بنزيمة قائد مشروع التحول في الاتحاد.. بين غضب الجماهير والنجومية المُطلقة

09 يناير 2025
بات بنزيمة النجم الأول لدى جماهير الاتحاد السعودي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كريم بنزيمة قاد نادي الاتحاد السعودي للمنافسة على لقب الدوري وبلوغ نصف نهائي كأس الملك، مما أعاد الثقة لجماهير النادي في قدراته بعد الانتقادات التي واجهها.
- بنزيمة تغلب على تحديات كبيرة، منها المشاكل مع زميله السابق عبد الرزاق حمد الله، وأثبت جدارته بقيادة هجوم الاتحاد، مما ساهم في تصدر الفريق للدوري واستعادة حب الجماهير.
- الصفقات الجديدة مثل موسى ديباي وحسام عوار ساعدت بنزيمة في استعادة مستواه، حيث تأقلموا تحت قيادة المدرب لوران بلان، مما عزز من روح الفريق وحقق الانتصارات المتتالية.

قدّم قائد نادي الاتحاد السعودي، الفرنسي كريم بنزيمة (37 عاماً)، وعداً إلى جماهير "العميد"، قبل انطلاق الموسم الحالي، بأن عليهم الصبر والإيمان بالمشروع الذي سيقدمه المدرب لوران بلان (59 عاماً)، رغم أن مهاجم ريال مدريد الإسباني السابق تلقى انتقادات حادة، وصلت إلى حد مُطالبة قطاع كبير من مشجعي الفريق الثاني لمدينة جدة مجلس الإدارة بالعمل على وضع حد لمسيرته، وفتح الباب أمامه للرحيل، في سوق الانتقالات الصيفية الماضية.

وبعد أن أوفى بوعده الأول بجعل نادي الاتحاد أحد المنافسين على لقب الموسم الحالي من الدوري السعودي (الصدارة برصيد 36 نقطة)، عاد بنزيمة إلى إثبات أن حديثه لم يكن كلاماً عابراً، بعدما قاد "العميد" إلى نصف نهائي بطولة كأس الملك، عقب الفوز على الغريم الهلال، بركلات الترجيح (3-1)، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين لمثلهما. وسجل الفرنسي هدفي الاتحاد في الدقيقتين 63 و114، ليبرهن لجميع جماهير فريقه أنه ما زال يحتفظ بالبراعة، وقدرته على قيادة الفريق الثاني لمدينة جدة نحو منصات التتويج.

بنزيمة.. طريق صعب نحو النجومية المُطلقة

لكن طريق النجم الفرنسي نحو استعادة مستواه الكبير لم تكن مفروشة بالورد، بسبب الصعوبات التي واجهها في التفاهم مع زميله المغربي السابق، عبد الرزاق حمد الله، بعدما دخلا في عدد من المشاكل المباشرة، خلال الموسم الماضي، دفعت صاحب الـ 37 عاماً إلى التلويح بمغادرة "العميد"، في حال عدم الاستغناء عن مهاجم "أسود الأطلس"، بالإضافة إلى ضرورة إبرام صفقات قوية للغاية، في جميع المراكز بسوق الانتقالات الصيفية الماضية، وهو ما تحقق في نهاية المطاف.

وبالفعل، رحل عبد الرزاق حمد الله عن صفوف نادي الاتحاد، وتوقع قطاع كبير من جماهير "العميد" أن الفرنسي لن يتمكن من قيادة هجوم الفريق بمفرده، إلا أن الأرقام أثبتت عكس ذلك، بعدما خطف الأنظار إليه بقوة في جميع البطولات، والمساهمة في تصدّر الفريق الثاني لمدينة جدة جدول ترتيب الدوري السعودي، ومنافسته على لقب هدّاف المسابقة المحلية. لكن أهم ما حدث، إنهاء كابوس الهلال، الذي طارد ناديه، والتمكن من تحقيق فوزٍ غاب منذ عام 2021. واستطاع بنزيمة امتصاص غضب جماهير نادي الاتحاد، بفضل المستويات القوية التي يقدمها في جميع البطولات، بعد عودته لشخصيته القديمة، التي ظهرت مع فريقه السابق، ريال مدريد، عندما بات يتحرك في خط الهجوم، والعودة إلى وسط الملعب، من أجل مساندة رفاقه، لتتحول العلاقة بين الفرنسي ومشجعي "العميد" إلى حُب واحترام كبيرين.

ولعل أحد أهم مفاتيح استعادة بنزيمة مستواه المعهود، هو الصفقات، التي قامت بها إدارة نادي الاتحاد السعودي، في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، فقد استطاعت إقناع الفرنسي موسى ديباي بالمشروع الخاص بها، ثم حسم صفقة الجزائري حسام عوار، القادم من روما الإيطالي، بالإضافة إلى الهولندي ستيفن بيرجوين، وصولاً إلى الحارس الصربي، بريدراغ رايكوفيتش، ليشكلوا العمود الأساسي للفريق الثاني لمدينة جدة، تحت قيادة المدرب لوران بلان، الذي استطاع النجاح حتى الآن في مهمته، رغم أن وسائل الإعلام المحلية رشحت عدة أسماء لقيادة الجهاز الفني لـ "العميد"، أبرزها الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي يدرب حالياً الغريم، النصر السعودي.

ومع إيجاد التوليفة الناجحة، ظهرت روح القيادة لدى كريم بنزيمة، الذي لم يتردّد نهائياً في مساعدة الجهاز الفني، ومساندة الصفقات الجديدة لكي تتأقلم سريعاً مع المنافسات في السعودية، ما أعطى الأمل للجماهير، التي تصالحت مع نجمها الفرنسي، وأصبحت تتغنى به دائماً، عندما يحقق الفريق الانتصارات المتتالية، إلا أن الفوز على الغريم الهلال، بفضل المجهود الخرافي لصاحب الـ 37 عاماً، جعله النجم المطلق بلا منازع في أنظار جماهير الاتحاد، التي باتت تردد اسمه في المدرجات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

المساهمون