تنطلق اليوم الأحد، منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون نسخة 2022 أقوى البطولات داخل القارة السمراء، التي تقام خلال الفترة الممتدة من 9 يناير/كانون الثاني الحالي إلى 6 فبراير/شباط المقبل، وتحمل الرقم 33، بعد ترقب دام عامين ونصف عام، وتأجيل دام عاماً كاملاً، بالإضافة إلى جدل طويل، فرض نفسه حول مستقبل البطولة نفسها.
ويمثل العرس الأفريقي أهمية كبرى بالنسبة إلى الجماهير من الشمال في مصر إلى الجنوب في جنوب أفريقيا، بحثاً عن تحديد هوية "ملك القارة" لعام واحد قادم، لحين إقامة بطولة ساحل العاج 2023.
وتنطلق أمم أفريقيا، بمشاركة عربية تاريخية، وغير مسبوقة في ظل وجود 7 منتخبات، تمثل الكرة العربية من بين 24 منتخباً، وهي مصر الأكثر تتويجاً بالبطولة برصيد 7 مرات، والجزائر حامل اللقب والمرشح الأول للتتويج، وتونس والمغرب، وكلاهما مرشح قوي للمنافسة على اللقب، والسودان وموريتانيا وجزر القمر، والأخيرة تشارك لأول مرة في البطولة. وتبدأ المنافسات عبر مباراتين في الجولة الأولى ضمن منافسات المجموعة الأولى، تجمع الأولى بين الكاميرون وبوركينا فاسو، والثانية بين إثيوبيا والرأس الأخضر.
مواجهات نارية في الجولة الأولى
وتشهد الجولة الأولى مواجهات نارية للمنتخبات العربية، حيث يلتقي منتخب المغرب نظيره الغاني، وكذلك يلتقي المنتخب المصري نظيره النيجيري، ويواجه المنتخب الجزائري نظيره السيراليوني، وتلعب تونس مع مالي، وتلتقي موريتانيا غامبيا، فيما تلتقي جزر القمر الغابون، وتواجه السودان غينيا بيساو.
وتتجه الترشيحات صوب مشاهدة بطولة قوية، يتنافس خلالها 10 منتخبات دفعة واحدة، على لقب بطل "الكان" في نسختها الجديدة، مثل الرباعي العربي، الجزائر المرشح الأول لحصد الكأس تحت قيادة مدربه جمال بلماضي، ومصر وتونس والمغرب، إلى جانب السنغال وصيفة النسخة الماضية ونيجيريا والكاميرون البلد المضيف، وساحل العاج وغانا ومالي، وهي المنتخبات التي يراوح تصنيفها بين المستويين الأول والثاني حالياً داخل سباق المنتخبات في القارة السمراء الآن.
أفريقيا تنتظر نسخة تاريخية
وتشير الترشيحات صوب مشاهدة نسخة تاريخية قوية، في ظل مشاركة 24 منتخباً، تصل قيمة لاعبيها إلى مليارين ونصف مليار يورو، وهو رقم مالي ضخم، كذلك يشارك كبار نجوم القارة السمراء مع منتخبات بلادهم، تتصدرهم قائمة أغلى 10 لاعبين في القارة، مثل محمد صلاح، نجم المنتخب المصري، وأفضل لاعبي أفريقيا مرتين، ورياض محرز قائد المنتخب الجزائري، وأفضل لاعبي أفريقيا مرة من قبل، وساديو ماني قائد المنتخب السنغالي، وأفضل لاعبي أفريقيا مرة هو الآخر، بخلاف أسماء أخرى لامعة، مثل منير الحدادي ويوسف النصيري في المغرب، ووهبي الخزري ويوسف المساكني في تونس، وأندري أيو وتوماس بارتي في غانا، ونيكولاس بيبي وسباستيان هالير في ساحل العاج، وصامويل تشوكويزي ونديدي في نيجيريا، وغيرهم من كبار النجوم داخل القارة السمراء، ممن تدور بينهم معارك شرسة مرتقبة داخل المستطيل الأخضر على هامش المباريات المرتقبة.
