يترقب عشاق رياضة التنس حول العالم البطولة الكبرى الأولى لهذا الموسم، والتي تحمل معها العديد من الغيابات بسبب إصابة بعض النجوم، ومشاركة الأسماء التي تمتلك باعاً طويلاً في الميدان. بطولة أستراليا المفتوحة تنطلق اليوم رسمياً ومعها نعود للحديث عنها تاريخياً.
بين الماضي والحاضر
يعلم الجميع أن رياضة التنس عريقة للغاية، وهي قد ظهرت في القرون الوسطى بأشكال مختلفة، ومع مرور السنوات تطورت في القرن التاسع عشر في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وفي الإمبراطورية النمساوية، ولكنها اقتصرت على فئة النبلاء فقط، وفي عام 1880 جرت أول بطولة رسمية وكانت في أميركا، وتوالت السنوات حتى ارتفع عدد المنافسات، ثم وصلنا لعهد الاحتراف، فأصحبت أستراليا ضمن "الغراند سلام" إلى جانب كل من رولان غاروس الفرنسية على الأراضي الترابية وويمبلدون الإنكليزية على الملاعب العشبية ثم آخر الدورات في الموسم أي أميركا المفتوحة.
وبما أن الحديث في الوقت الحالي يدور حول أستراليا المفتوحة، فلا بدّ من الحديث عن تاريخ البطولة، التي انطلقت في عام 1905، وهي التي تجري سنوياً في آخر أسبوعين من شهر يناير/ كانون الثاني في مدينة ملبورن، مع العلم أن المنافسات في الماضي كانت تقام في ست مدن مختلفة، لكن هذا الأمر تغير في عام 1972. كانت المواجهات في السابق تجري على الأراضي العشبية، لكن الأمور تبدلت بعد ذلك في عام 1988 حين أصبحت صلبة كتلك التي في أميركا المفتوحة، وقد بلغ الحضور الجماهيري أوجه في العام الماضي، إذ حضر 728.763 متفرجا المباريات.
الأبطال الأبرز
حين نذكر بطولة أستراليا المفتوحة لا يمكن إلا التفكير باسم اللاعبة الأسترالية ماغريت كورت التي تعتبر ملكة هذه الدورة، وهي من أفضل اللاعبات في التاريخ، ولدت يوم السادس عشر من يوليو/ تموز 1942 وانطلقت في عالم التنس سنة 1960 لتعتزل بعد 17 عاماً في 1977، وهي تبلغ من العمر حالياً 75 عاماً.
حصدت كورت خلال مسيرتها 92 لقباً في مختلف المسابقات ودخلت قاعة المشاهير في عام 1979، وتصدرت كذلك التصنيف العالمي في عام 1962، مع العلم أن أول لقب لها في الغراند سلام كان أمام جماهير بلادها وعلى أرضها في سنة 1960، وبعدها توالت الانتصارات في الأعوام اللاحقة لتصل لـ11 بطولة، مع العلم أنها حملت لقب رولان غاروس 5 مرات ومثلها في أميركا المفتوحة وثلاثة في ويمبلدون.
على صعيد الرجال، استطاع لاعبان أن يحتلا المركز الأول بستة ألقاب، ونبدأ الحديث هنا عن الأسترالي روي إميرسون، الذي ولد يوم الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 1936، ويبلغ من العمر حالياً 81 عاماً، احترف رسمياً في عام 1953 وانتهت مسيرته بعد ثلاثين عاماً في 1983.
استطاع خلال مسيرته الانتصار في 1325 مباراة وخسر 380 لقاء فقط، ما يعني أن نسبته 77.7% ولديه في رصيده 110 ألقاب، تصدر تصنيف التنس العالمي في عام 1964 وتوج بجميع بطولات الغراند سلام مرتين إلا أستراليا المفتوحة التي تسيدها ست مرات، أولها في عام 1963 وآخرها في 1967.
اسمٌ آخر يحمل لقب أستراليا المفتوحة ست مرات، وهو الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الذي ما زال قادراً على دخول التاريخ والانفراد بالرقم القياسي لوحده على الرغم من تراجعه في العام الماضي وخروجه من قائمة العشرة الأوائل بعدما كان متصدراً للتصنيف لفترة طويلة.
ولد نولي يوم 22 مايو/ أيار 1987 في بلغراد بصربيا ويبلغ من العمر حالياً 30 عاماً، انطلقت مسيرته في عالم التنس عام 2003، يشرف عليه في الوقت الحالي الأسطورة أندريه أغاسي ويعاونه التشيكي راديك ستيبانيك وكذلك الكرواتي ماريو أنشيتش.
فاز ديوكوفيتش خلال مسيرته في 738 مباراة وخسر 163 مرة، وتبلغ نسبته 82.77%، ويمتلك في رصيده 68 لقباً، كان لقبه الأول في أستراليا المفتوحة عام 2008 على حساب الفرنسي جو ويلفريد تسونغا، أما لقبه الأخيرة فكان في 2016 بعدها هزم البريطاني آندي موراي في اللقاء الختامي.
