فرضت المنظمات الرياضية الدولية عقوبات مؤلمة بحق روسيا منذ أن بدأ اجتياح أوكرانيا، يوم الخميس الماضي، إذ كانت مواقف اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، منسجمة وسعت إلى عزل روسيا رياضياً عن محيطها العالمي، ثم لحقت بها اتحادات السلة وكرة الطائرة والتنس وألعاب القوى الدولية ورابطة الأندية الأوروبية بقرارات مماثلة، الثلاثاء.
وتزيد العقوبات الرياضية الأخيرة من محنة الرياضة الروسية في محاولة للضغط على روسيا تزامنا مع عقوبات اقتصادية أخرى قد تفرض على روسيا إيقاف الحرب ومراجعة خياراتها السياسية تجاه جارتها.
الإتحاد الدولي لكرة القدم #فيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، يقرران تعليق مشاركة الأندية والمنتخبات الروسية من المشاركة في مسابقات كرة القدم، واستبعاد المنتخب الروسي من تصفيات كأس العالم 2022#الحرب_الروسية_الاوكرانية#UkraineRussiaWar pic.twitter.com/rhcbyadDAs
— Ukraine and Russia events🇷🇺🇺🇦 (@ahdathr) February 28, 2022
خسائر مباشرة
لن تحتضن روسيا نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2022 بعدما نقل "يويفا" النهائي إلى العاصمة الفرنسية باريس، كما قرر الاتحاد الدولي للسيارات إلغاء مرحلة سوتشي لسباقات فورمولا 1. وعدم تنظيم الحدثين سيحرم روسيا من عائدات مالية مهمة، تتعلق أساساً بتوافد عدد كبير من السياح من أجل حضور النهائي أو سباق فورمولا 1، إلى جانب بقية المواعيد الكبرى المبرمجة في روسيا.
ولئن كان يصعب تقديم معطيات رقمية دقيقة عن الخسائر الناتجة عن سحب التنظيم منها، إلا أن روسيا ستخسر ملايين من السياح الذي ينشطون الحركة الاقتصادية في مختلف المدن. كما أن روسيا كانت تستعد لإطلاق الحلبة الجديدة لسباقات فورمولا 1 في سنة 2023، بعدما وضعت اعتمادات ضخمة لتجهيز المسلك الجديد في مدينة سانت بترسبورغ على مساحة 100 هكتار.
🚨 OFFICIEL ! Après la décision de la FIFA et de l'UEFA, le Spartak Moscou est ÉLIMINÉ de l'#UEL. ❌
— Actu Foot (@ActuFoot_) February 28, 2022
Le RB Leipzig est directement qualifié pour les quarts de finale. pic.twitter.com/ZYF3R53CXP
تعاملات مالية مهمة
تعتبر روسيا من الدول المتفوقة رياضياً ونتائجها في البطولات الكبرى في الرياضات الفردية تؤكد ذلك رغم الشكوك التي تلاحقها بشأن لجوء الرياضيين إلى تناول مواد ممنوعة، ورغم التراجع في كرة القدم فإن بقية الاختصاصات الأخرى تجلب لروسيا عددا كبيرا من الميداليات.
ويساهم النشاط الرياضي في الحركة الاقتصادية، ذلك أن روسيا تستقطب عديد الرياضيين من العالم لتحضير البطولات الكبرى بفضل ما يتوفر لديها من تجهيزات ضخمة، إضافة إلى قيمة الاستثمارات المالية الكبيرة لتطوير التجهيزات الرياضية.
كما تلقت روسيا ضربة موجعة بعد إلغاء عقود الرعاية لشركات روسية كانت تستثمر في المجال الرياضي، بعد قرار الاتحاد الأوروبي إنهاء العقد مع شركة غازبروم، وكذلك فعل شالكه الألماني ومانشستر يونايتد الإنكليزي وفريق هاس في فورمولا 1، وتلقت محاولات الشركات الروسية الكبرى التوسع في مجال الاستثمار ضربة موجعة بعدما خسرت الأسواق التي راهنت عليها مثلما حدث مع علامة "إديداس" أيضا. وقال الفرنسي لوكاس أوبن، الباحث في العلوم الجيوسياسية، إن الاتحاد الأوروبي سيجد شركات جديدة ترعى دوري الأبطال ولن تكون له خسائر في وقت سيصعب فيه على الشركة أن تربط اسمها ببطولة كبيرة أخرى.
En réaction à l'invasion de l'Ukraine par la Russie, le Comité international olympique (CIO) a recommandé aujourd'hui
— Agence France-Presse (@afpfr) February 28, 2022
d'exclure les Russes et les Bélarusses des compétitions internationales #AFP pic.twitter.com/BhBF0qKRjl
وسيلة ضغط مهمة
يعتبر فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، من الشخصيات السياسية المرتبطة بشكل كبير بالرياضة، بما أنه كان مصارع جودو، ولهذا فإن تسليط عقوبات رياضية على روسيا هو رسالة تحدّ للرئيس الروسي بعد الخطوات التي أقدم عليها في حق الشعب الأوكراني وأراضيه.
Guerre en Ukraine : Une sanction sportive frappe directement Vladimir Poutine https://t.co/D82DsgiPL8
— Que du Sport (@infossport2021) February 27, 2022
وفي تصريح لباسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، لصحيفة "ويست فرانس"، ذكر أنّ العقوبات الرياضية كانت مساهمة طوال السنوات الماضية في التعريف بالقضايا العادلة، واعتبر أن العقوبات الرياضية تسيء إلى الرئيس الروسي الذي راهن كثيراً على الرياضة من أجل تحسين صورته، وما يحدث من عزلة بعد الاستثمارات الكبيرة سيكون له وقع سلبي على المجتمع الروسي.
في الأثناء، فإن العزلة الرياضية ربما يكون لها تأثير كبير على المجتمع الروسي المعروف بعشقه للرياضة ويزيد من التعريف بخطورة القضية الأوكرانية، فقد أشار الباحث الفرنسي هوغو روبرتسون، في تصريح لصحيفة "فوا دي نور" الفرنسية، إلى أنّه خلال حقبة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ساهم العزل الرياضي في التعريف بالقضية عالمياً وتسليط ضغط داخلي قوي.
"لا للحرب" pic.twitter.com/p0W9t5WGz8
— الدوري الإنجليزي™ (@TrendEPL) February 26, 2022