تبقى قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية إحدى أكبر القضايا المثيرة للجدل في الكرة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، في ظل وجود فئة تعارض ضمهم إلى المنتخبات الوطنية بحجة أن دعوتهم تحرم اللاعبين المحليين من فرصهم في الظهور والتألق، في وقت ترى فئة أخرى أن الاعتماد على خريجي المدارس الفرنسية هو السبيل الوحيد من أجل الذهاب بعيداً في المنافسات العالمية والأفريقية مثلما هو الحال مع المنتخب الأول.
وتحدث في هذه القضية الشائكة مدرب منتخب الجزائر لأقل من 17 عاماً محمد لاسات، الذي كشف عن كواليس صادمة تخصّ طريقة تعامله ولاعبيه مع الشكوك التي تساور بعض الأطراف التي تعارض ضم اللاعبين المغتربين للفئات السنية، خصوصاً وأن القضية أثيرت مجدداً قبل ساعات من مواجهة منتخب تونس في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا للناشئين للمرة الثانية في تاريخهم.
وقال محمد لاسات في تصريحات لقناة "الحياة" الجزائرية: "أمتلك مجموعة لاعبين قمة في الأخلاق والتربية وهم إخوة في ما بينهم، سواء الذي يلعب أو من يبقى على مقاعد البدلاء أو حتى من لم يستدعَ أصلاً. يحاول البعض فقط تقسيم المجموعة بمصطلحات مثل لاعب محلي وآخر مغترب، لكنهم لن ينجحوا لأننا كنا فريقاً متلاحماً والفرحة بعد مباراة تونس تؤكد ذلك".
وتهكم لاسات على هؤلاء الذين يحاولون التفرقة بين اللاعبين المغتربين والمحليين، إذ طالبهم بإحضار جهاز من اليابان لربما يكون قادراً على قياس الروح الوطنية لدى هؤلاء اللاعبين، فتابع بقوله: "بكل أسف حتى هؤلاء الأولاد الصغار لم يسلموا من حملة التشكيك في انتمائهم للوطن، أطلب توفير جهاز لقياس الوطنية من اليابان حتى يتأكدوا أن هؤلاء الشباب يحبون الجزائر، بل يعشقونها وهم وطنيون أو حتى أكثر وطنية ممن يشككون فيهم".
وختم لاسات حديثه عن هذه القضية قائلاً: "نحن في زمن التكنولوجيا، لسنا معزولين عن العالم. واللاعبون يصلهم ما يقال عنهم. لقد جاءني بعضهم بعد مشاهدتهم لمقاطع التشكيك في انتمائهم للوطن وسألوني: هل نحن جزائريون يا كوتش؟ ماذا يجب أن نفعل حتى نصبح جزائريين؟ بعضهم صرخ في مركز سيدي موسى قبل مباراة تونس، نحن جزائريون، وسنتأهل ونحتفل بالعلم الوطني".