انتهت متاعب يوسف بلايلي، نجم المنتخب الجزائري، بعد الانتقال إلى نادي قطر، الذي أعاد له الروح، ومنحه فرصة لإعادة إطلاق مشواره من جديد بعد أن وجد نفسه في دوامة مشاكل مع نادي الأهلي السعودي، وسلسلة من الشد والجذب، أدت إلى فسخ العقد وإنهاء الارتباط.
وضعية بلايلي جعلت مدرب المنتخب الجزائري يتخلى عن لغة "الخشب"، ويصرّح في خرجاته الإعلامية، بأنه غاضب جداً من لاعبه، خاصة أن مدرب الدحيل السابق، عمل المستحيل من أجل عودة بلايلي إلى المنتخب الجزائري، بعد أن ظل لسنوات ضمن القائمة السوداء بسبب مشاكله السابقة وتعاطيه مواد محظورة. ما فعله بلماضي من أجل اللاعب، يضاف إليه المستوى الممتاز الذي قدمه نجم الترجي الرياضي التونسي السابق، الذي كان من بين أهم العناصر التي جلبت التاج القاري للجزائر، جعل خيبة جمال كبيرة، لأنه كان يعتبره عنصراً مهماً في منظومته، لا يقلّ ثقله في تشكيلته عن ثقل النجم رياض محرز.
بلايلي الذي يعرف عقلية بلماضي جيداً، ويدرك تمام الإدراك أن التعامل مع بلماضي يشبه التعامل مع المتفجرات، الغلطة الكبيرة تصاحبها النهاية الأبدية، لذلك وجد في الحوار الذي أجراه أخيراً مع قناة الكأس، فرصة ليعبّر عن أسفه لمدربه، ويرسل إليه عبارات الاعتذار عمّا بدر منه، من سوء تسييره لمشواره الرياضي، وتأزم وضعيته، التي كادت أن تصل إلى ما لا يُحمَد عقباه، لولا عرض نادي قطر الذي أنقذه من السقوط في دوامة، الظاهر أن يوسف يعرفها جيداً لكن لم يتعلم الدرس.
إن كان العالم كله يحكي عن هدف رياض محرز، الذي نثر من خلاله سحره داخل القارة السمراء، متحدياً كل الظروف المحيطة باللقاء من أرضية سيئة، وحرارة مرتفعة، وارتفاع عن سطح البحر، فإن مكانة بلايلي في مخططات جمال لا تقلّ عن مكانة محرز، فنجم نادي قطر سبق أن كان المنقذ في مباراة السنغال بكأس أمم أفريقيا، وتمكن من فكّ عقدة دفاع غينيا، كذلك إنّ سحر هدفه الذي سجله من الركنية مباشرة في مباراة بوتسوانا، كان سحراً من نوع خاص.
غضب بلماضي لا يمكن تفسيره، إلا أن مدرب الجزائر لم يقتنع بالعطاء الذي يقدمه كل من القائد الثاني للخضر ياسين براهيمي، ولا الوافد الجديد للبريمييرليغ سعيد بن رحمة، لأنه لم يجد في الثنائي ما وجده في بلايلي، الذي تزامن استدعاؤه للخضر واقحامه أساسياً برفقة بلعمري في المباراة مع توغو، مع انطلاق سلسلة اللاهزيمة التي امتدت لأكثر من سنتين، وجمعت 22 منتخباً، فشلت جميعاً في تحقيق الفوز أمام الخضر.
الدروس تراكمت في مشوار يوسف بلايلي، غير أن محيط اللاعب في كل مرة يقوده نحو المجهول، لذلك على يوسف أن يعي جيداً تبعات كل خطوة في حياته، ويعرف أنه لم يعد ملكاً لنفسه، بل هو ملك لكل الجزائريين، ما دام بلماضي يرى فيه اللاعب المهم الذي يحتاجه، فالمنتخب الجزائري مقبل على لعب ورقة المونديال، والدفاع عن لقبه، لذلك على يوسف أن يحفظ هذا الدرس الاستدراكي، ويعلم أن تكرار الخطأ سيجعل القنبلة تنفجر في وجهه، وتنهي حياته الكروية.