الأكبر والأصغر
هناك بعض الأرقام المثيرة للغاية، فعلى صعيد الرجال يعتبر الأسترالي كين روزوول اللاعب الأصغر الذي حقق اللقب، وكان ذلك عام 1953 حين كان يبلغ من العمر 18 عاماً وشهرين فقط، مع العلم أنه عاد وحصد اللقب في 1956 و1972 وهو قد توج بكل بطولات الغراند سلام مرتين. أما على صعيد السيدات، فتعتبر السويسرية مارتينا هينغيز الأصغر، إذ حملت اللقب بعمر 16 عاماً وأربعة أشهر في عام 1997 وحافظت عليه في الموسمين التاليين ولكنها لم تنجح بعدها في الفوز بأي لقب بأستراليا بالرغم من أنها اعتزلت في سنة 2017.
ننتقل الآن إلى الأكبر سناً، فعلى صعيد الرجال يعتبر الأسترالي كين روزوول الأكبر أيضاً، إذ كان في السابعة والثلاثين وثمانية أشهر حين حصد اللقب عام 1972، وهو يبلغ من العمر 83 عاماً وقد ولد سنة 1934 في مدينة سيدني، تصدر ترتيب التصنيف العالمي لأول مرة عام 1960 وبلغت نسبة فوزه 72.6% حيث خسر 627 مباراة وانتصر 1655 مرة.
نذهب بعدها للحديث عن اللاعبة الأكبر على صعيد السيدات وهي تيلما كويني لونغ في سنة 1954 حين كانت في الخامسة والثلاثين وثمانية أشهر، وهي التي ولدت يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1918 في سيدني وتوفيت يوم الثالث عشر من إبريل/ نيسان 2015 عن عمر يناهز الـ96 عاماً، لم تصل أبداً لصدارة التصنيف العالمي وكان أفضل مركز حققته السابع في سنة 1952 حين توجت ببطولة أستراليا التي عادت وحققت لقبها في عام 1954، يذكر أن اللاعبة لم تتجاوز ربع نهائي أي بطولة أخرى طوال مسيرتها.
الأبطال الحاليون
اقــرأ أيضاً
بين الماضي والحاضر
يعلم الجميع أن رياضة التنس عريقة للغاية، وهي قد ظهرت في القرون الوسطى بأشكال مختلفة، ومع مرور السنوات تطورت في القرن التاسع عشر في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وفي الإمبراطورية النمساوية، ولكنها اقتصرت على فئة النبلاء فقط، وفي عام 1880 جرت أول بطولة رسمية وكانت في أميركا، وتوالت السنوات حتى ارتفع عدد المنافسات، ثم وصلنا لعهد الاحتراف، فأصحبت أستراليا ضمن "الغراند سلام" إلى جانب كل من رولان غاروس الفرنسية على الأراضي الترابية وويمبلدون الإنكليزية على الملاعب العشبية ثم آخر الدورات في الموسم أي أميركا المفتوحة.
وبما أن الحديث في الوقت الحالي يدور حول أستراليا المفتوحة، فلا بدّ من الحديث عن تاريخ البطولة، التي انطلقت في عام 1905، وهي التي تجري سنوياً في آخر أسبوعين من شهر يناير/ كانون الثاني في مدينة ملبورن، مع العلم أن المنافسات في الماضي كانت تقام في ست مدن مختلفة، لكن هذا الأمر تغير في عام 1972. كانت المواجهات في السابق تجري على الأراضي العشبية، لكن الأمور تبدلت بعد ذلك في عام 1988 حين أصبحت صلبة كتلك التي في أميركا المفتوحة، وقد بلغ الحضور الجماهيري أوجه في العام الماضي، إذ حضر 728.763 متفرجا المباريات.
الأبطال الأبرز
حين نذكر بطولة أستراليا المفتوحة لا يمكن إلا التفكير باسم اللاعبة الأسترالية ماغريت كورت التي تعتبر ملكة هذه الدورة، وهي من أفضل اللاعبات في التاريخ، ولدت يوم السادس عشر من يوليو/ تموز 1942 وانطلقت في عالم التنس سنة 1960 لتعتزل بعد 17 عاماً في 1977، وهي تبلغ من العمر حالياً 75 عاماً.
حصدت كورت خلال مسيرتها 92 لقباً في مختلف المسابقات ودخلت قاعة المشاهير في عام 1979، وتصدرت كذلك التصنيف العالمي في عام 1962، مع العلم أن أول لقب لها في الغراند سلام كان أمام جماهير بلادها وعلى أرضها في سنة 1960، وبعدها توالت الانتصارات في الأعوام اللاحقة لتصل لـ11 بطولة، مع العلم أنها حملت لقب رولان غاروس 5 مرات ومثلها في أميركا المفتوحة وثلاثة في ويمبلدون.
