خلال نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 بين برشلونة ومانشستر يونايتد في ويمبلي، ضمّت التشكيلة الأساسية للبطل سبعة لاعبين من مدرسة الناشئين، فالديس، بيكيه، بوسكيتس، إنيستا، تشافي، بيدرو، وميسي، التوليفة التي حصد بها غوارديولا المجد، بدأت في فقدان بريقها مؤخراً، لتصبح أكاديمية "لا ماسيا" مجرد عامل مساعد داخل برشلونة، ولم تعد أبداً البطل الرئيسي لكافة الانتصارات كما كان يحدث في السابق، حتى صار الهروب إلى مكان جديد بمثابة الشعار الرسمي لهذا الصيف داخل أروقة النادي الكتالوني.
سامبر
سيرجي سامبر، أحد أهم مواهب أكاديمية لا ماسيا، ومن اكتشافات المدرب السابق بالقطاع أوسكار غارسيا، المدرب صاحب الفضل الكبير في تطور مستواه، لدرجة أن آرسنال فاوضه في أكثر من مناسبة، لكنه اختار البقاء في برشلونة بنصيحة من بيب غوارديولا.
سامبر له قصة غريبة بعض الشيء، حيث إنه بدأ كلاعب تنس ثم بإصرار غريب من جده، مثله الأعلى، أجبره على عمل فترة اختبار في برشلونة، وتم قبوله ليصبح من نجوم القطاع. ويلعب الصاعد الصغير في خانة الوسط، كلاعب ارتكاز صريح، في نسخة قريبة من النجم بوسكيتس، كلاعب يربط بين الدفاع وبقية خطوط الفريق.
سيرجي هو اللاعب رقم 4 الذي يجيد التغطية والتمريرات من الخلف إلى الأمام، ويمتاز بالتمركز المثالي أثناء الدفاع، بسبب قدرته على توقّع كرات الخصم بشكل مميز، لكنه يحتاج إلى مزيد من التطور أثناء السيطرة والحيازة، لكي يستطيع التصرّف بالكرة تحت الضغط. ومع عودة الاهتمام من جانب آرسنال، بالإضافة إلى ابتعاد اللاعب تماماً عن حسابات إنريكي، فإن فرصة خروجه ستكون كبيرة هذا الصيف، في الغالب إلى إنجلترا وربما إلى مكان آخر.
هاليلوفيتش
هاليلوفيتش اللاعب الجوكر في كل مراكز الوسط والهجوم، يستطيع أن يلعب كجناح أيمن في طريقة لعب 4-3-3، وأيضاً كلاعب وسط ثالث هجومي في نفس الخطة، يصنع الأهداف ويقوم بالمراوغة وفي نفس الوقت يعود إلى الدائرة من أجل مساعدة ثنائي الوسط الآخر.
الكرواتي الصغير بمثابة صانع اللعب رقم 10 في طريقة لعب 4-2-3-1، لاعب ارتكاز بالخلف، ثنائي على الأطراف ولاعب وسط هجومي هو ألين من أجل لعب مباشر وتمريرات طولية أكثر. وبالتالي يمتاز بمرونة تكتيكية واضحة، تؤهله للمشاركة مع الكبار في مباريات الدوري، لكن هذا لم يحدث في برشلونة، لتلتقطه أعين أندية الدوري الإنجليزي سريعاً.
يبدو أن الخيار الأقرب سيكون ويستهام، ورغم تعاقد الفريق مع الفرنسي باييت، إلا أن المدير الفني الكرواتي للفريق بيليتش يعرف جيداً قدرات مواطنه، ويستطيع توظيفه على الرواق الأيمن كجناح حقيقي، يحصل على الكرة ويقطع دائماً إلى العمق، على طريقة ميسي في بداياته مع برشلونة.
أداما
أداما تراوري أفضل لاعبي أكاديمية برشلونة من وجهة نظر معظم المتابعين، مهارة غير طبيعية وقوة تساعده على منافسة الفئات الأكبر سناً، مع سرعة كبيرة بالكرة ومن دونها، وقدرة على تخطي دفاعات الخصم، بسبب لمسته السحرية وتمريراته القاتلة، ويعتبر أحد نجوم منتخب إسبانيا للناشئين.
يجيد تراوري اللعب كجناح هجومي أيمن أو أيسر، يلعب بقدمه اليمنى، تسديداته قوية ولمحاته الفنية توحي بمستقبل مميز، لكنه لم يتم استدعائه كثيراً للتدريب مع الفريق الأول، لذلك زادت فرصة رحيله عن الفريق، لأن المدرب لويس إنريكي مقتنع بالثنائي منير الحدادي وساندرو راميريز أكثر منه، ليصبح اللاعب قاب قوسين أو أدنى من الخروج هذا الصيف.
يتابع بايرن ميونخ صغير برشلونة، ويؤمن غوارديولا بقدرته على اللعب مع الفريق الأول، لذلك من الممكن أن تتم إعارة تراوري مع خيار الشراء. ومن صعوبة اللعب في الليغا إلى محاولة التألق في البوندسليغا، سيحاول أداما إثبات نفسه في حال مشاركته مع البافاري، خصوصاً مع كثرة الإصابات داخل النادي الألماني، وبالتالي ستتاح له بعض الفرص خلال الموسم الطويل، سواء في الدوري أو الكأس.
وجهتا النظر
يرى لويس إنريكي أن سياسة البيع مع بند حق الشراء هي الحل المنطقي المناسب لجميع الأطراف، وبناء على معظم التقارير الصادرة من كاتالونيا، فإن إدارة برشلونة ستستخدم هذه السياسة في قادم المواعيد، بسبب صعوبة لعب هؤلاء الشبان مع الفريق الأول، بالإضافة إلى هبوط الفريق الثاني إلى درجة أقل بعد أداء كارثي خلال الموسم الماضي.
لكن بالعودة إلى الماضي القريب، فإن معظم من يخرج بعيداً عن برشلونة لا يعود إليها من جديد، والأمثلة كثيرة جداً، أبرزها بويان كركيتش، جيوفاني دوس سانتوس، كريستيان تييو، كوينكا، والبقية. حتى تجربة دينيس سواريز لم تكتمل بعد، بسبب رغبة اللاعب في الاستمرار مع إشبيلية، بعيداً عن عقوبة الفيفا التي أنقذته، وأجبرت برشلونة على الاستسلام لرغبة اللاعب بالبقاء في الأندلس لموسم إضافي.
دقائق أكثر في حالة الرحيل هي النقطة الإيجابية، لكن هناك وجهة نظر مقابلة تؤكد أن بقاء الصغار على مقربة من ميسي وإنييستا ونيمار والنجوم، سيساعدهم أكثر على المستوى الفني والتقني، مع صقل شخصيتهم داخل نادٍ يلعب على البطولات فقط، وهذا ما سيفتقدونه إذا انتقلوا إلى أماكن أخرى.
بين وجهتي النظر، يصر المدرب الفائز بالثلاثية، لويس إنريكي، على الاستمرار في سياسته الحالية، بعدم الاعتماد على الشبان الصغار، والحفاظ على هيكل الفريق الحالي، مع إضافة بعض الصفقات الجديدة بعد شهر يناير/كانون الثاني، وفي النهاية، النتائج هي الفيصل فقط.