أزمة مبابي تستمر وتتعقد!

30 نوفمبر 2024
ردة فعل مبابي بعد الهزيمة أمام ليفربول في الأبطال، 27 نوفمبر 2024 (جاي برات/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرض كيليان مبابي لانتقادات حادة بعد الخسارة أمام ليفربول في دوري الأبطال، حيث لم يتمكن من التأثير إيجابياً على ريال مدريد رغم وجود لاعبين مميزين بجانبه.
- تراجع مستوى مبابي أثار تساؤلات حول الأسباب المحتملة، سواء كانت نفسية أو عقلية، خاصة مع الضغوطات الناتجة عن مشاكله المالية وتهمة الاغتصاب.
- إدارة ريال مدريد تواصلت مع زين الدين زيدان لمساعدة مبابي نفسياً، بينما بدأت الجماهير تفقد صبرها وتطالب باستبعاده مؤقتاً حتى يستعيد توازنه.

بعد الخسارة على يد ليفربول في الجولة الخامسة من دوري الأبطال، توجهت الأنظار مُجدداً نحو كيليان مبابي أكثر منها تجاه المدرب وبقية اللاعبين، بسبب التراجع المستمر لمستواه منذ التحاقه بالملكي بداية الموسم، ما أثار جدلاً حول الأسباب، وهل هي فنية أم نفسية، وحتى عقلية حسب بعض الإعلاميين والفنيين، الذين لم يجدوا تبريراً واضحاً يجعل من مبابي لاعباً أكثر من عادي، دون تأثير على منظومة لعب الفريق، رغم وجود لاعبين متميزين يساعدونه في صناعة الفارق، على غرار الإنكليزي جود بيلنغهام، والبرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو، وكل التسهيلات والتحفيزات التي وجدها في فريق كان يحلم باللعب فيه منذ سنوات.

ورغم أن الخسارة أمام ليفربول بهدفين لصفر كانت عادية و طبيعية ومنطقية ومنتظرة، بسبب قوة ليفربول منذ بداية الموسم، وتراجع مردود الريال الذي يعاني غيابات عديدة متكررة ناتجة عن إصابات كثيرة تعرض لها رودريغو، فينيسيوس جونيور، ديفيد ألابا، إيدار ميليتاو وداني كارفاخال، فإن الأفواه والأقلام صوبت نيرانها تجاه مبابي، الذي ضيّع ركلة الجزاء في الأنفيلد، والعديد من الكرات، وكان ظلاً لنفسه كعادته في أغلب المباريات، فعاد الحديث مجدداً عن مشاكل عقلية يعانيها اللاعب، وأخرى نفسية، بسبب عدم تأقلمه بسرعة وتداعيات مشاكله المالية العالقة مع "البي إس جي"، وكذا تهمة الاغتصاب التي تلاحقه من السويد.

لا أحد في مدريد يعتقد أن مشكلة اللاعب فنية أو تكتيكية، أو تعود لكيفية استعماله من طرف المدرب فوق الميدان مهاجماً حراً، وليس على الجهة اليسرى، التي يوجد فيها فينيسيوس جونيور، أو تعود إلى عدم تقبل زملائه وجوده بينهم، أو حتى مستواه الفني، الذي لا يشك فيه أحد باعتباره أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكنه لا يبدو سعيداً ولا مرتاحاً في الفريق حتى الآن، ولم يعد قادراً على تسجيل ركلة الجزاء، أو حتى مراوغة منافسيه وتسجيل الأهداف بالسهولة نفسها التي كان يجدها في باريس سان جيرمان ومع المنتخب الفرنسي لسنوات.

ويفكر كارلو أنشيلوتي في إبعاد اللاعب عن التشكيل الأساسي تحسباً للمباريات الأربع المقبلة في "الليغا" ضد خيتافي وأتلتيك بلباو وجيرونا ورايو فايكانو، على غرار ما فعله مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشان، الذي استبعده من المباريات الثلاث الأخيرة في دوري الأمم الأوروبية بسبب مشاكل وُصفت بالنفسية من طرف المدرب، واعتبرها البعض ناتجة عن اختلالات عقلية بسبب ضغوطات يعانيها اللاعب، الذي لم يتمكن من التأقلم مع خصوصيات البيت المدريدي، وتجاوز مشاكله مع فريقه السابق باريس سان جيرمان التي لا تزال تلاحقه.

ومن جهتها، تواصلت إدارة النادي مع زين الدين زيدان لتطلب منه مرافقة اللاعب من الناحية النفسية، لتجاوز همومه التي أثرت على مستواه ومردوده المحيّر، لكن الجماهير بدأت تفقد صبرها، وهي التي كانت تعتقد أنها تملك أحد أحسن خطوط الهجوم في أوروبا، مع وجود فينيسيوس جونيور ورودريغو، قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق بهجوم معقد، ومهاجم لم يتخلص من عقدة نفسية تلازمه منذ التحاقه بالفريق، فراحت تطالب باستبعاده مؤقتاً من التشكيل الأساسي حتى يستعيد توازنه الذي اختل. ورغم قناعة الجميع بأن مبابي الريال ليس هو مبابي "البي إس جي"، لكن لا أحد يشكك في قدرات اللاعب التي أظهرها منذ سنوات مع الدوري الفرنسي ومنتخب "الديوك" الذي فاز معه بكأس العالم 2018، وبلغ معه نهائي 2022 في قطر، لكن طول مدة التراجع تبقى تثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية في مدريد وخارجها.

المساهمون