"هذه هي طريقة أياكس على مرّ تاريخه، نعتمد بشكل كلي على الصغار، ونركز على قيم كرويف التي أثبتت نجاحها في كل وقت، لذلك وصلنا إلى نهائي الدوري الأوروبي بجيل جديد معظمه من الأكاديمية"، هكذا قال بيتر بوس مدرب الفريق الهولندي بعد تخطي فريقه عقبة ليون الفرنسي، في الطريق نحو النهائي الحلم أمام مانشستر يونايتد بعد أيام قليلة.
تعتبر بطولة الدوري الأوروبي فرصة مثالية لإضافة ألقاب وأرقام جديدة، وأبرز عبرة مسيرة إشبيلية خلال السنوات الماضية، إذ حصل من خلال مونشي على صيت إضافي في إسبانيا، وانتقل على إثرها يوناي إيمري إلى باريس سان جيرمان بعد نجاحه برفقة فارس الأندلس. وتأتي النسخة الحالية لتكون طوق النجاة لمسيرة مورينيو هذا العام، وفرصة ذهبية أمام جيل التلامذة في أمستردام، لاستعادة الأيام الخوالي وإعادة الأمجاد القديمة.
أسباب التألق
توجد فروقات بين أياكس بيتر بوس وأياكس فرانك دي بوير، فالفريق الآن يعتمد على العناصر الصغيرة بشكل أكبر، ويركز على الشق التكتيكي المعروف عن مدربه، لذلك أصبحت المجموعة أفضل على مستوى التحولات والبناء من الخلف، مع استخدام فلسفة التحكم في الفراغات لنقل الهجمة من جانب إلى آخر. ويعطي بوس قيمة مضاعفة لما يعرف بالتمركز في تدريبات أياكس، وعاد ذلك بالإيجاب على لاعبيه داخل الملعب في مبارياته خارج الأرض، خصوصاً أمام شالكه وليون في أدوار خروج المغلوب.
ومع التأكيد على تطور الشق الخططي لفريق أياكس الحالي، إلا أن هناك عوامل مساعدة ساهمت في انتصارات بيتر بوس، فالبطولة الحالية أضعف كثيراً من الشامبيونز ليغ، ولا يوجد فيها الأباطرة الكبار كريال مدريد وبرشلونة وبايرن، ليبتعد أياكس عن هذا الطريق المعقد، ويستغل الفرصة الذهبية في تجربة لاعبيه وصقل موهبتهم، حتى يحصلوا على الخبرة المطلوبة في سن مبكر. وهذا ما حدث من قبل مع أياكس فان غال حينما فاز الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي عام 92، ثم دوري الأبطال عام 95.
مانشستر يونايتد أيضاً يحتاج إلى هذه البطولة بعد سنوات عجاف، فمجموعة مورينيو لم تثبت نفسها بطريقة مثالية في الدوري، وابتعدت بعض الشيء عن المربع الذهبي للبريمرليغ. وحتى في حالة مشاركة اليونايتد في دوري الأبطال هذا الموسم، من الصعب توقع شيء كبير في الموسم الأول للمدرب البرتغالي، وبالتالي فإن الدوري الأوروبي بمثابة الوجهة المناسبة لتجربة أكبر قدر ممكن من الشبان، وكسب الثقة المفقودة بعد غياب طويل.
كاسبر دولبيرغ
يمتاز فريق أياكس بتنوع هجومه من خلال خطة 4-3-3، ليشترك الثلاثي الهجومي في جميع المهام بالثلث الأخير، بداية من اللعب على الأطراف مروراً بالعودة إلى الوسط ومن ثم الدخول إلى منطقة الجزاء لترجمة الفرص إلى أهداف. ونجح الدنماركي الشاب كاسبر دولبيرغ في حجز الخانة الأساسية بالمباريات الكبيرة، ليسجل 15 هدفا في بطولة الدوري، و6 أهداف بالدوري الأوروبي كرقم أكثر من رائع محلياً وقارياً.
بدأ كاسبر مسيرته كمهاجم تقليدي صريح، يتمركز داخل منطقة الجزاء في المركز 9، يسدد من وضع الثبات والحركة أملاً في هز الشباك، لكن مع بيتر بوس تطورت قدرات اللاعب ليحتفظ أكثر بالكرة، ويتحرك بذكاء في القنوات الدفاعية، بعد رهان مدربه على توظيفه كجناح حقيقي في بعض المواجهات، لتزيد قيمة اللاعب على الخط، ويتصرف أفضل تحت الضغط في أضيق الفراغات، مما جعله يركز على الربط مع زملائه وتنفيذ القطع المفاجئ تجاه المرمى.
