يُعد أسطورة كرة القدم الكاميرونية، بيير وومي، من أشهر اللاعبين في تاريخ كرة القدم الأفريقية، كما يُعتبر اسماً من الجيل الذهبي لمنتخب "أسود غير مروضة"، إضافة إلى تقمصه ألوان أندية كبيرة مثل إنتر ميلان وروما الإيطاليين، ما يجعله مؤهلاً لإبداء رأي قوي حول حظوظ المنتخبات العربية المشاركة في كأس أمم أفريقيا "الكان" الجارية في ساحل العاج حتى 11 فبراير/ شباط المقبل.
وأكد وومي، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، أن المنتخبين المصري والمغربي يملكان حظوظاً وافرة للتتويج بلقب "الكان" في ساحل العاج، كما لم يستبعد البلد المنظم والسنغال، البطل من هذا السباق، لكنه في الوقت نفسه قلّل من حظوظ المنتخبين الجزائري والتونسي للفوز بهذا اللقب القاري.
تعد من الجيل التاريخي للمنتخب الكاميروني، من ترشح للفوز باللقب القاري؟
سيكون من الصعب التكهن بهوية بطل الكان بالنظر إلى تقارب مستوى العديد من المنتخبات الكبيرة في القارة السمراء، والتطور الذي شهدته منتخبات أخرى كانت تصنف بالأمس القريب بالمنتخبات المتوسطة، ولو أن المنتخب السنغالي حامل النسخة الأخيرة لا يزال من أبرز المرشحين، كونه حافظ على نفس تشكيلته تقريباً والتي يقودها المدرب أليو سيسي، مع منافسة شرسة أتوقعها من المنتخب المصري الذي هو متعود على الفوز بالتاج القاري، فما بالك عندما يكون في أفضل أحواله، حيث أرى أنه يقدم كرة جميلة الآن مع المدرب البرتغالي فيتوريا، دون نسيان المنتخب المغربي بعد المشوار المذهل الذي بصم عليه في مونديال قطر، مع ترشيح البلد المنظم بطبيعة الحال، وهو الذي يمتلك إلى جانب العوامل الكلاسيكية مجموعة قوية للغاية، ولو أنني انتظر مفاجأة من منتخب بلدي الكاميرون الذي سيدخل البطولة دون ضغوطات، كونه لا يندرج ضمن المنتخبات المرشحة للفوز باللقب القاري.
هل المنتخب المغربي قادر على تكرار إنجاز المونديال؟
صحيح أن نوعية البطولات تختلف وكأس أمم أفريقيا صعبة كما تعلمون، في ظل الظروف الخاصة التي تلعب فيها، ولكن المنتخب المغربي لديه كل المؤهلات لتكرار إنجاز المونديال، لا سيما وأنه يملك مجموعة مميزة من اللاعبين، إلى جانب مدرب شاب كفء يبحث عن صناعة المجد. أنا أنتظر تألق أسود الأطلس في ساحل العاج، كما أتوقع أيضا دورة مميزة من الفراعنة الذين يمتلكون منتخباً أقوى بكثير من ذلك الذي وصل إلى نهائي النسخة الأخيرة.
لم ترشح المنتخبين الجزائري والتونسي لاعتلاء منصة التتويج، لماذا؟
تلك مجرد تكهنات فقط، فرؤيتي الفنية تقول بأن المنتخبين الجزائري والتونسي لا يمتلكان نفس حظوظ المنتخبات الأخرى التي رشحتها لاعتلاء منصة التتويج، ولكن هذا لا يعني أنهما سيخوضان المنافسة في ثوب الضحية، بل العكس يمتلكان كل الإمكانات للذهاب بعيداً في نهائيات أمم أفريقيا الحالية، وقد ينجحان في صنع المفاجأة، خاصة وأن لدى كل منهما رغبة جامحة لإسعاد الجماهير.
هل تؤمن بمقدرة المنتخب الجزائري على محو خيبة "كان" الكاميرون؟
المنتخب الجزائري حضر النسخة التي أقيمت ببلدي الكاميرون من أجل الدفاع عن لقبه، غير أنه تلقى صدمة قوية بعد أن غادر البطولة من الدور الأول، ولهذا فسيكون لديه ثأر من نوع خاص خلال دورة ساحل العاج التي سيعمل خلالها بلماضي وأشباله على إثبات الذات من جديد، أنا سأنتظر مباريات الجزائر الأولى من أجل الوقوف على مدى جهوزية هذا المنتخب للعب الأدوار الأولى، فالدخول بقوة في المنافسة كفيل بتعزيز فرص الجزائر في تكرار إنجاز دورة مصر التي توج بها، رغم أن بلماضي ولاعبيه لم يدخلوا البطولة في ثوب المرشح.
بصراحة، ما رأيك في الجيل الجديد للمنتخب الجزائري؟
أحسن المدرب الجزائري جمال بلماضي العمل عبر ضخ دماء جديدة، خاصة مع تقدم سن بعض اللاعبين، لقد شكل مزيجاً جديداً بين الخبرة والشباب، وأنا معجب للغاية بلاعبين من شاكلة عوار وشعيبي وآيت نوري، فجميعهم محترفون في فرق أوروبية كبيرة، ويمتلكون كل المواصفات لتقديم الكثير للمنتخب الجزائري مستقبلاً، لا سيما وأنهم سيستفيدون من مجاورة لاعبين كبار على شاكلة محرز وسليماني.
ماذا تقول عن العودة المفاجئة لنجم ميلان إسماعيل بن ناصر الذي أصر على المشاركة في "الكان"؟
يُعتبر إسماعيل بن ناصر من خيرة لاعبي وسط الميدان في الكالتشيو، وما يقدمه مع نادي ميلان يدعو إلى المفخرة، لقد قام بعمل جبار من أجل عدم تضييع نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، وكان له ما يريده في آخر المطاف، حيث عاد لأجواء المنافسة الرسمية مع ناديه في الوقت المناسب، وهو ما مكنه من نيل فرصة الحضور ضمن قائمة المنتخب الجزائري، أنا معجب كثيراً بروحه العالية وإرادته الكبيرة، كما أنه يعجبني كثيراً من الناحية الفنية، وأراه من نجوم ميلان والدوري الإيطالي ككل.
هل فوز النيجيري فيكتور أوسيمين بلقب أفضل لاعب أفريقي مستحق؟
تتويج أوسيمين جاء بناء على نظرة فنية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وعلى مهاجم نابولي الإيطالي أن يثبت أحقيته بذلك خلال نهائيات أمام أفريقيا، كما ستكون الفرصة أيضا مواتية أمام أسماء أخرى تقول إنها ظلمت في صورة رياض محرز من أجل الرد فوق الميدان، وهذا من خلال قيادة منتخبات بلادها للتتويج باللقب.