انفصال تين هاغ ومانشستر يونايتد.. حتمي

30 سبتمبر 2024
تين هاغ بعد مباراة توتنهام، 29 سبتمبر/أيلول 2024 (كاثرين إيفيلي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مانشستر يونايتد يواصل السقوط في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد هزيمة 0-3 أمام توتنهام، مما أثار غضب الجماهير ووضع الفريق في المركز الـ 12.
- رغم إنفاق 600 مليون جنيه إسترليني على التعاقدات منذ تولي تين هاغ، لم يحقق الفريق النتائج المرجوة، مما يعكس العشوائية في اختيار اللاعبين.
- منذ رحيل السير أليكس فيرغسون، يعاني النادي من عدم الاستقرار التدريبي، وتين هاغ يواجه انتقادات حادة، مع شائعات حول ترشيحات لمدربين جدد.

واصل مانشستر يونايتد السقوط المروع ومسلسل الهزائم في الدوري الإنكليزي الممتاز، بخسارة مدوية 0-3 أمام توتنهام، بملعبه "أولد ترافورد" في مدينة مانشستر، وهي الهزيمة الثالثة له هذا الموسم والثانية في ملعبه، إذ شاهد مسرح الأحلام الأداء الهزيل، ونال المدرب الهولندي، إريك تين هاغ لطمة قوية بتلك الخسارة القاسية، كما غادرت الجماهير الملعب، قبل انتهاء المباراة، بغضب وسخط كبيرين.

ضربات موجعه لـ "الشياطين الحمر" ونزيف للنقاط في "البريمييرليغ"، ورصيد سبع نقاط فقط بالمركز الـ 12، بعد فوزين على ساوثهامبتون 3-0 وفولهام 1-0، وتعادل سلبي أمام كريستال بالاس، والخسارة أمام برايتون 1-2، وليفربول 0-3، وتوتنهام 0-3، بخلاف تعادل أمام تفينتي الهولندي 1-1 بالدوري الأوروبي، وجاءت تصريحات تين هاغ بأنه لا يخشى الإقالة كأنها تحدٍّ لرغبة الجماهير، وتكرار سيناريو التبريرات منذ تولي المهمة في يونيو/ حزيران 2022، بعد نتائج هزيلة مقارنة بتاريخ مانشستر يونايتد، حيث يكرر دائماً المبررات التالية: "علينا بقبول الهزيمة، نحن كرجل واحد الكل مسؤول عما يحدث، سنعمل على تحسين الأداء والتركيز خلال المباريات المقبلة، سنستمر للبحث عن الأفضل، نحن في حاجة إلى الوقت لمزيد من الاندماج بين الصفقات، نأمل في شفاء المصابين وعودتهم"، وهو تكرار لمبررات واهية بعبارات إنشائية.

وقد توافرت أمامه كل الإمكانات اللازمة للنجاح، إذ بلغت قيمة الصفقات منذ توليه المهمة 600 مليون جنيه إسترليني، ووصلت في الموسم الحالي فقط إلى 200 مليون قيمة التعاقدات القديمة والجديدة، وهو ما ينم عن العشوائية وعدم اختيار اللاعب المناسب، وضمت هذه الصفقات كلّاً من: مانويل أوغارتي الأوروغويّاني من باريس سان جيرمان الفرنسي، مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، وتكلف الهولندي ماتياس دي ليخت من بايرن ميونيخ الألماني 45 مليوناً، والمغربي نصير مزراوي من البايرن أيضاً بقيمة 15 مليوناً، والمدافع ليني أوليفييه يورو من ليل الفرنسي، مقابل 62 مليوناً، والهولندي جوشوا زير كيزي من بولونيا الإيطالي بتكلفة 42 مليوناً، وهو على النقيض تماماً مما كان يحدث في عهد السير أليكس فيرغسون من تعاقدات، كانت تتم وفقاً للاحتياجات، بعد فحص وبحث وتنقيب عن اللاعب الذي يمتلك الشخصية والهوية، والقدرة على تقديم الإضافة، التي تليق بحجم واسم النادي الإنكليزي العريق، يضاف إلى ذلك أيضاً تقلص دور الأكاديمية الخاصة بالفريق، وعدم قدرتها على ضخ نجوم جدد، كما حدث في السابق.

