نميل بطبيعتنا إلى حب اللهو والألعاب المرحة، لذا عند قيامنا بالتفكير في إنجاز أمر ما، على الأخص حينما يتعلق بالتعلم أو الروتين أو الملل، يبدأ العقل في التفكير تلقائيًا ناحية الأمور المرحة التي يمكن فعلها بدلًا من المهام المملة مثل مشاهدة فيلم أولًا قبل البدء في عملية المذاكرة، أو تفقّد الثلاجة للمرة العاشرة.
تيم أوربان هو كاتب ومدون شهير على الإنترنت، والذي يشارك تجربته في التسويف، مع شرح ما يحدث داخل العقل حينما تحدد مهمة ما ثم تبدأ في تأجيلها. يمكنكم مشاهدة هذه التجربة الممتعة والمرحة التي يلقيها أوربان بأسلوبه المميز على مسرح تيد.
السؤال الذي يتم طرحه بشكلٍ مستمر يكمن في الطرق والآليات التي يمكن من خلالها إلغاء عملية التسويف وتنفيذ المهام في أوقاتها كما هو مخطط لها، ومن حسن الحظ أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الالتزام بالخطة والبعد عن أي تسويف بشكلٍ نهائي، هذه بعضها:
1 – الإيجابية:
ذكّر نفسك دائمًا أن هناك المزيد مما يمكنك فعله. يمكنك أداء مهام أكثر من التي تقوم بها، يمكنك إنتاج المزيد من الأعمال بشكلٍ أفضل، وبالتأكيد يمكنك إدارة وقتك جيدًا حتى يتسع لجميع مشروعاتك. إذا بدأت في التفكير بشكلٍ سلبي في المهام التي يجب عليك فعلها، حينها سيلجأ عقلك تلقائيًا إلى البحث عن وسائل الترفيه من أجل تجنب الشعور بالإحباط من التفكير في هذه المهام.
2 – إدارة الوقت:
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى التسويف بشكل مستمر هي عدم ارتباط المهام بالوقت. حينما ترتبط المهام بمواعيد نهائية لإتمامها، يبدأ العقل في الشعور بالفزع عند اقتراب موعد الإتمام مما يدفعنا إلى العمل بشكلٍ جاد ومستمر من أجل الالتزام وإتمام المهام في مواعيدها.
3 – تكسير المهام:
إذا افترضنا أنك تخطط لتعلم البرمجة هذا العام، ففي الأغلب سينظر العقل إلى البرمجة على أنها مادّة ثقيلة، ما يجعلنا نقوم يوميًا بتأجيل التعلم إلى اليوم التالي وهكذا حتى ينتهي العام دون معرفة أساسيات هذه المادة. أما عندما تقوم بتكسير مهمة التعلم إلى أجزاء صغيرة، تشمل موضوعات معينة في أشهر وأيام محددة، حينها يبدأ العقل في النظر إلى تلك المهام على أنها بسيطة يمكن إنجازها خلال المدة المحددة، فيبدأ العمل عليها تلقائيًا حتى يتم الانتهاء منها في الوقت المحدد، وهكذا في كل جزء تلو الآخر حتى يتم إتمام المهمة ككل.
4 – القضاء على المشتتات:
الأمر بسيط. إذا كان الفيسبوك يقوم بتشتيت انتباهك عن عملية التعلم، أو أداء مهامك، قم إذًا بإيقاف حسابك حتى تقوم بإتمام مهامك. إذا كنت تتصفح هاتفك باستمرار أثناء التعلم أو العمل قم بإبعاده عنك في هذه الفترة. افعل كل ما يلزم من أجل القضاء على كل ما يشتت انتباهك حتى تصبح أكثر تركيزًا على المهام والأهداف التي يجب تحقيقها.
5 – البيئة المناسبة:
إذا كنت تحيط نفسك ببيئة النشاط، فبالتأكيد ستبدأ في اتباع سلوك هذه البيئة في ما يتعلق بالنشاط والإنجاز. لذا إذا كنت في بيئة تساهم في إحساسك بعدم الإنجاز أو الالتفات أكثر ناحية المشتتات قم بتغيير البيئة على الفور، وابحث عن بيئة تساعدك على الوصول إلى حالة النشاط، أو قم بخلقها من خلال إضافة العوامل والأشخاص الذين يجعلونك في قمة نشاطك وإنجازك.
6 – قوائم المهام اليومية:
إذا لم تكن تعلم أين تذهب فأنت بالتأكيد في الوجهة الخاطئة. هكذا الأمر، إذا استيقظت في الصباح وأنت لا تعلم ما الذي ستفعله اليوم فبالتأكيد ستبدأ في إضاعة الوقت، تارة في البحث عن المهام التي يجب فعلها، وتارة في الترفيه عن نفسك حتى تتذكر ما تبحث عنه. قائمة المهام اليومية تساعد على وضعك في المسار الصحيح، إذ تستيقظ يوميًا وأنت تعلم بالتحديد ما الذي يجب عليك فعله، مما يجعلك تحافظ دائمًا على متابعة المهام وأدائها حتى تنتهي تلك القائمة خلال اليوم.
7 – ابحث عن الطريقة:
أحد أكثر الأمور معرفة وإنتاجية هي معرفة كيف يقوم الآخرون بمهامهم. كل ما عليك فعله فقط حينما تخطط لتعلم شيء ما هو البحث عمن قاموا بتعلمه ومعرفة كيفية قيامهم بالأمر، وكيفية تغلبهم على التسويف. سيساعدك هذا الأمر في الحصول على أفكار لمزيدٍ من الإنتاجية وعدم التسويف.
8 – حاول مرة أخرى:
كما ذكرت سابقًا، التسويف عادة يقوم بها جميع البشر، فلا يوجد شخص واحد لم يقم بتسويف شيء ما في حياته مرة واحدة على الأقل. لذا بالتأكيد هناك عدد من المرات التي ستحاول فيها الالتزام بالخطة إلا أنها لن تفلح لأسبابٍ متعددة. الأهم هو عدم اليأس، فربما كان التسويف بسبب أمر ما لا تستطيع تغييره. مهما وصل عدد المرات التي حاولت فيها من قبل ولم توفق، عليك أن تحاول أكثر وبجهدٍ أكبر حتى تصبح في النهاية قادرًا على تنظيم وقتك بشكلٍ يساعدك على تسويف أيٍ من مهامك خلال الفترات المقبلة.