الهلال السوداني يكسر حاجز المجموعات في الأبطال.. عوامل ساهمت في النجاح

تمكن نادي الهلال السوداني من كسر حاجز دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، وحسم تأهله إلى الدور ربع النهائي مبكراً، عقب تعادله أمام مولودية الجزائر بنتيجة هدف لكل منهما، في اللقاء الذي جمعهما مساء الأحد، على ملعب شيخا بيديا في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ويندرج ضمن منافسات الجولة الرابعة من المسابقة، إذ رفعت تشكيلة المدير الفني الكونغولي فلوران إيبينغي رصيدها إلى عشر نقاط في صدارة المجموعة الأولى، بفارق خمس نقاط كاملة عن مولودية الجزائر الوصيف.

ونجح نادي الهلال في تخطي مرحلة المجموعات، بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها الكرة السودانية حالياً، بسبب الحرب الدامية المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف شهر إبريل/نيسان من عام 2023، وجاء ذلك بعدما فشل رفاق النجم الدولي السوداني محمد عبد الرحمن الغربال، في التأهل إلى الدور ربع النهائي خلال السنوات الماضية، خاصة أن الفريق شارك في مرحلة المجموعات في النسخ الأربع السابقة، لكنه ودّع المنافسة بعدما كان قريباً من خطف التأهل إلى الدور الموالي في نسخة 2022-2023، وقبلها في موسم 2019-2020.

وتأهل فريق الهلال إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية في موسم 2018-2019، قبل أن يُقصى من هذا الدور على يد نادي النجم الساحلي التونسي، كما تجاوز العملاق السوداني مرحلة المجموعات في دوري أبطال أفريقيا خلال مشاركته في نسخة موسم 2014-2015، إذ تمكن الفريق آنذاك من الوصول إلى الدور نصف النهائي، لكنه ودّع المنافسة عقب خسارته أمام نادي اتحاد العاصمة الجزائري، مع الإشارة إلى أن تلك النسخة شهدت مشاركة ثمانية فرق في مرحلة المجموعات، قبل أن يرفع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، العدد إلى 16 فريقاً في موسم 2016-2017.

كرة عربية

التحديثات الحية

الهلال السوداني يرفض استقبال منافسيه في الجزائر وتنزانيا

وساهمت العديد من العوامل في فك نادي الهلال عقدة مرحلة المجموعات في دوري الأبطال، بداية بالاستقرار الفني للفريق، خاصة أن إدارة "الأزرق" منحت المدرب الكونغولي فلوران إيبينغي كل الثقة من أجل مواصلة عمله، ومن ثَم دعمه بأفضل اللاعبين، خاصة الأجانب الذين تألقوا بشكل لافت خلال الفترة الماضية، وإلى جانب ذلك، نجحت في الحفاظ على أهم الركائز في التشكيلة، يتقدمهم محمد الغربال، وكذلك قامت بتوفير إقامة المعسكرات الخارجية وخوض المباريات الودية، في ظل توقف النشاط الرياضي في السودان لأكثر من 20 شهراً بسبب الحرب.

وراهن مسؤولو نادي الهلال على المشاركة في الدوري الموريتاني لكرة القدم منذ انطلاق الموسم الكروي الجاري، وهو ما ساهم في خوض اللاعبين العديد من المباريات القوية التي رفعت من نسق كتيبة إيبينغي، ثم قررت إدارة النادي السوداني تغيير الملعب الذي يحتضن مباريات الفريق في المسابقة القارية، بعدما كان يستقبل منافسيه في ليبيا خلال منافسات الموسم الكروي المنصرم، قبل أن يستضيف نادي أهلي بنغازي الليبي في ملعب جوبا بجنوب السودان، ومن ثَم قامت بتغيير الوجهة صوب ملعب شيخا بيديا في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وهو ما ساهم في تأقلم لاعبي فريق الهلال على الملعب ودرجة الحرارة التي اعتادوا عليها هناك.

كما أن رغبة لاعبي الهلال في الذهاب بعيداً في هذه المنافسة، من خلال الفوز بالمباريات وحسم التأهل إلى الدور القادم، كانت عاملاً مهماً في تحقيق هذا الإنجاز، بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهوها في الأشهر الماضية، سواء في توقف الدوري السوداني أو بالتنقل من بلد إلى آخر من أجل خوض المعسكرات والمباريات الودية قبل الاستقرار في موريتانيا أخيراً، ليؤكد بذلك نادي الهلال صحوة الكرة السودانية، إذ سبق أن تأهل منتخب صقور الجديان إلى النسخة الـ35 من نهائيات أمم أفريقيا لكرة القدم، المقرر إقامتها في المغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين 25 ديسمبر/كانون الأول 2025 و18 يناير/كانون الثاني 2026، كما تأهل المنتخب المحلي إلى النسخة الثامنة من أمم أفريقيا للاعبين المحليين "شان"، التي ستُقام في كينيا وأوغندا وتنزانيا، من الأول حتى الـ28 من فبراير/شباط القادم.