لم يصمد المدرب الهولندي، رونالد كومان، أكثر من 10 مباريات منذ بداية الموسم، لتكون الإقالة من نصيبه سريعاً، ويرحل عن برشلونة الإسباني بعد قرابة العام من تعاقده مع النادي الذي جاء إليه على أمل إنقاذه، من سلسلة النتائج السلبية.
ولم يكن كومان، في موقف قوة منذ بداية التجربة مع برشلونة، ذلك أنّه وافق على تدريب الفريق بعد الهزيمة التاريخية ضد بايرن ميونخ الألماني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، والتي غيّرت عديد المعطيات في برشلونة وجعلت النادي يعيش على وقع هزّات كثيرة ورحيل عددٍ من اللاعبين البارزين.
ولم تكن إقالة كومان مفاجئة، فقد كان قريباً من هذا المصير منذ أسبوعين بعد الخسارة في دوري أبطال أوروبا ضد بنفيكا البرتغالي، كما أن الخسارة ضد أتلتيكو مدريد في الدورري الإسباني، كانت تشير إلى قرب نهاية العلاقة مع تزايد حجم الانتقادات، لا سيما أنّ رئيس النادي خوان لابورتا كان راغباً في التخلي عنه منذ بداية الموسم.
ومن الطبيعي أن يدفع المدرب ثمن النتائج السلبية التي عرفها الفريق، ذلك أن انطلاقة برشلونة هذا الموسم هي الأضعف منذ موسم 2002ـ2003 عندما كان الهولندي لويس فان غال مدرباً للفريق، إذ إنّ فريقاً مثل برشلونة لا يمكنه أن ينتظر عثرات إضافية ليكلف مدرباً جديداً لقيادة الدفة.
ومن الصدف أن برشلونة مع فان غال، حصد 15 نقطة من أول 10 أسابيع حيث حصد الفريق نقاطه من أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، وهو ما تكرر في بداية الموسم الحالي.
ومن المفارقة أيضاً، أنّ برشلونة مع فان غال، كان له فارق إيجابي (4 أهداف) بتسجيله 17 هدفاً وقبول 13 هدفاً، وهذا الموسم يملك أيضاً فارق 4 أهداف بعد أن سجل 15 هدفاً وقبل 11 هدفاً.
وواجه برشلونة في التجربتين صعوبات خارج ميدانه بما أنّه لم يحصد في هذا الموسم إلا نقطة واحدة بعيداً عن "كامب نو"، وضعف النتائج بعيداً عن مشجعيه جعلت النادي الكتالوني يتراجع في الترتيب، كما أنّ رفاق الإسباني جيرارد بيكيه لم يعرفوا الانتصار بعيداً عن إسبانيا في دوري الأبطال.
وتكشف هذه الأرقام حجم التراجع الذي عرفته نتائج برشلونة، والإقالة تبدو في مثل هذه الوضعيات خياراً لا مفر منه خاصة وأن كل المعطيات تشير إلى أنّه من الصعب أن ينجح كومان في تدارك الأخطاء بعد أن ساءت علاقته بالجماهير التي تطالب برحيله.