نالت العُملات المشفرة اهتماماً كبيراً في السنوات الماضية، بعدما أصبحت حديث العالم، وباتت حديث الجميع بلا استثناء، نظراً لحجم الأرباح التي يُحققها الأفراد، خاصة الذين استثمروا في عملة "البيتكوين"، وغيرها، وارتفاع قيمتها السوقية.
ومع اهتمام العالم بالعملات المُشفرة، قرر نادي باريس سان جيرمان تمهيد الطريق أمام جميع فرق الكبرى، بعدما أطلق في عام 2019 رمزا مشفرا خاصا ببطل الدوري الفرنسي "إن تي في"، يمنح أصحابه العديد من المزايا الكبيرة والرائعة.
وبإمكان من يشتري الرمز المشفر الخاص بنادي باريس سان جيرمان، أن يحصل على حق مقابلة نجوم بطل الدوري الفرنسي، واختيار الموسيقى، التي يجري بثها في ملعب "حديقة الأمراء"، بالإضافة إلى اختيار لون قميص الفريق أو التصويت على شارة النادي.
وبعد أن مهد باريس سان جيرمان الطريق أمام الأندية، قام بعده بأسبوعين فقط، فريق يوفنتوس الإيطالي، عبر إطلاق عملته المشفرة، التي قدمها إلى مشجعيه، الذين منحهم حق التفاعل مع "السيدة العجوز"، بطريقة تواكب سرعة القرن الحادي والعشرين.
وبعد قيام باريس سان جيرمان بأخذ زمام المبادرة، وسير يوفنتوس على خطى بطل الدوري الفرنسي، انضم أتلتيكو مدريد الإسباني إلى هذه الأندية الثلاثة بنفس العام، بعدما أطلق "الروخيبلانكوس" عملته المشفرة الخاصة به.
وقرر نادي أتلتيكو مدريد الإسباني التعديل على مميزات الحصول على عملته المشفرة، عبر منح جماهيره حق الشراء المتقنيات الرياضية وتبادلها، والاشتراك بجميع العروض الخاصة التي يقدمها "الروخيبلانكوس".
وأصبحت شركات العملات المشفرة راعياً لعدد من الأندية الرياضية الشهيرة، حيث كانت آخر صفقة كبيرة هزت سوق الأموال، عندما وافق مانشستر سيتي على العرض المقدم من شركة "أو كي إكس"، ما يجعل بطل الدوري الإنكليزي ينال سنوياً مبلغاً وقدره 20 مليون دولار، بحسب مجلة "فوربس" الأميركية.
وتدفقت أموال العملات المشفرة في عالم الرياضية خلال السنوات القليلة الماضية، حيث استمرت الصناعة الجديدة في التطور، وعلى سبيل المثال وقعت "إف تي إكس" على العديد من الصفقات، مع كبار الرياضيين في العالم، لكن في مجال كرة القدم يبقى التأثير قوياً، نظراً لشعبية هذه الرياضة.
في شهر فبراير/شباط الماضي، أضاف مانشستر يونايتد الغريم التقليدي لـ"السيتي"، شركة جديدة بين رعاته، وهي "تيزوس"، بصفقة قدرت بنحو 27 مليون دولار أميركي سنوياً، لكن يبقى باريس سان جيرمان هو النادي الأول الذي فتح طريق العملات المشفرة أمام بقية الفرق الكبرى.
وحول تحقيق الأندية الكبرى للأرباح المالية، أجاب أيمن محمد، محلل الأسواق المالية ومستشار مبيعات، بقوله لـ"العربي الجديد": "ربما إذا كان العدد بسيطا، ولا تستطيع إخراج كميات كبيرة منها (يقصد العملات المشفرة)، بمعنى أنها نادرة، سيتزاحم الناس للحصول عليها".
وتابع "رؤوس الأموال تحب العمل الواضح ذا الفكرة الطامحة، ودائماً رجال الأعمال يطرحون سؤالاً حول أهمية الاستثمار بالعملات المشفرة؟ مثلاً، بافيت، الذي يشتهر باقتناص الاستثمارات في الشركات التي تحقق قيمة مضافة للمستثمرين، يعتبر أن بيتكوين أو العملات ليست لها (قيمة حقيقية فريدة على الإطلاق)، ويقول إنها لا يعاد إنتاجها ولا يمكن استخدامها لإرسال شيك عبر البريد".
وأوضح "هنا يأتي سؤالي كمستثمر أو مضارب أو محب للنادي أياً كان. ما قيمتها هل هي نادرة؟ هل لها مردود؟ لنقل نعم هل هو ثابت؟ ربما يرى البعض بأن التجارة بها خاطئة، لكن هناك العديد من الأسئلة التي يجري طرحها، قبل الدخول إلى هذا العالم الجديد".
وأكد المحلل المالي، أن سوق العملات المُشفرة، بات خطراً خلال الفترة الماضية، بعد نزول قيمتها السوقية، وتراجع قيمة الإنفاق الإضافي، ما جعل شركات العملات المشفرة، تسارع إلى توقيع عقود رعاية مع الفرق الكروية، نظراً للقاعدة الجماهيرية التي تحظى بها، ومن أجل تسويق لما تقوم بها، من أجل رفع أسهمها، خاصة مع رغبة المشجعين بالحصول عليها، بسبب حُبهم لأنديتهم.