الكاميرون اجتازت أزمة كبيرة
وواجهت أمم أفريقيا ظروفاً صعبة، تمثلت برفض أندية حضور لاعبيها المحترفين في الخارج، أبرزها منتخب نيجيريا الذي خسر خدمات نجميه إيغالو وفيكتور أوسمين، وكذلك منتخب المغرب الذي تعثرت محاولات استدعائه لنجمه الصاعد عبد الصمد الزلزولي المحترف في برشلونة الإسباني، ومعها غانا التي فشلت في ضمّ لاعبها فيكتور جيان، هداف روما الإيطالي.
الاختبار الأخير قبل تصفيات كأس العالم
وتمثل أمم أفريقيا فرصة للعديد من المديرين الفنيين لكتابة التاريخ، والهروب من شبح الإقالة قبل الدور الثالث لتصفيات كأس العالم من خلال المنافسة على اللقب، مثل كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب المصري، وميلوفان مدرب غانا، وباتريس بوميل، مدرب ساحل العاج، وأنطونيو كونسيساو، مدرب الكاميرون، ومحمد مغاسوبا، مدرب مالي، الذين تعرضوا لانتقادات كبيرة في الفترة الأخيرة بصورة لافتة.
تقنية " الفار" حاضرة من الدور الأول
وينتظر أن تقام البطولة بشكل كامل عبر تقنية الفيديو "فار" في جميع مبارياتها اعتباراً من الدور الأول، للنسخة الثانية على التوالي، حيث اعتُمِدَت التقنية في مباريات في أمم أفريقيا في نسخة 2019 في مصر في أدوار متقدمة فقط، وذلك في محاولة جديدة من جانب الاتحاد الأفريقي "كاف"، عقب انتخاب الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيساً للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في وقت سابق من العام الماضي، الذي وعد بالعمل على حل أزمات التحكيم الأفريقي مستقبلاً.
وتقام البطولة بمشاركة 24 منتخباً، وُزِّعَت على 6 مجموعات، بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة. تضم المجموعة الأولى كلاً من الكاميرون وبوركينا فاسو وإثيوبيا والرأس الأخضر، وتضم المجموعة الثانية كلاً من السنغال وزيمبابوي وغينيا ومالاوي، وتضم المجموعة الثالثة منتخبات المغرب وغانا وجزر القمر والغابون، وتضم المجموعة الرابعة منتخبات مصر ونيجيريا وغينيا بيساو والسودان، وتضم المجموعة الخامسة كلاً من الجزائر وساحل العاج وغينيا الاستوائية وسيراليون، وتضم المجموعة السادسة منتخبات تونس ومالي وموريتانيا وغامبيا.
ووفقاً لنظام البطولة، يتأهل الأول والثاني إلى الدور ثمن النهائي، بالإضافة إلى 4 منتخبات، الأفضل من بين أصحاب المركز الثالث في الجدول.
وتُعَدّ بطولة كأس الأمم الأفريقية علامة تاريخية استثنائية في تاريخ الكرة السمراء، وأقدم بطولاته القارية على الإطلاق، وانطلقت نسختها الأولى بمشاركة 3 منتخبات في عام 1957، ووقتها تُوج المنتخب المصري بطلاً لأول مرة لأمم أفريقيا تحت قيادة مدربه مراد فهمي.
من تاريخ البطولة
وتشير سجلات التاريخ إلى امتلاك المنتخب المصري الرقم القياسي في عدد مرات التتويج، ونال اللقب 7 مرات من قبل، ثم يأتي منتخب الكاميرون وصيفاً برصيد 5 ألقاب بدأها في عام 1984 وآخرها عام 2017، ثم منتخب غانا ونال الكأس 4 مرات بين عامي 1963و1982، ثم منتخب نيجيريا رابعاً ونال اللقب 3 مرات بين عامي 1980 و2013، فيما حاز اللقب مرتين 3 منتخبات، هي الجزائر 1990 و2019، وجمهورية الكونغو عامي 1968 و1974، وساحل العاج عامي 1992 و2015، فيما نال اللقب مرة واحدة كل من تونس والمغرب والسودان عربياً، وإثيوبيا وجنوب أفريقيا والكونغو وزامبيا، وأغلب هذه المنتخبات يشارك في الصراع داخل الملاعب الكاميرونية، بحثاً عن حلم التتويج بطلاً للقارة السمراء في نسخة صعبة تشهد مشاركة 24 منتخباً للمرة الثانية على التوالي في القارة.