تتميز المنتخبات الأوروبية الكبيرة بالأداء المميز الذي يقدمه نجومها، وطريقة لعبها عبر خطط مدروسة يخطّها المدربون، وهي العوامل الرياضية المتعلقة بما يحدث داخل أرضية الميدان، كذلك عبر الألقاب التي يهوى مشجعوها أن يطلقوها عليها، لإضفاء نوع من التميز عن البقية.
وتتأهب المنتخبات الـ24 لدخول غمار كأس أمم أوروبا بعد أيام قليلة، وهي تحمل ألقاباً يُطلقها عليها محبوها، على غرار المنتخب الإيطالي الذي يلقب بـ"الأزوري"، إذ يعود أصله للون البيت الملكي الذي وحد إيطاليا سنة 1861.
وتسعد جماهير المنتخب التركي بإطلاق اسمين عليه، حيث يرتبط الأول بالأشكال التي يضمّها العلم، ليحمل لقب "الهلال والنجم" وهو علم الدولة العثمانية، بينما كانت التسمية الثانية هي "شبابنا" التي توحي بكلمة مشتركة بين المشجعين بمواقع التواصل الاجتماعي.
ويُطلق على منتخب ويلز لقب "التنانين"، وهي الأسطورة التي تعود للقرن السابع من حكم عائلة "كادوالادر والملك غويند سنة 1959، إذ كان التنين الأحمر رمزاً للدولة ووُضع في قلب العلم، ليرتبط بعدها بمنتخب كرة القدم.
ويميل لقب المنتخب السويسري إلى الجانب الديني أكثر، إذ يسمى "أحمر الصليب"، علماً أن علم الدولة هو أحمر بصليب أبيض اللون، ما يعكس البساطة في اختيار اللقب، في ظل التنوع اللغوي الذي يميز البلد الذي يتحدث 4 لغات هي الفرنسية والألمانية والإيطالية والرومانش.
وفي المجموعة الثانية، تحمل المنتخبات التي تشكلها ألقاباً أكثر إثارة، على غرار المنتخب البلجيكي الذي يُلقب لاعبوه بـ"الشياطين الحمر"، حيث أطلقت وسائل الإعلام الهولندية، بعد مباراة بين بلجيكا وويلز سنة 1905، عناوين وصفتهم بسبب طريقة لعبهم بالشياطين.
واكتفى المنتخب الروسي بلقب بسيط لا يختلف كثيراً عن ألقاب منتخبات عالمية ثانية، وهو "المنتخب الوطني".
أما فنلندا، فارتبط لقبها بحيوان "البوم"، بعد أن أوقف البوم "بوبي" مباراة بينه منتخبها وبين منتخب بلجيكا بالعاصمة هلسنكي سنة 2007، حيث بقي ثابتاً على العارضة عدة دقائق رافضاً التوجه نحو أي مكان آخر.
وتصف جماهير المنتخب الدنماركي لاعبيها بمادة متفجرة "الديناميت الدنماركي"، وهي التسمية التي حملها النشيد الخاص بكأس أمم أوروبا في سنة 1984 التي دارت أطوارها بهذا البلد.
واختارت أغلب المنتخبات التي تكوّن المجموعة الثالثة ألقاباً عادية ترتبط عادة بألوان من علمها، والبداية من المنتخب الهولندي الملقب بـ"أورنجي" بمعنى البرتقاليون، وهو لون العائلة الملكية وبيتها البرتقالي.
ثم منتخب النمسا الذي يناديه محبوه بـ"المنتخب الوطني"، مثل منتخب روسيا، وهي أسماء عادية سترافقه في مشاركته الثالثة بهذه المنافسة.
وينادي محبو المنتخب الأوكراني لاعبيهم بمنتخب "الأزرق والأصفر"، اسم يبدو غير جذاب تماماً للتأثير على المنافس أو تحفيز اللاعبين الأوكرانيين.
وكاستثناء في المجموعة، اختار منتخب مقدونيا الشمالية لقب حيوان "وشق البلقان"، الذي يظهر في إحدى عملاتهم الوطنية، كما أن الخيار دعم لحماية هذه السلالة التي تواجه خطر الانقراض.
ويبدو لقب المنتخب الإنكليزي هو المألوف لدى عشاق كرة القدم الأوروبية، بسبب وجوده المستمر في "اليورو"، وهو منتخب "الأسود الثلاثة"، حيث تُدير الأسود رأسها وسط 10 أزهار، ويعود الشعار للقرن الثاني عشر بعد أن حمله المحاربون في عهد الملك ريتشارد قلب الأسد.
ويحمل لقب المنتخب الكرواتي الكثير من الغرابة ويعود للعبة عالمية، "لاعبو الشطرنج"، وتتجسد التسمية في قميص المنتخب الذي يشبه رقعة اللعبة التي تتطلب الكثير من التركيز.
وإن لم يتميز المنتخب التشيكي باسم مثير وهو "المنتخب الوطني" أيضاً، فإن اسكتلندا لم تضع الفرصة بلقب "جيش التارتان"، والتارتان هو اشتباك للألوان، وقماش صوفي يرتديه السكان الأصليون بعد حياكته على شكل تنورة.
وإن ذكرت منتخبات المجموعة الخامسة، فإنك تذكر لقب المنتخب الإسباني على رأس المنتخبات، حيث اشتهر بمنتخب "لاروخا"، أو "فوريا روخا" التي تعني الغضب العارم الأحمر، وتعود التسمية إلى الألعاب الأولمبية 1920، عندما فاجأت إسبانيا منافسيها بأسلوب لعب مباشر وقوي.
ويكتفي المنتخب السويدي بلقب "الأزرق والأصفر" مثل نظيره الأوكراني، حيث أطلقه عليه الملك ماغنوس الثالث في القرن الـ13.
واشترك المنتخبان البولندي والسلوفاكي في التوجهات عند اختيار لقبيهما، حيث يُلقب الأول بمنتخب النسور تيمنا بالنسر الذي يمثل البلد، والثاني الصقور الذي يرتبط بتقاليدهم، إذ يشتهر هذا الطائر بالدقة والقوة والسرعة.
فيما اختار المنتخب البرتغالي، من المجموعة السادسة، لقب "السيليساو" أو المنتخب، وحتى "منتخب الدروع"، مثل ما يشير إليه علم البلاد.
واشتهر المنتخب الفرنسي بلقب منتخب "الزرق" و"الديوك"، وهو اللون الذي يرتديه اللاعبون خلال المباريات، كما أنه اللون الذي تعتمده هذه الدولة منذ القرن 12، أما الديك فهو شعار اتحاد كرة القدم.
ويُطلق المشجعون عدة ألقاب على المنتخب الألماني، إلا أن الأشهر هو "المانشافت"، بمعنى المنتخب لكن باللغة الألمانية، وارتبط هذا الاسم بالبلد منذ سنة 2015، وقال أسطورة ألمانيا، أوليفر بريهوف، إن ذلك يعني الإبداع والجودة والاحترام والروح الرياضية.
ووقع اختيار المنتخب المجري على البساط بتحديد لقب "المجريين" لهم، وهي الفئة الأكثر انتشاراً بالبلد، ويعود تاريخ هذا الخيار لسنة 1950، في عهد الأسطورة فيرنك بوشكاش.