قبل 45 عاماً ولد الطفل الثالث لنيليو نازاريو دي ليما، وسونيا دوس سانتوس باراتا، تحديداً يوم 22 سبتمبر/ أيلول 1976 في ريو دي جانيرو. كان اسمه رونالدو ثم بات معروفاً بالظاهرة.
يُعتبر رونالدو أحد أعظم المهاجمين وأكثرهم اكتمالاً في كلّ العصور. أطلق عليه لقب "Fenomeno" ، وكان هدافًا من الطراز الأول، ورغم كونه لاعباً يعتمد على مهارته الفردية الخالصة إلا أنه كان قادرًا أيضًا على تقديم المساعدة لزملائه في الفريق، نظرًا لرؤيته وقدرته على التمرير والعبور والاختراق والتحرك بدون كرة.
كان لاعباً سريعاً بالجري مع الكرة، معظم المدافعين عانوا في مواجهته، خاصة أنه كان يستخدم كلتا قدميه، رغم أنه اشتهر بتسديده بالقدم اليمنى.
إلى جانب مواطنه البرازيلي روماريو والنجم الليبيري جورج وياه كان يُنظر إليه على أنه سلالة جديدة من المهاجمين في التسعينيات، الذين اعتادوا التحرك والعمل خارج منطقة الجزاء، قبل الانطلاق بالكرة نحو المرمى.
غالبًا ما كان يتمركز بالقرب من خط الوسط، وبمجرد امتلاكه للكرة، لن يهدر الوقت في اتخاذ خط مباشر نحو الهدف، كما لو أن لديه مهمة عليه أن ينهيها خلال 10 ثوانٍ فقط، ينفجر كالصاروخ دون سابق إنذار ليقهر المدافعين.
الجميع يعرف أرقام رونالدو والأندية التي لعب لها، من كروزيرو لأيندهوفن وبرشلونة ومن ثم إنتر ميلانو مروراً بريال مدريد وميلان ومن ثم الاعتزال في كورنثيانز.
من منا لا يتذكر إصاباته المتكررة بالرباط الصليبي وغيابه عن الملاعب لفترات طويلة، وهو الذي يراه البعض الأفضل في التاريخ لو لم يتعرّض لهذا الكمّ الهائل من الآلام في ركبتيه الممزوجتين بالعمليات الجراحية وأدوات الأطباء الحادة.
رغم كلّ ذلك حقق العديد من الألقاب بينها كأس العالم 1994 و2002 وأرقاماً فردية مهولة وجوائز عدة أبرزها أفضل لاعب في العالم 3 مرات.
بعيداً عن كلّ ذلك عاش رونالدو حياةً صعبة، حين انفصل والداه يوم كان في الحادية عشر، ترك بعدها المدرسة بوقت قصير ومارس رياضة كرة القدم في شوراع بينتو ريبيرو، إحدى ضواحي ريو دي جانيرو.
تقول والدته عن فترة طفولته "لقد وجدته دائمًا في الشارع يلعب الكرة مع الأصدقاء عندما كان ينبغي أن يكون في المدرسة. أعرف أنني خسرت تلك المعركة".
لعب في دوري شباب المدينة وسجل 166 هدفاً في موسمه الأول منها 11 هدفاً في مباراة واحدة، مع العلم أن لكرة الصالات دوراً مهماً في تطوير مهاراته.
في إحدى المناسبات قال رونالدو "كرة الصالات ستكون دائماً حبي الأول"، فيما كشف مدربه من فريق "سوشيال راموس" أليريو كارفاليو "ما كان مميزاً في رونالدو هي شخصيته، كما لو أنه جاء من القمر، لم يزعجه أو يهزمه شيء، ولا شيء أبعده عن لعبته".
رصده في يوم من الأيام اللاعب البرازيلي السابق جيرزينيو بطل مونديال 1970 إلى جانب بيليه، الذي كان يدرب ساو كريستوفاو، ثم بتوجيه من المدرب ألفريدو سامبايو، تقدم بسرعة في الفرق، ولعب لفرق تحت 17 وتحت 20 سنة للأندية بينما كان في عمر 15 عامًا فقط.
أما من كان محظوظاً لقيادته فهما وكيلا أعماله في صغره، رينالدو بيتا وألكسندر مارتينز، عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا، وصرح بيتا بإحدى المناسبات "لقد ظهر بأنه سيكون شيئاً مختلفاً عن معظم اللاعبين الآخرين بوقتها".