استمع إلى الملخص
- بين عامي 2013 و2016، تمركز جيش الأسد في المدينة الرياضية، وقصف الأحياء السكنية، واستعان بالشبيحة للقيام بعمليات سلب ونهب، مما حول المنطقة إلى مركز للتحقيقات والاعتقالات.
- بعد سيطرة النظام على حلب، أعيد افتتاح المدينة الرياضية في 2020، لكن تحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة تأهيلها واستعادة دورها كمركز رياضي حيوي في سوريا والشرق الأوسط.
رصدت كاميرا "العربي الجديد" المدينة الرياضية في مدينة حلب، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في الثامن من شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وسلطت الضوء على كيفية تحول أحد أبرز الصروح الرياضية السورية، خلال السنوات الماضية.
وافتُتحت المدينة الرياضية في حلب عام 2007، ونُظِمَ حفل رسمي كبير حينها، نظراً لأن المشروع كلّف خزينة الدولة الكثير من الأموال، بسبب التطور الكبير في المرافق، مقارنة بالمدن الرياضية المنتشرة في المحافظات السورية، الأمر الذي جعل الجماهير الرياضية تشعر بالتفاؤل، خاصة أن مشجعي المدينة الشمالية يُعرف عنهم حبهم الكبير لكرة القدم والسلة. ويُعد ملعب حلب الدولي أكبر استادات سورية، وتبلغ سعته 54 ألف متفرج، فيما تصل الطاقة الاستيعابية لملعب الحمدانية إلى 15 ألف مشجع، وأُقيمت فيهما العديد من المباريات والبطولات، لكن كل شيء تحول إلى جحيم، مع بداية الثورة السورية عام 2011، عندما أصدر رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، تعليماته إلى جيشه، في العام التالي، بسحق المعارضة السلمية، قبل أن تتحول إلى مسلحة.
وتحوّلت المدينة الرياضية في مدينة حلب إلى ثكنة عسكرية مرعبة، وقال حسن محمود، أحد المقيمين في منطقة صلاح الدين بجانب الملعب: "لقد كانت نقطة ارتكاز وتجمع لجيش نظام الأسد، ينطلق منها في حملاته العسكرية ضد المدنيين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الهروب وترك منازلهم". وتابع: "لقد أصبح الملعب مليئاً بالشاحنات والناقلات العسكرية، وانتشرت نقاط الحراسة، بالإضافة إلى استهداف سكان المنطقة، الذين نزحوا وهربوا بحثاً عن الأمان".
ومن جهته، علق الصحافي الرياضي السوري، عروة القنواتي، على ما حدث في المدينة الرياضية بمدينة حلب، بقوله: "قام جيش الأسد بقصف الأحياء السكنية للمدنيين، بعدما تمركز في المدينة الرياضية بين عامي 2013 و2016، حتى توقف بشكل نهائي، عقب تهجير المواطنين". وتابع: "لقد كانت هذه المنطقة تابعة لفرع الأمن العسكري، والتحقيق في قلب المدينة الرياضية، وفي حال احتاجت الأفرع الأمنية مواطناً، فإن الأمن العسكري يقوم باعتقاله، ووضعه داخل أحد الملاعب، وبعدها يرسله إلى الفرع، الذي قام بطلبه، وجيش نظام الأسد، كان يضرب بقوة الأحياء السكنية، لأن المنطقة قريبة من الأكاديمية العسكرية، بالإضافة إلى استعانة نظام الأسد المخلوع بالشبيحة، الذين تمركزوا في المغسلة بجانب الملعب، وقاموا بعمليات سلب ونهب وخطف وغيرها".
وبعد سيطرة إدارة العمليات العسكرية على مدينة حلب،، زارت كاميرا "العربي الجديد"، المدينة الرياضية، التي أعاد نظام الأسد المخلوع افتتاحها في عام 2020، لكن الرصد يظهر الحاجة إلى العمل الكبير، من أجل إعادة تأهيل واحدة من أهم المنشآت الرياضية في سورية والشرق الأوسط، لاستعادة الروح، التي فقدتها خلال 13 عاماً، وتعود الجماهير الرياضية مرة أخرى إلى مكانها، وتهتف لمنتخب بلادها أو أنديتها.