استمع إلى الملخص
- تعتمد الأندية العربية على المدربين الأجانب من مدارس كروية متنوعة لتعزيز فرصها في التألق، مثل الأهلي المصري بقيادة السويسري مارسيل كولر، والرجاء المغربي مع البرتغالي ريكاردو سابنتو.
- تسعى الأندية العربية للحفاظ على اللقب القاري وسط منافسة قوية، مع قيادة سبعة أندية عربية من قبل مدربين أجانب، مما يعكس الثقة في الخبرات الأجنبية لتحقيق النجاح.
سيكون حضور الأندية العربية لكرة القدم مهماً في دور المجموعات لأبطال أفريقيا، وذلك بعد وصول ثمانية أندية إلى الدور الحاسم، أي نصف المقاعد، وهو ما يدعم فرصها في حصد اللقب، إذ تُسيطر الأندية العربية على المسابقة في السنوات الأخيرة، خاصة عبر حامل اللقب الأهلي المصري، بعد تتويجه في الموسم الماضي على حساب الترجي التونسي، ومِن ثمّ دعّم رصيده من التتويجات بحصده 12 لقباً في مسيرته.
وتوزعت الأندية العربية بمعدل فريقين في كل مجموعة، إذ تضم المجموعة الأولى: الهلال السوداني ومولودية الجزائر رفقة مازيمبي الكونغولي ويانغ أفريكانز التنزاني. وتضم الثانية: الرجاء والجيش الملكي من المغرب رفقة صن داونز الجنوب أفريقي ومانيما يونيون الكونغولي. أما المجموعة الثالثة فتضم الأهلي المصري وشباب بلوزداد الجزائري وأورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي وستاد أبيدجان العاجي. ويوجد الترجي التونسي وبيراميدز المصري في المجموعة الرابعة، رفقة دجوليبا المالي وساغرادا الأنغولي. وتبدو فرص الأندية العربية في الوصول إلى ربع النهائي بأعداد كبيرة، وافرة بلا شك.
ولعل القاسم المشترك بين مختلف الأندية العربية التي وصلت إلى دور المجموعات، هو الاعتماد على مدربين أجانب من مدارس مختلفة، إذ تراهن الفرق على أسماء معروفة تملك خبرة في المسابقات الأفريقية، بحثاً عن التألق في المسابقة وحصد اللقب، مع وجود منافسة قوية من صن داونز الجنوب أفريقي أساساً، بعدما تغيبت الجنسيات المحلية عن الأندية العربية في المرحلة المقبلة. وتابع حامل اللقب، الأهلي المصري، الاعتماد على خبرة مدربه السويسري مارسيل كولر، الذي بات خبيراً بالملاعب الأفريقية، بعد أن قاد نادي القرن الأفريقي إلى حُسن التعامل مع المواجهات، وتمكن من تخطي الأزمات التي واجهت الفريق مرات عديدة، ذلك أن مستوى الفريق المصري يشهد تحسناً بمرور المباريات، ويتغير مردود اللاعبين في الأدوار الحاسمة.
أما الفريق المصري الثاني المشارك في البطولة، وهو نادي بيراميدز، فمنح الثقة إلى المدرب الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، وهو مدرب خبير في ملاعب كرة القدم. ورغم أنه لم يحقق نجاحات أفريقية فإن الاحتكاك بفرق مصرية قوية في الفترة الماضية يساعد الفريق كثيراً، ذلك أن بيراميدز يلاحق بدوره اللقب الأول على الصعيد القاري في مسيرته، والأمر لن يكون سهلاً عليه. وسيكون المغرب ممثلا بفريقين في الدور الحاسم أيضاً، وتعاقد كل منهما مع مدرب جديد، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن فضّل نادي الرجاء في الأيام الماضية، التعاقد مع المدرب البرتغالي ريكاردو سابنتو، الذي لا يملك خبرة أفريقية، ولكن لديه طموح كبير من أجل النجاح في أولى التجارب على الأراضي المغربية، ومساعدة فريقه الرجاء، الذي يطمح بدوره إلى العودة من الباب الكبير على الساحة الأفريقية، بعد الصعوبات التي وجدها في الموسم الماضي.
أما نادي الجيش الملكي فقد اختار التعاقد مع المدرب الفرنسي هيبار فيلود، الذي يملك خبرة قارية كبيرة مع المنتخبات أو الأندية، وسيحاول بدوره تعويض الفشل الذي واجهه في بعض المحطات، خاصة مع النجم الساحلي التونسي، عندما بلغ نصف نهائي البطولة عام 2016، ولكنه خسر أمام الأهلي المصري بنتيجة (2-6) في مصر بعد أن فاز الفريق التونسي أمام جماهيره ذهاباً بنتيجة (2ـ1).
ويحضر مدرب فرنسي آخر، وهو باتريس بوميل، مع مولودية الجزائر، الذي يقود الفريق منذ الموسم الماضي، وحصد معه لقب الدوري الجزائري، كما أنه نجح في تخطي الاتحاد المنستيري التونسي في الدور السابق، وحقق فريقه نتيجة مميزة، إذ إنه خسر ذهاباً بنتيجة (0ـ1)، ولكن تمسّك بفرصه في التأهل وأمكنه تحقيق ذلك بعد أداء مميز في الإياب منحه بطاقة التأهل. أما فريق شباب بلوزداد، الذي يُشارك باستمرار في المسابقة، فقد اختار منذ أيام قليلة التعاقد مع المدرب الجزائري، عبد القادر العمراني، الذي عوّض الفرنسي كورنتان مارتينس، الذي قاد الفريق في بداية الموسم الحالي، ومِن ثمّ فهو المدرب المحلي الوحيد، الذي يقود فريقاً عربياً في هذه النسخة، في خطوة تُحسب لإدارة النادي، التي تعتقد أن خبرة المدرب الجزائري قد تساعد الفريق في تحقيق أفضل النتائج بالبطولة.
وتابع الترجي التونسي تجربته مع المدرسة الأجنبية، فبعد رحيل المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو، الذي قاد الفريق في الموسم الماضي إلى نهائي المسابقة، ونجح في أن يجعل الفريق قوياً دفاعياً، بما أن الترجي لم يقبل أهدافاً في الدور الحاسم إلا في اللقاء النهائي أمام الأهلي، وهو الهدف الذي كلفه خسارة اللقب، قرّرت إدارة الفريق التعاقد مع المدرب الروماني لورينت ريجيكامف، الذي سيقود الفريق في دوري الأبطال، وهو مدرب يملك خبرة بالملاعب العربية.
وبدوره، واصل الهلال السوداني منح الفرصة للمدرب الكونغولي فلوران إبينغي، الذي يدرب الفريق منذ الموسم الماضي، وكان قريباً من الوصول إلى الدور الثاني، ولكن خسارته أمام الترجي في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات، جعلته يودع المسابقة بعد أداء مميز في معظم المباريات، وهذا المدرب أصبح خبيراً بكرة القدم العربية والأفريقية، بعد تعدد التجارب. وفي المجموع، فإن سبعة أندية يقودها مدربون أجانب، حيث تحضر الجنسية البرتغالية بمدربين وكذلك الفرنسية، إضافة إلى مدرب كرواتي وآخر سويسري ومدرب كونغولي، ومدرب جزائري، والهدف الأساسي هو محافظة الأندية العربية على اللقب القاري مجدداً، وأن يكون النهائي عربياً مرة أخرى، حتى يؤكد العرب أنهم الأفضل أفريقياً.