دولبيرغ قناص حقيقي داخل الصندوق، يسجل بالقدمين والرأس، ويملك بنية قوية تساعده على هزيمة أقوى المدافعين، ويتحرك بشكل مثالي خلف الأظهرة وبين قلبي الدفاع. لكن في أياكس لا يوجد مكان لهذا المهاجم الكلاسيكي، ليتطور هذا الموسم على مستوى التمرير والحركة المستمرة، من أجل التحول إلى نسخة قريبة من سلفه البولندي ميليك.
وأظهرت الأرقام تحسنا واضحا في هذا الجانب، ليصنع 7 أهداف في الدوري وأوروبا. ويعود الفضل في ذلك إلى بوس الذي وضعه كثيراً على الطرفين أو بالمركز 10 أمام الوسط، لفتح الطريق أمام القادمين من الخلف وإجبار مهاجمه على البحث عن حلول جديدة.
راشفورد
إذا كان كاسبر دولبيرغ هو المهاجم الأساسي في أياكس، فإن ماركوس راشفورد أصبح الكل في الكل مع مانشستر، خصوصاً بعد الإصابة القوية التي أنهت موسم زلاتان إبراهيموفيتش. عرف الجمهور راشفورد مع فان غال، وحصل الشاب على فرصة ذهبية ليلعب أساسياً مع الكبار ويسجل أهدافاً حاسمة على الصعيد المحلي، واستخدمه مورينيو هذا الموسم كبديل أكثر منه نجما رئيسيا، حتى يستفيد من سرعته واندفاعه بالدقائق الأخيرة بعد انخفاض لياقة المنافسين.
لكنه وجد نفسه من جديد في الدوري الأوروبي، بطولة الصغار الباحثين عن الكلمة الأولى، لذلك كان هو النجم الأول في مباراتي سيلتا فيغو، بعد تسجيله هدف الفوز في الذهاب، وصناعته لهدف فريقه الوحيد بأولد ترافورد إياباً. ويلعب مورينيو على أرضه ووسط جماهيره بخطة 4-3-3، بتواجد ثلاثي وسط متحرك وديناميكي، مع جناحين على الخط ومهاجم في العمق، وقام ماركوس بهذا الدور لكن بشكل مغاير، من خلال عودته المستمرة إلى الأطراف وخلق الفراغ أمام انطلاقات فيلايني من الخلف تجاه الأمام.
بينما خلال خطة مورينيو البديلة 6-3-1، يحصل راشفورد على خانة المهاجم المائل للطرف، حتى ينطلق خلف الظهير المنافس المتقدم للأمام، ويضرب بالمرتدات في اللحظة المناسبة، كما فعل ضد تشيلسي في مباراة الكأس، وكان قريباً بشدة من التسجيل لولا الرعونة، مع قيامه بدور مشابه ضد السيتي في الديربي الأخير، وبالتالي يوفر هذا اللاعب عدة بدائل سواء في العمق أو على الطرفين، تحت قيادة مدرب يعشق هذه النوعية من النجوم.
مفاجأة البطولة
يستحق نجم بوركينا فاسو بيتراند تراوري أن يكون لاعب البطولة حتى الآن، بعد تسجيله 4 أهداف وصناعته 4 في 12 مباراة، وتقديمه مستوى ممتازا مع أياكس سواء كجناح أو مهاجم متحرك. واستفاد النادي الهولندي من شجاعته في الدفع بالمواهب الصغيرة، مستغلاً عدم حصول اللاعب الأفريقي على دقائق كافية في تشلسي، ليحصل على خدماته بنظام الإعارة، وينفجر اللاعب في هولندا ثم يتألق بشدة خلال بطولة الكان الأخيرة مع بلاده.
بيتراند جناح سريع ومهاري، يتفوق على أي مدافع في موقف 1 ضد 1، ويستخدمه المدرب بوس في خلخلة الدفاعات المتكتلة، وتحقيق التفوق النوعي على الخط بعيداً عن الرقابة. ويتحدث المدير الفني عن أهمية اللاعب الذكي في الملعب مؤكداً أن صاحب التفكير السريع يؤثر في جميع زملائه، ويجعل الأمور أسهل عند صناعة الفرص والهجمات. ومع تميز اللاعب فنياً وتقنياً، تحول في بعض المباريات إلى العمق للقيام بدور المهاجم الوهمي أمام مرمى الخصوم.
يجذب تراوري الدفاع بعيداً عن غابة الأقدام بالمركز، ويربط جيداً برفقة أمين يونس ودولبيرغ، بالإضافة إلى عودته إلى الوسط الهجومي للتحول من 4-3-3 إلى 4-4-2 "الجوهرة" على الطريقة الهولندية قديماً، بجعل المهاجم الصريح أقرب إلى دور صانع اللعب، والسيطرة على المساحات الشاغرة يميناً ويساراً بثنائي وسط متحرك أمام لاعب الارتكاز الدفاعي، إنها الصيحة التي قلبت خارطة الكرة في أوروبا خلال حقبة السبعينيات، ويحاول أياكس بجيله الحالي إعادتها مرة أخرى.
