بعد انقطاع لسنوات عن الدراسة".
وتابع: "طالبنا بتوفير الرواتب وبعض اللوازم للمدارس، لكن لم تلق طلباتنا استجابة، رغم أن مسؤولين في قسد وعدوا بتوفير الرواتب، ووكالة أونروا وعدتنا بتقديم رواتب، لكن دون جدوى".
وتتباين الجهات المسؤولة عن رواتب المدرسين في مناطق سورية، فالنظام مسؤول عن رواتب المناطق التابعة له، لكنه لا يدفع رواتب المدرسين في المناطق التي تديرها "قسد"، وهناك منظمات دولية تمنح رواتب للمدرسين، ومدرسو مدينة الرقة يتقاضون رواتبهم من مكتب التربية في المجلس المدني.
وأوضح المدرس في بلدة أبو خشب التابعة لناحية الكسرة في ريف دير الزور الغربي، لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع جيد بالنسبة للمعلمين في مدارس البلدة، والمسؤول عن تقديم الدعم المالي للمدارس هي إحدى المنظمات الأجنبية، ويتم تقديم وجبة للمدرسين يوميا، وقوات سورية الديمقراطية لا علاقة لها بالمدارس".
وقالت الناشطة الحقوقية ديانا لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب المنظمات الدولية المسؤولة عن التعليم في دير الزور يقتصر عملها على منطقة الشعيطات، وقوات قسد تعرقل دخول المنظمات إلى باقي المناطق، والعملية التعليمية شبه متوقفة في أماكن عدة بمحافظة دير الزور، وبعض المدارس يعمل مدرسوها بشكل تطوعي منذ أشهر، وكثير من الأطفال منقطعون عن التعليم منذ سنوات، وهو ما يهدد جيلا كاملا في المنطقة".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلنت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" سيطرتها على بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم داعش منها، لتعاني المنطقة التي تفتقر إلى الخدمات من صعوبات بالغة في التعليم والصحة.