الوحدات في دوري أبطال آسيا... هل تذوب الروح القتالية فوارق الملايين والأموال؟

يستعد نادي الوحدات الأردني لدخول تاريخ دوري أبطال آسيا في أول مشاركة له ولبلاده في المسابقة، إذ يسيطر القلق والتساؤلات على المتابعين حول مدى قدرة النادي العريق على التألق أمام أكبر الأندية العربية، وبالنظر للفوارق الفنية والمالية الشاسعة التي تسير عكس طموحات جماهيره والتي انتظرت هذا الاستحقاق منذ فترة طويلة، غير أن إرادة اللاعبين قد تصنع الفارق أمام منافسين من العيار الثقيل.

وبعيدا عن المستويات الفنية والاختلافات بين الوحدات وأندية مجموعته التي تضم السد القطري والنصر السعودي وفولاذ الإيراني، تُظهر مقارنات القيمة المالية للاعبي الفريق الأردني بأندية متمرسة في المنافسة الآسيوية، فارقاً شاسعاً على غرار السد القطري الذي يفوق استثماره في اللاعبين النجوم أضعاف مضاعفة مع النادي الأردني وكذلك النصر السعودي.

ووفقا لموقع "ترانسفر ماركت" الألماني المتخصص في الإحصاء، فإن قيمة لاعبي نادي الوحدات لا تتعدى 2.18 مليون يورو، وتقابلها قيمة 27.63 مليوناً لنادي السد القطري، وهو ما يعتبر منطقياً بالنظر لاختلاف أهداف مجلسي إدارة الفريقين في دوري أبطال آسيا، وقدراتهم المادية على وجه الخصوص.

ويعد المدافع الدولي المحوري، طارق خطاب، أكثر اللاعبين قيمة في نادي الوحدات، حيث يصل سعر انتقاله إلى 300 ألف يورو، ويليه اللبناني سوني سعد بقيمة 275 ألف يورو، فيما جاء الأردني فراس شلبايه ثالثاً بقيمة سوقية بلغت 250 ألف يورو.

وبمقارنة بسيطة، يتضح الفارق بين القيمة السوقية للاعبي نادي الوحدات مقارنة بنادي السد، إذ تصل قيمة أغلى لاعبيه، الجزائري بغداد بونجاح، إلى حدود 6.5 ملايين يورو، أي ثلاثة أضعاف مجموع قيمة النادي الأردني، وهو ما يبين حجم الاستثمار المتباين بين الفريقين.

ويلي لاعب خط الوسط البرازيلي، غيليرمي النجم الجزائري، بقيمة بلغت 4 ملايين يورو، ثم القطري المتألق، أكرم عفيف الغائب عن البطولة الآسيوية بـ(3.5) ملايين يورو، علماً أن عدد اللاعبين الذين تفوق قيمتهم مليون يورو هو 6 لاعبين.

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

محرز يساند مشجعاً أردنياً يحارب السرطان برسالة ملفتة

وتراهن الجماهير الأردنية على لاعبي الوحدات لكي يضعوا تلك الأرقام جانباً، اعتبارا من الرابع عشر من الشهر الحالي، حينما يلاقي نادي النصر السعودي، بفضل الجاهزية البدنية والفنية التي ترشحهم لمنافسة الجميع، فضلاً عن الإرادة التي زرعها عشاقه في نفوس اللاعبين الذين لن يتوانوا على الدفاع عن كامل حظوظهم.

وتتشابه الفوارق بين النادي الملقب محلياً بـ"المارد الأخضر" ومنافسه الأول في دور المجموعات، النصر السعودي مثلما كان عليه الحال مع نادي السد، إذ تبلغ القيمة السوقية لـ"العالمي" 44 مليون يورو، رفعها عدد من اللاعبين المحترفين كالأرجنتيني غونزالو مارتينيز بقيمة 14 مليون يورو، علماً التعداد يضم 7 لاعبين تفوق قيمتهم المليون يورو.

ويأتي المهاجم المغربي، عبد الرزاق حمد الله في المركز الثاني لأعلى اللاعبين قيمة، بتقييم بلغ 6 ملايين يورو، ولاعب خط الوسط البرازيلي بيتروس بـ(4 ملايين)، فيما تلاهما الدولي  السعودي عبد الفتاح عسيري بقيمة سوقية تصل إلى حدود 2.8 مليون.

وغالبا ما تعول الكرة الأردنية على إذابة تلك الفوارق الشاسعة بالروح القتالية داخل الملعب، وتحقيق المفاجآت المدوية ولعب دور الحصان الأسود، تماما كما يشهد عليه تاريخ المواجهات العربية والقارية بين النادي الأردني وأكبر الأندية العربية حيث سبق أن فاز على النصر والسد في دوري أبطال العرب وحتى منتخب النشامى سبق وقهر اليابان وأستراليا في التصفيات الآسيوية بفضل الروح القتالية وشخصية اللاعب الأردني في مثل تلك المحافل.