قد تكون المباراة ضد فولهام الأخيرة للمدرب الهولندي إيريك تين هاغ على رأس مانشستر يونايتد في حالة خسارته للمرة الثالثة على التوالي، لتكون التاسعة من أصل 15 مباراة خاضها منذ انطلاقة الموسم في جميع المسابقات، وسط ضغط جماهيري وإعلامي كبير، وتراجع في المستوى الفردي والجماعي للاعبين والفريق بعد عشر جولات من منافسات الدوري خسر منها 5، إذ سجل فيها 11 هدفاً، وتلقى 16، ما أدى الى انتشار معلومات عن قرب إقالة المدرب الهولندي ، وتعويضه بالفرنسي زيدان، رغم إصراره على مواصلة رفع التحدي معتقداً أنه الرجل المناسب للإشراف على الفريق.
خسر مانشستر يونايتد في ظرف 3 أيام على ملعبه بالثلاثة في دربي المدينة أمام السيتي، وخرج من كأس الرابطة أمام نيوكاسل بنفس النتيجة ونفس الأداء التعيس، وخاض جميع مبارياته بتشكيلات مختلفة عن بعضها رغم ثرائها بلاعبين متميزين، خصوصاً على مستوى الهجوم الذي لم يتمكن فيه راشفورد من تسجيل سوى هدف واحد في الدوري منذ انطلاقة دوري هذا الموسم، بينما لم يسجل أي هدف لحد الآن كل من أنطوني، مايسن مونت، سانشو، غارناشو، والنرويجي راسموس هويلند الذي سجل ثلاثة أهداف في دوري الأبطال، وهو الذي كان يعول عليه كثيراً ليكون في مستوى قيمة صفقته التي بلغت 92 مليون دولار قادماً من نادي أتالانتا الإيطالي.
حتى في مسابقة دوري الإبطال لهذا الموسم، يحتل المان المركز الثالث بعد خسارتين، في ميونخ بالأربعة وعلى ميدانه بالثلاثة أمام غالاتاسراي، قبل أن يستعيد حظوظه وتوازنه بفوزه على كوبنهاغن الدنماركي بصعوبة في الجولة الثالثة، لكن بمستوى متواضع ومتذبذب ، مثيرا للتساؤلات وعلامات الاستفهام في الأوساط الفنية والاعلامية والجماهيرية التي أجمعت في غالبيتها على تحميل المدرب مسؤولية الوضع، وعدم قدرته على الاستقرار على تشكيلة أساسية وهوية لعب تستثمر في التشكيلة الثرية التي يتوفر عليها على مستوى الخطوط الثلاثة، مقارنة بتوتنهام مثلاً رائد ترتيب الدوري أو حتى أرسنال الذين لم يخسرا في الدوري لحد الآن، ويحتلان الريادة بفارق 10 نقاط عن مانشستر يونايتد.
من جهته، ما زال تين هاغ متمسكاً بمنصبه وفلسفة موقفه من أنه "الرجل المناسب"، القادر على تدارك الأمر رغم اعترافه بالمرحلة الصعبة التي يمر بها الفريق، لكنه رفض الاستسلام والاستقالة، ويُصر على الاستمرار حتى ولو خسر اليوم في لندن أمام فولهام، لكن كل المؤشرات تؤكد أنها الفرصة الأخيرة، وأن استمراه أو رحيله لم يعد مرتبطاً بالنتائج، بل بموافقة زين الدين زيدان على العرض المقدم له للإشراف على الفريق، وإلا فستتجه بوصلة الإدارة نحو البرتغالي روبن أموريم، مدرب سبورتينغ لشبونة، الذي كان قريباً من نادي تشلسي الموسم الماضي، في حين لا أحد يعرف موقف زيدان من الاتصالات التي جرت معه الأسبوع الماضي.
في انتظار ذلك، سيكون ظهر اليوم الهولندي إيريك تين هاغ على كرسي احتياط مانشستر يونايتد في لندن لمواجهة فولهام من دون لاعب خط وسطه كاسيميرو المصاب، والذي سيغيب عدة أسابيع عن فريق لم يعد مخيفاً، وهو الذي كان يفوز قبل أن يخوض مبارياته، وأصبح يخوض مباريات يخسرها قبل أن يلعبها بسبب غياب الروح التي كانت تسكن كل لاعبي الفريق عبر التاريخ، وكانت تمنحهم قوة وهيبة وشخصية مهما كان اسم المدرب وتشكيلته الأساسية والاحتياطية.