استيقظ الجزائريون اليوم الجمعة، على مخلفات سيول وفيضانات اجتاحت الطرق والأحياء السكنية في مناطق عدة بالعاصمة ومدن أخرى، وتسببت بغضب شعبي من الإهمال الحكومي وسوء التخطيط، وسط مخاوف من استمرار تحذيرات مرصد الأحوال الجوية بشأن تجدد هطول الأمطار.
وغرقت العديد من الشوارع والأنفاق والأحياء السكنية نتيجة هطول أمطار غزيرة خلفت خسائر مادية كبيرة، وبدأت السلطات في وقت مبكر من صباح اليوم عمليات تنظيف وجمع مخلفات الفيضانات، وفتح الطرق وتجفيف المياه، ورفع السيارات التي جرفتها أو دمرتها السيول.
وظلت عدة طرق ومحاور في العاصمة الجزائرية مغلقة في وجه حركة السيارات، كما توقف عمل قطارات الترامواي ومترو الأنفاق بسبب المياه التي غمرت السكة والمحطات، في حين نفت مصالح الدفاع المدني وقوع ضحايا، لكنها كررت تحذيراتها لسكان الأحياء القريبة من الأودية في وسط العاصمة الجزائرية.
ونظم سكان بعض أحياء برج الكيفان، والحراش، وبولوغين في العاصمة الجزائر وقفات احتجاجية تنديدا بسوء حالة البنية التحتية للمناطق السكنية، وعدم تنفيذ خطط استباقية لدرء مخاطر السيول والفيضانات التي تتكرر سنويا، موجهين انتقاداتهم للبلديات التي تهاونت في تطهير وصيانة البالوعات على مستوى الطرق والأحياء، وخصوصا الأحياء القديمة مثل حي القصبة العتيقة وحي بلوزداد الشعبي.
واستنكرت الناشطة في مجال البيئة وريدة ملياني، التهيئة العمرانية الرديئة للمدن الجزائرية، وعدم وجود شبكة صرف لمياه الأمطار، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أن "شبكات الصرف الصحي في العاصمة الجزائرية، وتحديدا في الأحياء العتيقة، لا تتحمل التعداد الكبير الحالي للسكان، إذ باتت العاصمة اليوم تضم أكثر من أربعة ملايين مواطن".
واعتبر متابعون أن انتهاج الحكومة سياسات إقامة منشآت سكنية بشكل غير مدروس وراء تكرار تأثر تلك الأحياء، حتى أن محطات المترو والترامواي الجديدة، ومطار الجزائر الدولي الجديد الذي لم يدخل حيز الخدمة بالكامل تأثرت من السيول بشكل واضح.
واتخذت فيضانات الليلة الماضية أبعادا سياسية، إذ تزامنت مع خطاب مدح للحكومة من قبل قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي دعا الجزائريين إلى الذهاب للتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وشهدت العاصمة الجزائرية كارثة كبيرة خلال فيضانات وسيول في نوفمبر/كانون الأول 2001، أوقعت العديد من الضحايا، فضلا عن خسائر مادية فادحة.