عندما تلعب البرازيل فإن جماهير ومشجعي الأرجنتين يقفون خلف الفريق المنافس والعكس صحيح أيضاً.
ونجح منتخب البرازيل هذه المرة بضرب سرب من العصافير بحجرٍ واحد. أول هذه العصافير محو ذكرى خسارة ألمانيا بملعب "منييرو" في كأس العالم 2014 والعصفور الثاني الفوز على ميسي وزملائه وحجز بطاقة التأهل للمباراة النهائية بماراكانا، وأخيراً الحفاظ على الشباك نظيفة للمباراة الخامسة على التوالي.
واستمتع نجوم "اليليسياو" بيوم راحة رائع وسعيد، بعد نجاحهم في إقصاء المنتخب الأرجنتيني وستكون عودتهم إلى المعسكر، استعداداً للسفر إلى ريو دي جانيرو، لخوض المباراة النهائية أمام بيرو التي جرّدت تشيلي اللقب.
وسُمح للاعبي (الكناري) الـ23 بالخروج من معسكر المنتخب لقضاء بضع ساعات مع أسرهم أو التنزه في مدينة بيلو هوريزونتي (يوم أمس)، عاصمة ولاية ميناس جيرايس البرازيلية، بجنوب شرقي البلاد.
وكان المدير الفني للمنتخب البرازيلي، تيتي، قد أخذ هذا القرار بعد فوز منتخب بلاده على نظيره الأرجنتيني بثنائية نظيفة على ملعب (مينيراو) فجر الأربعاء.
ويدين (السيليساو) بالفضل في هذا الفوز لنجم مانشستر سيتي الإنكليزي غابرييل خيسوس الذي سجل الهدف الأول في الدقيقة 19، ثم مرر كرة الهدف الثاني لروبرتو فيرمينو في الدقيقة 71.
وعاد لاعبو المنتخب البرازيلي إلى المعسكر في تمام الساعة 7:00 مساءً بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت غرينتش) الأربعاء، إذ استقلوا بعدها الطائرة بساعتين متجهين إلى ريو دي جانيرو لخوض النهائي على ملعب "ماراكانا" الشهير.
جدير بالذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي تستضيف فيها البرازيل بطولة كأس أميركا، إذ احتضنت سابقاً نُسخ البطولة أعوام (1919 و1922 و1949 و1989) ودائماً ما كانت تتوج بلقب البطولة الأقدم في العالم.
وعلّق تيتي، المدير الفني لمنتخب البرازيل، على فوز فريقه أمام الأرجنتين وقال: "كان من الضروري تقييد أسلحة ليونيل ميسي في بيلو هوريزونتي لتحقيق الفوز". مضيفاً: "ميسي لاعب استثنائي داخل المستطيل الأخضر، وأراه من كوكب آخر، لذلك حرصنا على تغيير هيكل وأسلوب الفريق، للحدّ من خطورته في المباراة".
وتابع: "لقد غيّرنا أماكن تواجد روبرتو فيرمينو، وجعلناه يلعب للخلف قليلاً، كما أننا خسرنا الاستحواذ الأكبر على الكرة، بعدما أحرزنا الهدف الأول".
وقال تيتي أيضاً: "منتخب البرازيل قدم مباراة متسقة للغاية، ويجب التأكيد أنه في المباريات الكبيرة، لا يجب أن تسيطر على الكرة طوال الوقت".
ألفيش يتفق مع ميسي
دافع داني ألفيش لاعب وقائد المنتخب البرازيلي، عن زميله السابق في صفوف برشلونة، وقائد الأرجنتين الحالي ليونيل ميسي، ووقف بوجه الانتقادات التي تلاحقه مع منتخب بلاده.
وقال ألفيش، خلال تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "أن تكون الأفضل في العالم أمرٌ صعب، ولو أننا خسرنا اليوم لكان اللوم يقع على عاتق الجميع، ولكن في الأرجنتين كل شيء على عاتق ميسي".
وأضاف: "نحن في البرازيل نلعب جميعًا كفريق واحد، ولكن في الأرجنتين فقط ميسي وعدد قليل من الرفاق".
وعن انتقادات ميسي لحكم المباراة، لعدم احتسابه ركلتي جزاء للتانغو، علّق لاعب البرسا السابق: "أتفق مع ميسي، كان الحكم أكثر توتراً منا".
أصداءُ الصحافة الأوروبية
في الصحافة الأوروبية خرجت صحيفة "إيفينينج ستاندر" الإنكليزية بعنوان "غابرييل خيسوس وفيرمينو يقودان البرازيل لنهائي كأس أميركا، حيث يغيب ليونيل ميسي"، الصحيفة الإنكليزية اهتمت بنقل تصريحات الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد المنتخب الذي هاجم الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو، بعدما رفض احتساب ركلتي جزاء للمنتخب الأرجنتيني ولم يذهب إلى تقنية حكم الفيديو المساعد.
وذكرت الصحيفة أن ميسي قال: "كان الحكم مجنونًا، كانت هناك ركلتا جزاء واضحتان ضد أوتاميندي ولوتارو مارتينيز، كان دائمًا ينحاز لهم في كلّ الكرات المشتركة".
صحيفة "ديلي ميل" الإنكليزية عنونت "كسرة قلب جديدة لميسي مع الأرجنتين" وأضافت الصحيفة :"إنه أمر مؤسف أن ميسي لم ينجح في التسجيل بينما سجل خيسوس وفيرمينو".
فيما اهتمت شبكة "سي بي إس" العالمية بتأهل البرازيل للنهائي وكتبت: "البرازيل تصل إلى نهائي كأس أميركا 2019 بعد تغلبها على غريمها الأرجنتين 2-0 من خلال عرض مقنع أمام منافسيها الذين ظهروا بدون روح".
وفي إسبانيا خرجت صحيفة "ماركا" بعنوان "البرازيل تُرسل ميسي والأرجنتين إلى الجحيم"، وأضافت الصحيفة "حسرة ميسي ووجع القلب الأرجنتيني استمرا بعدما سقط راقصو التانغو أمام مضيفهم البرازيل".
من جانبها ركزت "موندو ديبورتيفو"على تصريحات داني ألفيش، قائد المنتخب البرازيلي وخرجت بعنوان "ألفيش يدافع عن ميسي"، ونقلت الصحيفة عن الظهير الأيمن السابق لبرشلونة قوله: "في الأرجنتين كلُّ شيء يقع على عاتق ميسي".
وباتت البرازيل قريبة من اللقب على أرضها، بعدما كان آخر تتويج لها عام 2007 على حساب الأرجنتين، فيما تسعى بيرو التي خسرت بخماسية نظيفة بدور المجموعات أمام السامبا لحصد اللقب الثالث في تاريخها.