على صعيد الرجال، استطاع لاعبان أن يحتلا المركز الأول بستة ألقاب، ونبدأ الحديث هنا عن الأسترالي روي إميرسون، الذي ولد يوم الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 1936، ويبلغ من العمر حالياً 81 عاماً، احترف رسمياً في عام 1953 وانتهت مسيرته بعد ثلاثين عاماً في 1983.
استطاع خلال مسيرته الانتصار في 1325 مباراة وخسر 380 لقاء فقط، ما يعني أن نسبته 77.7% ولديه في رصيده 110 ألقاب، تصدر تصنيف التنس العالمي في عام 1964 وتوج بجميع بطولات الغراند سلام مرتين إلا أستراليا المفتوحة التي تسيدها ست مرات، أولها في عام 1963 وآخرها في 1967.
اسمٌ آخر يحمل لقب أستراليا المفتوحة ست مرات، وهو الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الذي ما زال قادراً على دخول التاريخ والانفراد بالرقم القياسي لوحده على الرغم من تراجعه في العام الماضي وخروجه من قائمة العشرة الأوائل بعدما كان متصدراً للتصنيف لفترة طويلة.
ولد نولي يوم 22 مايو/ أيار 1987 في بلغراد بصربيا ويبلغ من العمر حالياً 30 عاماً، انطلقت مسيرته في عالم التنس عام 2003، يشرف عليه في الوقت الحالي الأسطورة أندريه أغاسي ويعاونه التشيكي راديك ستيبانيك وكذلك الكرواتي ماريو أنشيتش.
فاز ديوكوفيتش خلال مسيرته في 738 مباراة وخسر 163 مرة، وتبلغ نسبته 82.77%، ويمتلك في رصيده 68 لقباً، كان لقبه الأول في أستراليا المفتوحة عام 2008 على حساب الفرنسي جو ويلفريد تسونغا، أما لقبه الأخيرة فكان في 2016 بعدها هزم البريطاني آندي موراي في اللقاء الختامي.
الأكبر والأصغر
هناك بعض الأرقام المثيرة للغاية، فعلى صعيد الرجال يعتبر الأسترالي كين روزوول اللاعب الأصغر الذي حقق اللقب، وكان ذلك عام 1953 حين كان يبلغ من العمر 18 عاماً وشهرين فقط، مع العلم أنه عاد وحصد اللقب في 1956 و1972 وهو قد توج بكل بطولات الغراند سلام مرتين. أما على صعيد السيدات، فتعتبر السويسرية مارتينا هينغيز الأصغر، إذ حملت اللقب بعمر 16 عاماً وأربعة أشهر في عام 1997 وحافظت عليه في الموسمين التاليين ولكنها لم تنجح بعدها في الفوز بأي لقب بأستراليا بالرغم من أنها اعتزلت في سنة 2017.
ننتقل الآن إلى الأكبر سناً، فعلى صعيد الرجال يعتبر الأسترالي كين روزوول الأكبر أيضاً، إذ كان في السابعة والثلاثين وثمانية أشهر حين حصد اللقب عام 1972، وهو يبلغ من العمر 83 عاماً وقد ولد سنة 1934 في مدينة سيدني، تصدر ترتيب التصنيف العالمي لأول مرة عام 1960 وبلغت نسبة فوزه 72.6% حيث خسر 627 مباراة وانتصر 1655 مرة.
نذهب بعدها للحديث عن اللاعبة الأكبر على صعيد السيدات وهي تيلما كويني لونغ في سنة 1954 حين كانت في الخامسة والثلاثين وثمانية أشهر، وهي التي ولدت يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1918 في سيدني وتوفيت يوم الثالث عشر من إبريل/ نيسان 2015 عن عمر يناهز الـ96 عاماً، لم تصل أبداً لصدارة التصنيف العالمي وكان أفضل مركز حققته السابع في سنة 1952 حين توجت ببطولة أستراليا التي عادت وحققت لقبها في عام 1954، يذكر أن اللاعبة لم تتجاوز ربع نهائي أي بطولة أخرى طوال مسيرتها.
الأبطال الحاليون
في الموسم الماضي توج النجم السويسري روجيه فيدرير باللقب على حساب الإسباني رافائيل نادال، وهو يمتلك في رصيده خمسة ألقاب في الوقت الحالي، ويسعى لرفعها إلى ستة في النسخة الحالية ليعادل الرقم القياسي، أما على مستوى السيدات، فإن الأميركية سيرينا ويليامز والتي ستغيب هذا العام بسبب الإصابة، فازت العام الماضي على شقيقتها فينوس ويليامز التي تحلم في الموسم الحالي في تحقيق اللقب الأول لها في هذه البطولة، وهذا الأمر سيجعلها الأكبر على مرّ التاريخ، إذ تبلغ من العمر حالياً 37 عاماً.