كشف أسطورة منتخب إسبانيا ونادي برشلونة السابق، تشافي هيرنانديز، المدير الفني لنادي السد القطري، عن رأيه مع اقتراب بطولة كأس العالم عام 2022، التي تقام لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط.
وكتب تشافي هيرنانديز لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بقوله "كلما اقتربنا من انطلاق صافرة المونديال، تنامت أجواء الحماس وزادت حدة الإثارة في قطر. لقد وعدت قطر الجماهير العاشقة بمهرجان كروي لا مثيل له".
وتابع "منذ أن انتقلت إلى قطر في عام 2015، وأنا ألمس تطورات كبيرة على جميع المستويات، بداية من الاستادات وأماكن الإقامة والبنية التحتية إلى الطرق والسكك الحديدية، ما يجعلني أؤكد بكل ثقة أن اللاعبينَ والجماهير تنتظرهم بطولة مبهرة".
وأضاف "أتيت إلى قطر من أجل الانضمام لنادي السد، ومواصلة مسيرتي الكروية في الملاعب. لم يكن قراراً سهلاً لي ولا لأسرتي أن أغادر مدينة برشلونة، موطن رأسي، وأن أترك الفريق الذي أكنُّ له حباً شديداً؛ لكي أبدأ رحلة جديدة في بقعة أخرى من العالم جديدة تماماً بالنسبة لي".
وأوضح "لقد كنت حينها متحمساً بشدة للاستمرار في الملاعب، لكن من داخلي، كنت أعلم أن عطائي داخل الملعب قد لا يكون بالقدر الذي أتمناه كما كان الحال في برشلونة، حيث لا بديل لك عن الفوز في كل مباراة، إلا أن أصدقائي أخبروني كثيراً عن كأس العالم الذي ستستضيفه قطر، فأعجبت إعجاباً شديداً بما تريد قطر تحقيقه في المونديال داخل الملعب وخارجه".
وأردف "لقد أعطيت لي الفرصة لمواصلة مشواري خارج ميدان المنافسات، من خلال المشاركة في البرامج التي أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث لإحداث تغيير مجتمعي إيجابي يمتد أثره لما بعد مونديال 2022، وعندما تسير في أنحاء الدوحة، تلمس في أعين أهلها شغفاً واضحاً بكرة القدم، ويجب أن أعترف أنني أحببت كل شيء متعلق بالحياة في قطر".
وواصل "يستعين برنامج الجيل المبهر بقوة وتأثير كرة القدم في تمكين الشباب وتثقيفهم وتعليمهم مهارات حياتية مهمة. وقد احتفى البرنامج مؤخراً بالذكرى العاشرة على إطلاقه، وأسعدني أن أراه في المكانة التي وصل إليها اليوم بعد أن أحدث تغييراً إيجابياً في حياة أكثر من 500 ألف شخص في 10 دول حول العالم، ويهدف البرنامج للوصول إلى مليون مستفيد بحلول العام 2022، من بين أبرز المشاريع إنشاء ملاعب كرة قدم في مخيمات اللاجئين، وقد حضرت حفلات تدشين بعض هذه الملاعب في الأردن والهند، ورأيت حجم التأثير المذهل الذي أحدثه البرنامج في هذه المجتمعات".
وأوضح "بحكم المدة التي أمضيتها هنا، أرى تطوراً إيجابياً واضحاً في كرة القدم القطرية. فتنظيم كأس العالم لم يجعل تركيز قطر منصباً على تجهيز المرافق والاستادات العالمية فحسب، بل وعلى تأهيل المنتخب الوطني للمنافسة في أكبر حدث كروي ضد أفضل منتخبات العالم".
واستمر "لقد استطاعت أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي، التي تأسست عام 2004 بهدف إعداد أجيال متميزة من لاعبي كرة القدم وغيرها من الرياضات، أن تحقق نجاحاً كبيراً. فالجيل الجديد من اللاعبين في قطر يتحسن كثيراً، وأستطيع أن ألمس هذا التحسن في أداء لاعبي السد، ومن حسن الحظ أنني أعمل معهم يومياً وأساعدهم في تعزيز الثقة في قدراتهم". وختم مدرب نادي السد "في ظل تنامي وتيرة التطوّر الذي تشهده كرة القدم القطرية، والتتويج مؤخراً ببطولة كأس آسيا، أعتقد أن قطر يمكنها أن تؤدي أداءً مشرفاً في أول ظهور لها في كأس العالم 2022. هنا في قطر، تتنامى الثقافة الكروية بسرعة مذهلة، وأعتقد أن كأس العالم سينتقل باللعبة إلى مستوى آخر، ليس في قطر وحدها بل والعالم العربي بأسره. وإلى أن يحين الوقت لخطوتي التالية في عالم التدريب، سأظل مستمتعاً بوقتي هنا وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الإسهام بدور صغير في رحلة قطر المثيرة نحو مونديال 2022".