يبدو أن عهد رئيس نادي "تشيلسي" رومان أبراموفيتش يتسم بعدم الثبات، فتارةً يستقدم مدربا يقود الفريق اللندني إلى المجد والثراء، وتارة أخرى يخرج من الموسم الكروي خالي الوفاض، ومن المرجح أن "مورينيو" سيصبح المدرب الرابع في حقبة الرئيس الروسي الذي يُنهي موسمه بدون ألقاب، ومن المعروف أن أبراموفيتش لا يتساهل أبداً فسبق أن طرد ثلاثة مدربين لعدم حصدهم أي لقب فهل يكون مصير مورينيو مشابهاً.
بعد أربع سنوات تم اختيار الإسرائيلي أفرام غرانت لقيادة "البلوز"، وكان المدرب على بُعد ركلة جزاء واحدة من الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا إلا أن جون تيري انزلق قبل تسديده الركلة وأهدرها، ليخسر "تشيلسي" أمام "مانشستر يونايتد" في نهائي موسكو، كما حصد المركز الثاني في الدوري، الأمر الذي دفع أبراموفيتش لإقالته من منصبه.
وبعد ذلك وفي العام 2010، لم يستطع الإيطالي كارلو أنشيلوتي كسر عقدة المركز الثاني والخروج بدون ألقاب مع "تشيلسي"، الأمر الذي كلفه مركزه مدرباً "للبلوز"، وحتى رافاييل بينيتيز الذي قاد "تشيلسي" للفوز بلقب الدوري الأوروبي، لم يستمر في تدريب النادي مع نهاية الموسم.
وبالنسبة لمورينيو، فالمدرب الذي كان على عتبة الوصول إلى نهائي دوري الأبطال ومنافساً جدياً على لقب "البريميير ليج" خسر كل شيء في الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن أقصاه "أتلتيكو مدريد" من نصف نهائي البطولة في "ستامفورد بريدج"، وتلقى "تشيلسي" الصفعة الثانية والقاضية عندما فشل في تحقيق فوز مهم على "نورويتش" في الدوري وانتهت المباراة بتعادل سلبي بطعم الخسارة، والمفارقة أن "تشيلسي" قد ينهي الموسم في المركز الثالث هذه المرة.
ويبدو أن مورينيو أصبح في مأزق كبير، خصوصاً أن أبراموفيتش أنفق أكثر من 250 مليون يورو هذا الموسم من أجل بناء فريق يُنافس محلياً وأوروبياً، إلا أن لاعبي "تشيلسي" لم يصلوا إلى خط النهاية، الأمر الذي سيُشكك في فاعلية المبالغ الطائلة التي دفعها المليونير الروسي.
والطريف في الموضوع أن "تشيلسي" خسر في دوري أبطال أوروبا أمام فريق يُساوي 30 مليون يورو أي أقل بـ20 مليون يورو فقط من قيمة فرناندو توريس، وكان من المفروض أن يستغل "البلوز" الخبرة التي يملكها اللاعبون، والمدرب البرتغالي من أجل العبور إلى النصف النهائي، خصوصاً وأن "تشيلسي" كان متقدماً في النتيجة.
وربما لن يُستبعد "مورينيو" في نهاية الموسم، نظراً لما قدمه لـ"تشيلسي" منذ سنوات وفي هذا الموسم، من ناحية بناء الفريق من جديد، وعلى الأرجح أنه مستمر في الموسم المُقبل، وسيستقدم لاعبين من طراز رفيع، الأمر الذي سيزيد التكاليف على أبراموفيتش إذا خرج "تشيلسي" خالي الوفاض في الموسم المُقبل فسيطرُد مورينيو من منصبه بدون أي نقاش.