بعد توقّف الدوري.. تسع فلسطينيات يطاردن أحلامهن الكروية في مصر والأردن

شهدت مباراة الأهلي والزمالك في افتتاح لقاءات الدوري المصري الممتاز لكرة القدم للسيدات 2024-2025، مطلع الشهر الحالي، حضور أربع لاعبات فلسطينيات من جانب الفريقين اللذين يشاركان للمرة الأولى في البطولة المحليّة. وترك توقّف الدوري الفلسطيني، ووصول منتخب فلسطين التّاريخي -للمرة الثانية- إلى نصف نهائي بطولة غرب آسيا للسيدات في السعودية 2024، نتائج متباينة على مستقبل لاعبات كرة القدم في فلسطين، فتوقّف عدد منهنّ عن ممارسة اللعبة، فيما احترفت تسع لاعبات فلسطينيات في دوريّات عربيّة، أبرزها الدوري المصري، والدوري الأردني. وأعلن نادي الأهلي المصري مطلع الموسم الحالي تعاقده مع الثلاثي الفلسطيني أحلام نصر (19 عاماً)، ونادين محمد (21 عاماً)، اللتين تلعبان في مركز خطّ الوسط، إلى جانب تعاقده مع المدافعة سارة الكرد (19 عاماً)، فيما وقّع منافسه الزمالك مع موهبة كرة القدم الفلسطينية للسيدات، المهاجمة ميرال قسيس (18 عاماً).

وأظهر ثلاثي الأهلي أداءً لافتاً في الجولات الثلاث الماضية، ولا سيّما لاعبة الوسط أحلام نصر التي جرى الاعتماد عليها بصورة أساسيّة، فساعدت القلعة الحمراء على مشاركة فريقي البنك الأهلي، ومسار، مقعد الصدارة في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، فيما قدّمت ميرال قسيس أداءً مميّزاً بقميص القلعة البيضاء، لكنها خسرت المواجهة المباشرة أمام زميلاتها في منتخب فلسطين، في الجولة الأولى من المسابقة بنتيجة 1-2.

وأكد المدير الفني لمنتخب فلسطين لكرة القدم للسيدات، ناصر الدحبور، في حديث خصّ به "العربي الجديد" أهمية احتراف اللاعبات الفلسطينيّات خلال هذه الفترة، مضيفاً: "أعتقد أن احتراف اللاعبة الفلسطينية جاء بعد فترة من الجهد المميّز الذي قدّمته منظومة الكرة الفلسطينية النسويّة، حيث عملنا جميعاً على رفع مستوى اللاعبات، واستثمرنا في مجموعة من المواهب الصاعدة خلال لقاءات تصفيات البطولة القاريّة، أو بطولة غرب آسيا، أو خلال اللقاءات الوديّة التي خضناها، وأبرزها أمام نادي بوهيمان الأيرلندي في مايو/ أيار الماضي، فكان لهذه اللقاءات انعكاس واضح على أداء اللاعبات، وعلى فكرة ظهورهنّ بشكل أقوى أمام الأندية الراغبة في التعاقد معهنّ".

وضمّ نادي بيراميدز المدافعة سيرين غطّاس (24)، والمهاجمة حلا صرّاوي (21 عاماً)، اللتين تمكّنت كل واحدة منهما من تسجيل هدف، في المواجهة أمام دلفي في الجولة الثانية من منافسات الدوري. من جانبه، تعاقد نادي نشامى المستقبل الأردني مع ثلاث لاعبات فلسطينيات مميزات، وهن عنود (24 عاماً)، وراما جرايسة (21 عاماً)، وملاك سلمان (22 عاماً)، وهو أحد الأندية الناشطة في دوري الدرجة الأولى الأردني لكرة القدم في سعيه للوصول إلى دوري المحترفين الأردني لكرة القدم للسيدات.

وفي ما يتعلّق بالفائدة التي يمكن أن تجنيها الكرة الفلسطينية من احتراف اللاعبات، أضاف الدحبور: "كنّا نفتقر في فلسطين لدوري منتظم ومستمرّ، إضافة إلى قلّة عدد الأندية فيه، وبالتالي فإننا نراهن حالياً على أن المستوى الفنّي والبدني للاعبات المحترفات سيرتفع، خاصة بسبب احتكاكهن المباشر بلاعبات من المنتخب المصري، أو الأردني، إلى جانب الاحتكاك الهامّ باللاعبات المحترفات من دول مختلفة، وهذا كلّه سيعود بالنفع على مستوى منتخب فلسطين للسيدات في المواعيد القريبة القادمة".

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

جماهير الوداد تصدح بأغنية الصمود.. وصورة السنوار تشعل مدرجات الرجاء

وانطلق أول دوري فلسطيني منتظم لكرة القدم للسيدات في موسم 2008-2009، وتوّج بلقبه نادي جامعة بيت لحم، الذي تحوّل لاحقاً لمسمّى نادي ديار بيت لحم، حيث كوّن أول فريق فلسطيني لكرة القدم للسيدات في عام 2002، وشكّل من خلاله نواة بارزة لظهور منتخب فلسطين للسيدات الذي خاض مباراته الوديّة الرسميّة الأولى أمام نظيره الأردني في شهر سبتمبر/ أيلول 2005، وبعد سنوات من التطوّر على مستوى البطولات المحليّة، والمشاركات الخارجيّة للأندية الفلسطينية، ولمنتخب فلسطين، توقّفت عجلة الدوري الفلسطيني للسيدات بسبب حرب الإبادة التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.

وعلى مستوى المنتخب الفلسطيني الأول لكرة القدم للسيدات، تمكّن الفدائي من الحصول على وصافة بطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات عام 2012، والوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة في نسختي 2010 و2024، مع العلم أن منتخب فلسطين للسيدات يعتمد على اللاعبات الناشطات في الدوري الفلسطيني لكرة القدم المكوّن من ستة أندية، إلى جانب اللاعبات القادمات من داخل الخطّ الأخضر، أو المحترفات خارج فلسطين في أندية عربيّة، وغير عربيّة.