مشاكل المتقاعدين المغاربيين في فرنسا لا تنتهي. في كل مرة تكتشف السلطات الفرنسية أنها مقصرة في حقهم، خلال عقود، فتحاول أن تصلح الخطأ، لكن بعد أن غادر الكثيرون منهم هذه الدنيا.
قبل سنوات، وبفضل فيلم "أندجين"، الذي ساهم فيه فرنسيون من أصول مغاربية وأفريقية، اكتشف الفرنسيون أن رفاق السلاح المغاربيين الذين قاتلوا دفاعا عن فرنسا، يحصلون على معاشات تقاعد مهينة، ربع ما يتلقاه رفاقهم من الفرنسيين أو أقل، وأن الكثير منهم يموتون في بلدانهم الأصلية، بسبب صعوبة الحصول على العلاج الضروري، فكن أن رق لهم الرئيس الأسبق جاك شيراك وقرر إصلاح الضرر، لمن لا يزال على قيد الحياة.
ولا تزال كثير من القضايا تنتظر الحل في المحاكم، خاصة العمال المغاربيين السابقين الذين اشتغلوا في سكك الحديد فاكتشفوا أن أجورهم كانت دون أجور الفرنسيين. البون شاسع.
ولعلّ من آخر هذه المحن، ما يعاني منه هؤلاء المسنون، الذين يطلق عليهم "شيباني"، في مدينة ستراسبورغ. والكلمة مشتقة من الشيب، وهي كلمة دخلت القاموس الفرنسي. فقد توصَّل العديد منهم، من الذين وصلوا إلى فرنسا في نهاية خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي، بخطابات من صندوق التقاعد تخبرهم بوقف صرف تعويضات الشيخوخة، بسبب قضائهم فترات طويلة في بلدانهم، أي أكثر من ستة أشهر.
ويقول لـ"العربي الجديد" رئيس فدرالية الجمعيات المغربية في فرنسا، محمد زروليت، إن "تركيز هذه الجمعية على جنسية المتقاعد يتنافى مع القانون، لأنه يجب الارتكاز على بطاقة الإقامة وليس جواز السفر".
ويرى أنه "يجب العمل على تغيير هذه الإكراهات التي تفرض على المتقاعد ألا يبقى في بلده الأصلي أكثر من ستة أشهر، وإلا فَقد تعويضات التقاعد، أو تلك التي تفرض عليه ألا يظل أكثر من ثمانية أشهر وإلا فَقَد المساعدة في السكن، التي يقدمها صندوق التعويضات العائلية. لقد آن الأوان كي يتحركوا بحريّة بين فرنسا وبلدانهم الأصلية، دون إشهار سيف قطع الأرزاق".
وبعد تجاوز معظمهم السبعين من عمره، "لا يزالون يحسون بأنهم أسرى، وتحت نوع من الإقامة الإجبارية. رغم أنهم ساهموا في نهضة هذا البلد، بل ومنهم مَن ساهَم في تحريره".