في ذكرى احتفالية النادي الإسماعيلي المصري رقم 53 في تاريخه بتتويجه بطلاً لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم كأول نادٍ مصري وعربي يحقق لقباً قارياً على صعيد كرة القدم، تمر قلعة "الدراويش" بأعنف أزمة في تاريخها تهدد استمرار الفريق في بطولة الدوري المصري، وقد تؤدي به إلى الهبوط للدرجة الثانية.
ويعيش النادي الإسماعيلي أزمة كبيرة بعدما استقال مجلس الإدارة برئاسة يحيى الكومي على خلفية خسارة فريق الكرة أمام حرس الحدود (0 – 2) في الجولة 12 من عمر الدوري المصري الممتاز لموسم 2022-2023، بعدما وصل الفريق إلى المركز الأخير (الثامن عشر)، وبات الأقرب للهبوط إلى الدرجة الأدنى.
ويعاني النادى الإسماعيلي من أزمة مالية عنيفة تقف وراء تردي أوضاعه خلال الفترة الأخيرة، حيث تخطت ديون النادي المالية 200 مليون جنيه، من بينها غرامات مالية لأندية ولاعبين سابقين في صفوفه، مثل غرامة نادي المستقبل التي تخطت الـ30 مليون جنيه ومستحقات مالية للاعبين ومدربين سابقين لجأوا إلى الاتحاد الدولي (فيفا)، ونالوا أحكاماً ضد النادي، الأمر الذي أدى إلى منع الإسماعيلي من القيد في فترة الانتقالات الشتوية الجارية قبل الوفاء بكل الديون المالية.
وتضاف إلى هذه الأزمة المالية الضخمة التي فشل مجلس الإدارة في حلها رغبة كبار النجوم في الفريق بالمغادرة والرحيل خلال "ميركاتو" الشتاء الحالي، مثل باهر المحمدي وعبد الرحمن مجدي وأحمد مدبولي ومحمد الشامي، إلى جانب هروب محترفين سابقين عن النادي في الأشهر الأخيرة، مثل الأرجنتيني فيرنانديز، والبوليفي كارميلو، والجزائري محمد بن خماسة، والفلسطيني خالد النبريص، والتونسي نور الزمان الزموري، الذين بدورهم قرروا اللجوء إلى "فيفا" لفسخ تعاقداتهم من طرف واحد، وسط مخاوف من فرض عقوبات مالية جديدة على النادي تتخطى المليون و500 ألف دولار (ما يزيد عن 40 مليون جنيه)، في المستقبل.
وبات الإسماعيلي بحاجة إلى معجزة حقيقية للهروب من الهبوط، تحت قيادة مديره الفني أحمد حسام ميدو، يتصدرها إقناع اللاعبين الكبار بعدم الرحيل، وتوفير 50 مليون جنيه دفعة أولى لسداد المستحقات المالية وجزء من العقوبات المالية الصادرة في حق النادي، إلى جانب ضم لاعبين جدد لترميم صفوفه بعد هروب الكثير من النجوم في صفوفه أخيراً.
وأزمة الإسماعيلي عانت منها أندية شعبية كبرى في مصر، ولعل أبرزها نادي أسوان، الذي هدد مدربه أيمن الرمادي بالرحيل عن منصبه خلال أيام ما لم تنجح إدارة النادي في صرف مكافآت الفوز في 5 مباريات بالدوري هذا الموسم، بخلاف الدفعة الثانية من المستحقات المالية للاعبيه، وأيضاً رواتب الجهاز الفني المتأخرة لـ3 أشهر كاملة، في ظل معاناة أسوان من أزمة مالية ضخمة.
وكتبت السنوات الأخيرة بشكل عام تفشي ظاهرة الأزمات المالية، ما أدى إلى تضرر كبير للأندية الشعبية التي هبطت لدوري القسم الثاني، وفشلت في العودة على مدار عقد كامل لتغيب عن الصورة كبرى الفرق التي صنعت شعبية الدوري المصري في السنوات الأخيرة وتلعب الآن في الدرجة الثانية، لعل أشهرها أندية فازت بلقب الدوري المصري من قبل، مثل الترسانة والأولمبي السكندري، وأيضاً أندية لها باع طويل في الكرة المصرية، مثل منتخب السويس والمنصورة وبلدية المحلة والمنيا وغيرها.
وهو الأمر الذي يصب في صالح أندية الشركات والمؤسسات بشكل كبير، التي باتت تهيمن على الوجود ضمن فرق الدوري المصري بنسبة أكبر في السنوات الماضية، حتى أن عدد الأندية الشعبية انخفض إلى 7 أندية من إجمالي 18 نادياً في مسابقة الدوري الممتاز، وهو أمر مرشح للتصاعد في ظل الأحداث الأخيرة التي يمر بها النادي الإسماعيلي وغيره من الأندية الشعبية، وظهور مخاوف حقيقية من هبوطها إلى دوري الدرجة الثانية في مواسم مقبلة إذا تواصلت أزماتها المالية.