إن أزمة مانشستر يونايتد الممتدة، منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عام 2013، تتمثل في عدم القدرة على إيجاد المدرب الملائم الذي يستطيع تحمل الضغوط، مقارنة بحقبة السير أليكس فيرغسون، الذي كان يملك الشخصية والقدرة على قيادة كوكبة النجوم التاريخيين في اليونايتد. لقد أصبح المان يونايتد مستباحاً منذ رحيل السير فيرغسون، إذ خاض الفريق 424 مباراة شهدت الخسارة بثلاثة أهداف أو أكثر، مقارنة بـ 1035 بعد السير شهدت 22 مباراة خسارة بثلاثة أهداف وأكثر.

وتعرض الهولندي تين هاغ لانتقادات سابقة كادت تعصف به، خلال الصيف الماضي، لولا تتويجه بلقب كأس الاتحاد الانكليزي (2023-2024) بالفوز 2-1 على الغريم، مانشستر سيتي، كما تُوج بكأس الرابطة (2022-2023)، وهناك شائعات كثيرة بترشيحات لأسماء ستتولى المهمة رغم تأكيد استمراره بمباركة الإدارة، ومن أبرز الأسماء مدرب المنتخب الإنكليزي السابق، غاريث ساوثغيت، ومساعد تين هاغ الحالي، النجم الهولندي رود فان نيستلروي، ومدرب تشلسي الإنكليزي، وبايرن ميونخ الألماني السابق، توماس توخيل.

لقد حانت ساعة رحيل الهولندي إريك تين هاغ، لعدة أسباب، أهمها الهزائم المتتالية، وسوء المستوى الفني للفريق بصفة عامة، والنجوم الكبار بصفة خاصة، ومنهم الحارس الكاميروني أندريه أونانا، والمهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد، ولاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، والمهاجم البرتغالي برونو فيرنانديز، والجناح البرازيلي أنتوني دوس سانتوس، وقلب الدفاع الإنكليزي، هاري ماغواير، ومواطنه لاعب الوسط، ماسون ماونت، فهو فريق لا يدافع ولا يهاجم، إذ نشاهد تشكيلة مختلفة لكل مباراة، بالإضافة إلى كثرة التعديلات؛ مما يؤدي إلى غياب الجماعية والانسجام، وافتقاد اللاعبين للشخصية والهوية، وغياب الجدية والروح القتالية، وعدم القدرة على التعامل مع الإصابات وظروف المباريات، كما أن الصفقات الجديدة لم تبرهن حتى الآن على أي نجاحات، حيث يتحمل المدرب المسؤولية الكاملة عن حُسن توظيفها، وإيجاد التوقيتات الصحيحة للدفع بها.

وستظل أزمات مانشستر يونايتد مستمرة باستمرار تين هاغ، وتأكيد الثقة به من قِبل إدارة النادي أمر لا يُحتمل، وأصبح الفشل عنواناً عريضاً لإدارة النادي، التي اتُّهمت بالبخل خلال فترات سابقة، إلا أنها صرفت وضخت أموالاً كثيرة، ولم تنجح وفشلت في الاختيارات، فلا بد من إيجاد الحلول وحُسن التخطيط، من أجل إعادة "الشياطين الحمر" إلى الطريق الصحيح وسابق عهدهم، بتحقيق الألقاب والبطولات، والوصول إلى طريق المجد، الذي هو أمر يستحقه جمهور عاشق ومحب، يعيش ويلات الهولندي تين هاغ.

المساهمون