لا صوت في برشلونة يعلو فوق صوت إصابة رافينيا، غياب طويل سيصل إلى قرابة الستة أشهر. ألكانتارا الصغير هو أهم لاعب في دكة بطل الثلاثية، لذلك يمثل غيابه معضلة معقدة أمام المدرب لويس إنريكي وطاقمه المساعد، ويبدو أن الأزمة ستستمر حتى شهر يناير/كانون الثاني المقبل، موعد انتهاء عقوبة الفيفا، وعودة النادي مرة أخرى إلى سوق الانتقالات مع بداية العام الجديد.
شارك رافينيا في أول 3 مباريات بالليغا، مباراتان كأجزاء، ومباراة كاملة، وصنع 6 فرص خطيرة أمام المرمى، مع عمل تكتيكي مضاعف سواء في الدفاع أو الهجوم، وفترة غيابه الطويلة لن تؤثر فقط على دكة البارسا، بل ستقلل أيضاً من قوة المجموعة الأساسية للفريق، وبالتالي مسألة تعويضه تبقى أمرا في غاية الصعوبة.
تحدي الفيفا
أشارت التقارير الأخيرة إلى أن برشلونة يستطيع تقديم التماس عاجل للفيفا، من أجل تسجيل لاعب آخر بدلاً من رافينيا المصاب، خصوصاً أن إصابة البرازيلي تحتاج إلى فترة تعاف طويلة، ومن المجحف عدم تعويضه باسم جديد، نظراً لحدوث الإصابة في شهر سبتمبر/أيلول، وتبقي أكثر من ثلاثة أشهر على يناير 2016.
أردا توران هو البديل الأفضل، يلعب التركي في الأصل كجناح صريح، لكنه يدخل كثيراً في العمق، وساهم في صناعة اللعب من الداخل مع فريق أتلتيكو مدريد، في خطة اللعب 4-4-2 للأرجنتيني سيميوني، لكن مع برشلونة، 4-3-3 هي القاعدة الأساسية، ومع تواجد الثلاثي الناري، ميسي، سواريز، نيمار في المقدمة، فإن توران مكانه المنتظر سيكون في المنتصف.
من الممكن توظيف التركي بشكل مختلف، نصف جناح ونصف لاعب وسط، وكما يلعب راكيتتش / رافينيا على اليمين، رفقة الظهير الأيمن وميسي، فإن توران يستطيع تنظيم نفس الدور لكن مع جانب تقني أكبر، أردا يميناً وإنييستا يساراً، من أجل التحرك الدائم بين الأطراف والارتكاز، والسماح لميسي ونيمار بالتوغل في أنصاف المسافات، والحصول على أريحية أكبر في المنطقة 14 من الملعب، أي المنطقة التي تربط الوسط بالهجوم على مشارف الجزاء، أمام المنتصف وخلف المهاجم الصريح.
سيرجي الآخر
سيرجي روبرتو رجل المواقف الصعبة في كاتلونيا، حينما غاب داني ألفيش للإصابة، راهن لوتشو على روبرتو باليمين، ليقدم اللاعب الشاب أداء لا بأس به، خصوصاً أن تكتيك المدير الفني للبارسا يعتمد على جعل الظهير بمثابة لاعب الوسط الوهمي، الذي يتحرك باستمرار على مقربة من بقية نجوم المنتصف، من أجل المساهمة في بناء الهجمة من الخلف، وإعطاء الحرية للاعب الوسط المساند في التحول إلى الأطراف ولعب دور الأجنحة.
مع عودة داني ألفيش وغياب رافينيا، من الممكن مشاهدة روبرتو مرة أخرى في المنتصف، كأول ورقة رابحة على الدكة، من أجل المشاركة بالتبادل مع راكيتتش وإنييستا، أمام بوسكيتس وخلف ثلاثي الهجوم. يمتاز روبرتو بالسرعة والقدرة على ضبط لعبة التحولات، لكنه ضعيف بعض الشيء بالكرة، ولا يجيد التصرف في المساحات الضيقة، لذلك لن يقدر على تعويض ألكانتارا بالقدر المثالي.
سيرجي الآخر بمثابة كلمة السر، سامبر الصغير لاعب الفريق الرديف، والصاعد الواعد الذي لا يجد لنفسه دورا مع الكبار، رغم قيمته المميزة كلاعب ارتكاز له مستقبل مبهر، وبالتالي يجب تصعيده من الآن للفريق الأول، لتقوية عمق الدكة، وجعل بوسكيتس يتحرر أكثر في حالة مشاركته أساسياً في بعض المباريات، بجوار إنييستا أو إيفان راكيتتش.
الحدادي
"منير يستحق فرصة في هذا المكان"، هكذا تحدث الصحافي الكاتلوني خاومي ماركيت عن إمكانية الاستعانة بالمغربي الصغير، منير الحدادي، لكي يكون البديل الأول لرافينيا، مع إشراكه بصورة أكبر في مركزي لاعب الوسط والجناح. وبالعودة إلى بعض مباريات الرديف بالموسم الماضي، سنجد أن الحدادي لعب في بعض المباريات كلاعب وسط ثالث، رفقة ثنائي آخر بالمنتصف، مع تحركه المستمر على الأطراف من أجل صناعة اللعب على الأجنحة.
فرص مشاركة منير كمهاجم صريح أو لاعب جناح شبه مستحيلة، بسبب الـ MSN، ومع مهارته وتحكمه المميز بالكرة، هناك شبهة نجاح لتعاون ثلاثي بين "ألفيش ومنير وميسي" على اليمين. يتحرك البرازيلي خلف الحدادي من أجل التغطية، بينما يصنع المغربي رفقة الملك رقم 10 ثنائية هجومية على الرواق، في حالة غياب راكيتتش، أو خروجه في الشوط الثاني كما يحدث خلال المباريات الأخيرة.
التكتيك عبارة عن لعبة مقابل لعبة، فن أمام آخر، والملعب دائماً هو الفيصل، لذلك لا مانع أبداً من بعض الجنون، ومحاولة إضافة تركيبات خططية جديدة، أولها بكل تأكيد أمام لوتشو، المغامرة بالاعتماد على منير الحدادي كلاعب وسط صريح، رفقة إنييستا وراكيتتش وبوسكيتس والبقية، خصوصاً أنه أكثر من يُشبه رافينيا في كامل فريق برشلونة.