مع مطلع العام الدراسي يبدأ ملايين الطلاب حول العالم العودة إلى استذكار دروسهم بعد فترة راحة طويلة. ويظن العديد من الطلبة، خاصة المتفوقين منهم أنهم يدركون كيف يستذكرون بشكل صحيح وفعال. على الرغم من ذلك نجد أن غالبية الطلبة يفتقدون معرفة الطرائق الأكثر ذكاء للاستذكار والتحصيل. حيث إن هناك بضع استراتيجيات ينصح بها الخبراء في التعليم تعزز من عملية التعلم بشكل كبير، مما يؤدي إلى نتائج أفضل. في هذه المقالة تخيرنا خمسة من تلك الاستراتيجيات الذكية لبلوغ استذكار أكثر فاعلية.
1- اشرح لنفسك
تتمثل تلك الاستراتيجية ببساطة في أن يشرح الطالب لنفسه ما يفكر فيه ويفعله خلال الاستذكار. أو بعبارة أخرى هي حوار ذاتي صامت يمارسه الطالب خلال أدائه لمختلف المهام المتعلقة بالمذاكرة. على سبيل المثال إذا كان الطالب يقوم بحل سؤال معين في الرياضيات، فإنه يسأل نفسه كيف يمكنني التوصل لإجابة هذا السؤال؟ ومن ثم يقوم بالرد على نفسه موضحا المعطيات الموجودة والقوانين المستخدمة والخطوات التي سيتبعها للوصول إلى الحل وذلك من خلال الحوار مع الذات. وتعد تلك الاستراتيجية من الاستراتيجيات المهمة للغاية، حيث وجد أن تلك الطريقة يتبعها العديد من الطلبة المتميزين خلال دراستهم، وكذلك المهنيون الناجحون عبر مسارهم الوظيفي.
اقــرأ أيضاً
2- أنشئ جدولاً لتنظيم الوقت
عادة ما يستهين الطلبة بفكرة تنظيم الوقت، وذلك على الرغم من أهميتها الشديدة في عملية الاستذكار. لذا ينبغي وضع خطة واضحة للاستذكار وإنشاء جدول زمني لتنفيذ تلك الخطة. ويجب مراعاة عدة نقاط مهمة في تلك الخطة تتمثل في أن تكون طويلة الأمد لتغطي الفصل الدراسي بأكمله، وأن تأخذ في الاعتبار مواعيد الدراسة في المدرسة ومواعيد الاختبارات باختلاف أنواعها، وأن تشتمل على العطلات وفترات للراحة، وأخيرا أن تأخذ في الحسبان قدرات الطالب نفسه في المذاكرة. بالطبع فإن وضع خطة وجدول للمذاكرة على تلك الأسس قد يكون صعبا بعض الشيء خاصة على الطلبة الأصغر سنا، لذا يحبذ أن يساعد المعلمون والمعلمات وأولياء الأمور طلابهم وأبناءهم في وضع تلك الخطط والجداول.
3- اختبر نفسك
إن من أفضل الطرق لتعزيز عملية التعلم هي الاختبار الذاتي. حيث تقوم تلك الاستراتيجية على أن يفكر الطالب في الأسئلة التي يمكن أن تأتي في الامتحان، ثم يقوم بتدوين تلك الأسئلة ومحاولة إجابتها بشكل صحيح، ثم يقوم بمراجعة إجاباته للتأكد من صحتها أو خطأها. ومن خلال تكرار تلك العملية يساعد ذلك الأمر الطالب على الاستذكار بشكل أفضل. ولكي يمارس الطلبة تلك الاستراتيجية بشكل أكثر فاعلية، ينصح أن يقوم الطلبة من خلال الأسئلة التي طرحوها من قبل بتصميم اختبار كامل يشبه الاختبار الحقيقي. حيث يقوم الطلبة بوضع أسئلة مطابقة في العدد والنوعية لتلك التي سيواجهها في الاختبار، ويقوم بمحاولة الإجابة على تلك الأسئلة خلال نفس الوقت المتاح للاختبار الحقيقي، وبعد ذلك يقوم الطالب بتصحيح الاختبار لنفسه ووضع درجة ملائمة.
اقــرأ أيضاً
حينما تكون المذاكرة وقتاً للحب.. اجعلها كذلك
4- خذ فترات قصيرة من الراحة
إن من أهم الأسباب التي تجعل من المذاكرة أمرا مملا وصعبا ومرهقا للغاية هو أن الطلبة يقضون أوقاتا طويلة للغاية في نفس المكان في أقصى درجات التركيز والانتباه. لذا يوصي خبراء التربية والتعليم بأن يقوم الطلاب بأخذ فترات قصيرة من الراحة خلال المذاكرة. حيث يفضل الاستراحة مدة تتراوح بين دقيقتين وخمس ودقائق كل 20 دقيقة من المذاكرة، يقوم فيها الطلبة بالحركة أو الحديث مع شخص آخر. إن تلك الاستراتيجية تجعل من عملية الاستذكار أقل مللا وإرهاقا، كما أنها تعطي الفرصة للمذاكرة لفترات أطول. بالإضافة إلى ذلك فإنها تساعد المخ على الحصول على كمية أكبر من الأكسجين مما يحفز من عملية التعلم.
5- درّس زملاءك
تتلخص تلك الاستراتيجية في أن يقوم الطالب بشرح ما استذكره لأقرانه من الطلاب. ويؤكد الباحثون في مجالات التعليم والتدريس أن تلك الاستراتيجية ذات أهمية قصوى في تعزيز عملية الاستذكار لدى الطلاب. ويساعد ذلك الأمر الطلاب على العمل بجد في فهم ما يستذكرونه، والبحث عن النقاط الأساسية، وترتيب المعلومات التي يحصلونها، وعرضها لزملائهم بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تخلق عملية الشرح للزملاء في حد ذاتها تجربة معرفية ثرية تحفز تكوين ذكريات إيجابية حيال المعرفة مما يساعد على تعلمها بشكل أفضل واسترجاعها فيما بعد. الأمر الذي يساعد الطلاب في إحراز درجات أفضل خلال الاختبارات، وهو ما اثبتته الأبحاث في ذلك المجال.
اقــرأ أيضاً
طرائف الامتحانات...احذر التخمين وادعاء المرض