أنهى نادي برشلونة الإسباني الجدل بشأن مستقبل نجمه السابق ليونيل ميسي، بعد أن أعلن رسمياً، الخميس، عن عدم تجديد عقد لاعبه، لتنتهي واحدة من أكبر القصص في تاريخ كرة القدم العالمية، ارتبط خلالها الإبداع والإمتاع، بالنجاحات الرياضية الكبرى.
وأرجع برشلونة فشل تمديد العقد، إلى المشاكل المالية والهيكلية التي يُعاني منها النادي، بسبب العجز المالي الذي يُعاني منه وصرامة القوانين التي تنظم الدوري الإسباني لكرة القدم، وهي أسباب يعلمها الجميع منذ فترة بما أن برشلونة تلقى تحذيراً من الرابطة بشأن ارتفاع سقف رواتب لاعبيه.
وأكدت صحيفة "سبورت" الإسبانية، أن لابورتا أعلم والد ميسي خلال الاجتماع الحاسم اليوم الخميس، أن النادي لا يمكنه تسجيل العقد، نظراً للصعوبات المالية التي يعاني منها الفريق كما أن وعود الرابطة بتوفير عائدات جديدة غير مضمونة، وهنا طالب والد ميسي بإنهاء الاجتماع.
الأموال ليست السبب الوحيد!
وقد تضمن بيان برشلونة، بخصوص فشله في تمديد عقد نجمه الأسطوري، تفسيراً مبسطاً لهذه القطيعة، ولم تتسرب معطيات رسمية عن فحوى الاجتماع، ولكن مصادر عديدة تؤكد أن الإشكال المالي لوحده لم يكن السبب المباشر في هذه القطعية.
وكانت مصادر مقربة من النادي الإسباني ولاعبه، قد أكدت منذ بداية الأسبوع أن برشلونة وميسي توصلا إلى اتفاق بشأن العقد الجديد، وكان الموعد اليوم الخميس، من أجل ترتيب بعض النقاط ثم الإعلان الرسمي، وهو ما يفند رواية الإشكال المالي.
وحسب مصادر عديدة، فإن ميسي لم يعد متحمساً للبقاء مع الفريق، بعد أن تيقن من فشل سياسة النادي على الصعيد الرياضي، إذ عجز الرئيس خوان لابورتا عن انتداب مدافعين يجعلون النادي أكثر قوة بعد المصاعب التي عانى منها خلال الموسم الماضي.
ورغم أن لابورتا انتدب صديق ميسي، أغويرو، إلا أن ذلك لم يكن كافياً حتى يبدو برشلونة في موقف أفضل، خاصة مع بروز عديد النقائص خلال المباريات الودية التي لعبها الفريق. وتؤكد عديد المصادر أن ميسي نصح بالتعاقد مع روميرو مدافع أتلانتا الإيطالي المنتقل إلى توتنهام الإنكليزي، ولكن لابورتا لم يتحرك في اتجاه تحقيق رغبة لاعبه.
وهناك اختلاف كبير بين طموحات ميسي، الراغب في مواصلة التألق وحصد دوري الأبطال مرة أخرى والحصول على الكرة الذهبية، وبين قدرات إدارة برشلونة التي اعتمدت خطة تقشف صريحة الهدف منها تقليص حجم نفقات النادي.
وغياب سياسة رياضية طموحة، قد يكون دفع ميسي إلى التريث قبل إمضاء العقد، خاصة وأنّه لم يعد سعيداً مع برشلونة وتجلى ذلك منذ الموسم الماضي عندما أعلن صراحة عن رغبته في الرحيل عن النادي.
ولا يبدو ميسي مستعداً للتعرض إلى خيبة رياضية جديدة، مثل التي يعيشها الفريق في كل موسم في دوري الأبطال حيث أصبح يغادر المسابقة سريعاً بعد هزائم عريضة.