اقــرأ أيضاً
تعتبر بطولة الدوري الأوروبي فرصة مثالية لإضافة ألقاب وأرقام جديدة، وأبرز عبرة مسيرة إشبيلية خلال السنوات الماضية، إذ حصل من خلال مونشي على صيت إضافي في إسبانيا، وانتقل على إثرها يوناي إيمري إلى باريس سان جيرمان بعد نجاحه برفقة فارس الأندلس. وتأتي النسخة الحالية لتكون طوق النجاة لمسيرة مورينيو هذا العام، وفرصة ذهبية أمام جيل التلامذة في أمستردام، لاستعادة الأيام الخوالي وإعادة الأمجاد القديمة.
أسباب التألق
توجد فروقات بين أياكس بيتر بوس وأياكس فرانك دي بوير، فالفريق الآن يعتمد على العناصر الصغيرة بشكل أكبر، ويركز على الشق التكتيكي المعروف عن مدربه، لذلك أصبحت المجموعة أفضل على مستوى التحولات والبناء من الخلف، مع استخدام فلسفة التحكم في الفراغات لنقل الهجمة من جانب إلى آخر. ويعطي بوس قيمة مضاعفة لما يعرف بالتمركز في تدريبات أياكس، وعاد ذلك بالإيجاب على لاعبيه داخل الملعب في مبارياته خارج الأرض، خصوصاً أمام شالكه وليون في أدوار خروج المغلوب.
ومع التأكيد على تطور الشق الخططي لفريق أياكس الحالي، إلا أن هناك عوامل مساعدة ساهمت في انتصارات بيتر بوس، فالبطولة الحالية أضعف كثيراً من الشامبيونز ليغ، ولا يوجد فيها الأباطرة الكبار كريال مدريد وبرشلونة وبايرن، ليبتعد أياكس عن هذا الطريق المعقد، ويستغل الفرصة الذهبية في تجربة لاعبيه وصقل موهبتهم، حتى يحصلوا على الخبرة المطلوبة في سن مبكر. وهذا ما حدث من قبل مع أياكس فان غال حينما فاز الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي عام 92، ثم دوري الأبطال عام 95.
مانشستر يونايتد أيضاً يحتاج إلى هذه البطولة بعد سنوات عجاف، فمجموعة مورينيو لم تثبت نفسها بطريقة مثالية في الدوري، وابتعدت بعض الشيء عن المربع الذهبي للبريمرليغ. وحتى في حالة مشاركة اليونايتد في دوري الأبطال هذا الموسم، من الصعب توقع شيء كبير في الموسم الأول للمدرب البرتغالي، وبالتالي فإن الدوري الأوروبي بمثابة الوجهة المناسبة لتجربة أكبر قدر ممكن من الشبان، وكسب الثقة المفقودة بعد غياب طويل.
كاسبر دولبيرغ
يمتاز فريق أياكس بتنوع هجومه من خلال خطة 4-3-3، ليشترك الثلاثي الهجومي في جميع المهام بالثلث الأخير، بداية من اللعب على الأطراف مروراً بالعودة إلى الوسط ومن ثم الدخول إلى منطقة الجزاء لترجمة الفرص إلى أهداف. ونجح الدنماركي الشاب كاسبر دولبيرغ في حجز الخانة الأساسية بالمباريات الكبيرة، ليسجل 15 هدفا في بطولة الدوري، و6 أهداف بالدوري الأوروبي كرقم أكثر من رائع محلياً وقارياً.
بدأ كاسبر مسيرته كمهاجم تقليدي صريح، يتمركز داخل منطقة الجزاء في المركز 9، يسدد من وضع الثبات والحركة أملاً في هز الشباك، لكن مع بيتر بوس تطورت قدرات اللاعب ليحتفظ أكثر بالكرة، ويتحرك بذكاء في القنوات الدفاعية، بعد رهان مدربه على توظيفه كجناح حقيقي في بعض المواجهات، لتزيد قيمة اللاعب على الخط، ويتصرف أفضل تحت الضغط في أضيق الفراغات، مما جعله يركز على الربط مع زملائه وتنفيذ القطع المفاجئ تجاه المرمى.
دولبيرغ قناص حقيقي داخل الصندوق، يسجل بالقدمين والرأس، ويملك بنية قوية تساعده على هزيمة أقوى المدافعين، ويتحرك بشكل مثالي خلف الأظهرة وبين قلبي الدفاع. لكن في أياكس لا يوجد مكان لهذا المهاجم الكلاسيكي، ليتطور هذا الموسم على مستوى التمرير والحركة المستمرة، من أجل التحول إلى نسخة قريبة من سلفه البولندي ميليك.
