محطّ الأضواء وحديث العالم، فريق جيرونا الإسباني متصدر الدوري برصيد 41 نقطة، متفوقاً على الكبار أمثال ريال مدريد (39) وأتلتيكو مدريد (34) ولديه لقاء مؤجل أمام إشبيلية، وبرشلونة 34.
ديربي كتالونيا الذي جمع بين برشلونة وجيرونا انتهي بفوز كاسح ومستحق لجيرونا الصغير أمام برشلونة الكبير 4-2، بملعبه المونتجويك (المسافة بين جيرونا وبرشلونة 99 كيلومتراً).
انتصارٌ مستحق ليس وليد الصدفة، بل هو حديث العالم لفريق ممتاز يلعب من دون ضغوطات ولا حسابات خاصة، يلعب بإمتاع كبير وبأداء هجومي ولا أروع، بعناصر ولاعبين بتصنيف متوسط، أبرزهم الحارس الأرجنتيني باولو غازنيغا، والمدافع الهولندي دالي بليند، ومدافع البارسا المعار إيريك غارسيا، والمدافع ميغيل غوتيرز، والأوكرانيان فيكتور تشينكوف وأرتيم دو فيبك، والأوروغوياني كريستيان ستواني.
المدرب المميز ميغيل أنخيل سانشيز "ميتشيل" أهم عناصر المنظومة الناجحة باستغلال وتوظيف أمثل قدرات اللاعبين، وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياتهم وتقديم أفضل ما لديهم، تنظيمٌ واتزان وانضباط تكتيكي وأداء جماعي في كافة الخطوط، إلى جانب اللعب السريع والمباشر مع التحولات الهجومية بشكل يصعب إيقافه، وكذلك القراءة المميزة للمنافسين مع التبديلات المثمرة والمؤثرة.
استطاع جيرونا جمع أكبر عدد نقاط بالدوريات الـ 5 الكبرى حيث وصل لـ41 نقطة، واستطاع خارج ملعبه تحقيق 7 حالات فوز وتعادل واحد وجمع 22 نقطة، مقابل خسارة وحيدة أمام ريال مدريد في جيرونا، البعض توقع بعدها السقوط والانهيار بإيقاف المسيرة الناجحة والاستثنائية، تصدر الدوري 14 أسبوعاً من الـ16 جولة باستثناء جولتين صعد ريال مدريد فيهما إلى الصدارة.
الثورة والطفرة لمشروع جيرونا بدأت في جيرونا حين صعد في موسم 2021-2022 بقيادة ميتشيل للدرجة الأولى، بعد تخطي إيبار وتينيريفي بملحق الصعود، ثم حقق مركزاً عاشراً بالليغا في 2022-2023، ليتطور الأداء وتأتي النتائج، بالتالي فإن الطموح بتقديم مستوى فني وبدني وتكتيكي واللعب من أجل المتعة هدف مشروع، لإكمال مغامرة جميلة وشيقة سنتذكرها جميعاً، إضافة لظهور منافس جديد على الليغا مع الكبار الريال والبارسا والأتليتي.
وهنا يطرح السؤال نفسه، هل يكرر جيرونا السيناريو الخاص بنادي ليستر سيتي، عندما توج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز في موسم 2015-2016، ويعتلي حينها عرش الليغا، الإجابة بنهاية الموسم لفريق حتى لو لم يحقق اللقب لكنه بطل بعيون النقاد والمشجعين.