فرضت عدة ظواهر نفسها بقوة على حصاد بطولة كأس الأمم الأفريقية للكرة الطائرة رجال في نسختها الـ24، التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 4 إلى 13 سبتمبر/ أيلول الحالي.
وجاءت البطولة الأفريقية الكبرى، حاملة للسعادة العربية بفضل الهيمنة الكاملة، التي وصلت إلى حد صناعة منصة تتويج تضم 3 منتخبات عربية، هي منتخبات مصر والجزائر وليبيا، نالت الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وتأهلت إلى بطولة كأس العالم.
أول ظاهرة في بطولة كأس الأمم الأفريقية، تحقيق منتخب "الفراعنة" اللقب للمرة التاسعة في تاريخه بعد غياب عن منصات التتويج منذ عام 2015، بعد الفوز على الجزائر بثلاثة أشواط مقابل شوط في نهائي مثير، لينهي السنوات العجاف، ويزيد من فرصه في اللعب بالدورة الأولمبية في باريس 2024.
وقدمت مصر أداءً طيباً في البطولة، وحققت الفوز في 5 مباريات من أصل 6 لقاءات، وخسرت مرة واحدة، وكانت أمام الجزائر في الدور الأول، ونجح المدرب الإيطالي فلافيو جيونيلي في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ "الطائرة" المصرية، بعدما أعاد الهيبة من جديد إلى مصر على صعيد بطولات كأس الأمم الأفريقية، وأجاد في إدارة المباراة النهائية.
وبينما تُوِّج منتخب مصر بطلاً لكأس الأمم الأفريقية، أعلن أحد أبرز نجوم منتخب مصر، وهو أحمد صلاح، الاعتزال دولياً، بعدما ظل لسنوات بعيداً عن المنتخب المصري، ثم عاد خلال البطولة القارية بناءً على ضغوط إدارية، سعياً لتقوية صفوف التشكيلة مع إقامة البطولة في مصر.
والظاهرة الثانية من ظواهر الحصاد العربي، نجاح منتخب الجزائر في الحصول على وصافة البطولة، وكذلك لقب "الحصان الأسود"، والمنتخب الأكثر متعة بين منتخبات البطولة في مصر، بفضل العروض الجميلة التي قدمها في سباق كأس أمم أفريقيا، إذ حقق منتخب الجزائر الانتصارات تباعاً طوال مشواره من بداية الدور الأول، وحتى المباراة النهائية، ونال 5 انتصارات متتالية، منها الفوز على مصر، لكن لم يحالفه التوفيق في النهائي، وخسر المباراة أمام منتخب مصر (1-3)، ونال الوصافة، وقدم تشكيلة قوية يمكن البناء عليها في عودة الجزائر إلى المنافسة.