كتب الحارس الدولي الأردني، عامر شفيع، السطر الأخير في مسيرته الكروية، بعدما أعلن اعتزاله اللعب نهائياً اليوم الاثنين، من خلال فيديو نشره الاتحاد الأردني لكرة القدم.
وقال شفيع صاحب الـ38 عاماً: "اليوم اتحدث معكم عن أصعب قرارٍ اتخذته في حياتي، وجاء بعد تفكير طويل، واستشارة المقرّبين مني كافة، اليوم أعلن رسمياً انتهاء مسيرتي التي امتدت لأكثر من 25 عاماً في ملاعب كرة القدم".
وأضاف الحارس الملقّب بـ"حوت آسيا": "قدمت كلّ جهدي ووقتي في خدمة الكرة الأردنية والمنتخبات الوطنية. اليوم، بعدما شعرت بأنّّ من الصعب البقاء في ذات المستوى والجاهزية التي حافظت ودافعت من خلالها عن قميص النشامى، قررت ترك مكاني وأنا في قمّة عطائي، لأبقى عند حسن ظنّكم، وأريد شكر الأمير علي الذي كان سنداً لي وللاعبين، كان أخاً وصديقاً في المباريات والبطولات".
وختم شفيع: "أشكر الجهاز الفني الذي كان معنا كلاعبين ووقف إلى جانبنا، وأشكر الجماهير الأردنية التي وقفت إلى جانبي، وكذلك مع المنتخب قلباً ويداً واحدة، وأتمنى لكم التوفيق بإذن الله".
وبدأ شفيع مسيرته لاعباً في خط الوسط بعالم كرة القدم، قبل أن ينتقل إلى مركز حراسة المرمى، ويستهلّ رحلته الاحترافية عام 1999 من بوابة نادي اليرموك، واستمرّ بصحبته حتى عام 2007، شارك خلالها في العديد من المباريات، وأعير خلال موسم 2004-2005 لنادي الفيصلي العريق، الذي توج معه بلقب الكأس.
بعد أدائه المميز في كأس آسيا 2004، تلقى عروضاً لاحتراف في أوروبا، لكنه لم يكن قادراً على مغادرة الأردن بسبب ظروف عائلية ومسيرته الدولية، فقرر البقاء في بلاده، ليخوض تجربة بعدها في موسم 2006-2007 بقميص نادي الإسماعيلي الأردني.
في موسم 2007-2008، حطّ شفيع رحاله في نادي الوحدات، النادي الشهير عربياً ومحلياً، فقضى هناك سنوات مميزة، وحقق خلالها لقب الدوري الأردني في سبع مناسبات، منها في موسمه الأول، وآخرها في 2017-2018، وحصد لقب كأس الأردن 4 مرات والدرع في 3 مناسبات والسوبر الأردني 4 مرات.
دافع "حوت آسيا" بعدها عن ألوان نادي شباب الأردن قبل أن يلعب لنادي الفيحاء السعودي، ليقرر في 2021 إعلان اعتزاله اللعب دولياً، وهو الذي يُعتبر واحداً من أفضل الحراس في تاريخ الكرة الأردنية والعربية والآسيوية.
على مستوى "النشامى"، حمل شفيع من عام 2002 ألوان المنتخب الأردني حتى 2021، ومثّله في 175 مباراة، وكان السبب في العديد من الإنجازات والانتصارات، ويعتبر بين أكثر الحراس تمثيلاً لمنتخبات بلادهم في المباريات الدولية.
شفيع استطاع تدوين اسمه بين الحراس الذين سجلوا أهدافاً في مسيرتهم، وكان ذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 خلال مواجهة الأردن لنظيره الهندي على استاد ملعب عبد الله الثاني.
في تلك المواجهة، وبينما كانت النتيجة صفر - صفر في الدقيقة الـ24، أطلق الحارس الهندي غوربريت سينغ ساندو، كرة طويلة من ضربة ثابتة، فوصلت إلى أحضان شفيع، الذي بادر بتسديدة قوية من منطقته، لترتطم الكرة داخل منطقة الجزاء وتعلو فوق حامي عرين الهند، مهدياً الأردن هدف التقدّم، في المباراة التي انتهت 2-1.