وأظهرت الأرقام تحسنا واضحا في هذا الجانب، ليصنع 7 أهداف في الدوري وأوروبا. ويعود الفضل في ذلك إلى بوس الذي وضعه كثيراً على الطرفين أو بالمركز 10 أمام الوسط، لفتح الطريق أمام القادمين من الخلف وإجبار مهاجمه على البحث عن حلول جديدة.
راشفورد
إذا كان كاسبر دولبيرغ هو المهاجم الأساسي في أياكس، فإن ماركوس راشفورد أصبح الكل في الكل مع مانشستر، خصوصاً بعد الإصابة القوية التي أنهت موسم زلاتان إبراهيموفيتش. عرف الجمهور راشفورد مع فان غال، وحصل الشاب على فرصة ذهبية ليلعب أساسياً مع الكبار ويسجل أهدافاً حاسمة على الصعيد المحلي، واستخدمه مورينيو هذا الموسم كبديل أكثر منه نجما رئيسيا، حتى يستفيد من سرعته واندفاعه بالدقائق الأخيرة بعد انخفاض لياقة المنافسين.
لكنه وجد نفسه من جديد في الدوري الأوروبي، بطولة الصغار الباحثين عن الكلمة الأولى، لذلك كان هو النجم الأول في مباراتي سيلتا فيغو، بعد تسجيله هدف الفوز في الذهاب، وصناعته لهدف فريقه الوحيد بأولد ترافورد إياباً. ويلعب مورينيو على أرضه ووسط جماهيره بخطة 4-3-3، بتواجد ثلاثي وسط متحرك وديناميكي، مع جناحين على الخط ومهاجم في العمق، وقام ماركوس بهذا الدور لكن بشكل مغاير، من خلال عودته المستمرة إلى الأطراف وخلق الفراغ أمام انطلاقات فيلايني من الخلف تجاه الأمام.
بينما خلال خطة مورينيو البديلة 6-3-1، يحصل راشفورد على خانة المهاجم المائل للطرف، حتى ينطلق خلف الظهير المنافس المتقدم للأمام، ويضرب بالمرتدات في اللحظة المناسبة، كما فعل ضد تشيلسي في مباراة الكأس، وكان قريباً بشدة من التسجيل لولا الرعونة، مع قيامه بدور مشابه ضد السيتي في الديربي الأخير، وبالتالي يوفر هذا اللاعب عدة بدائل سواء في العمق أو على الطرفين، تحت قيادة مدرب يعشق هذه النوعية من النجوم.
مفاجأة البطولة
يستحق نجم بوركينا فاسو بيتراند تراوري أن يكون لاعب البطولة حتى الآن، بعد تسجيله 4 أهداف وصناعته 4 في 12 مباراة، وتقديمه مستوى ممتازا مع أياكس سواء كجناح أو مهاجم متحرك. واستفاد النادي الهولندي من شجاعته في الدفع بالمواهب الصغيرة، مستغلاً عدم حصول اللاعب الأفريقي على دقائق كافية في تشلسي، ليحصل على خدماته بنظام الإعارة، وينفجر اللاعب في هولندا ثم يتألق بشدة خلال بطولة الكان الأخيرة مع بلاده.
بيتراند جناح سريع ومهاري، يتفوق على أي مدافع في موقف 1 ضد 1، ويستخدمه المدرب بوس في خلخلة الدفاعات المتكتلة، وتحقيق التفوق النوعي على الخط بعيداً عن الرقابة. ويتحدث المدير الفني عن أهمية اللاعب الذكي في الملعب مؤكداً أن صاحب التفكير السريع يؤثر في جميع زملائه، ويجعل الأمور أسهل عند صناعة الفرص والهجمات. ومع تميز اللاعب فنياً وتقنياً، تحول في بعض المباريات إلى العمق للقيام بدور المهاجم الوهمي أمام مرمى الخصوم.
يجذب تراوري الدفاع بعيداً عن غابة الأقدام بالمركز، ويربط جيداً برفقة أمين يونس ودولبيرغ، بالإضافة إلى عودته إلى الوسط الهجومي للتحول من 4-3-3 إلى 4-4-2 "الجوهرة" على الطريقة الهولندية قديماً، بجعل المهاجم الصريح أقرب إلى دور صانع اللعب، والسيطرة على المساحات الشاغرة يميناً ويساراً بثنائي وسط متحرك أمام لاعب الارتكاز الدفاعي، إنها الصيحة التي قلبت خارطة الكرة في أوروبا خلال حقبة السبعينيات، ويحاول أياكس بجيله الحالي إعادتها مرة أخرى.